الاسلام الطبيعي و بؤر الخلاف / البشير ولد سليمان

جمعة, 2017-02-17 12:41

الاسلام الطبيعي يرحب بالكل , بالشيعي , بالصوفي , بالاشعري , بالوهابي , بالسلفي  ,فكلنا نؤمن انه لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله , الاسلام الطبيعي ينأى بنا عن السب و الشتم و التكفير والتطرف ويرفض التبعية للآخر ومنهج تكييف النصوص وتعنيفها و لي اعناقها لمسايرة ركب " الحضارة " , اسلامنا مبشر لا منفر, اسلام الحلال الواسع و الحرام الضيق , اسلام الرحمة المهداة , لا اسلام الدم و القتل و التلاعب بارواح البشروالعبث بالطير و الحجر و الشجر" ظهر الفساد في البر و البحر " دورنا الاصلاح ما استطعنا و ترسيخ رسالة خير البشر ,  ديمقراطية الغرب لا تصلح لنا صناديق اقتراعهم فرصة لرقاص يتحكم في البشر , من يدفع اكثر يحصد أصوات أكثر الحل في الشورى وفي كل حي يوجد خيرون معروفون لا يحتاجون تصويت و لا صناديق , وجزى الله خيرا الولي الصالح عمر بن الخطاب الذي وفر علي الأمة عناء التفكير في حل معضلة الحكم .

*بؤر الخلاف وفتنة علم الكلام وتهافت الفلاسفة و العرب أمام اللغة المعجزة لغة القرآن, كلهم في الفتنة سواء المعطلون معطلون ومانعوا التأويل أيضا معطلون , فالاستواء( في لغة العرب ) معلوم لفظا و معنى و في حق الله الكيف مجهول , اليد( في لغة العرب ) معروفة لغة و معنى و في حق الله الكيف مجهول , وقد ذكرت  بصيغة المفرد " يد الله  " وبصيغة المثنى " بلْ يَدَاهُ ِ" وبصيغة الجمع "ْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا " فحاشى ان تكون لله يد او أياد بالمفهوم الحسي ؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا, انها لغة العرب واعجاز القرآن اللغوي , فماذا تعطلون ؟ فان كنتم تعطلون عن الله تجسيما فقد أفلحتم  و ان كنتم تعطلون مصطلحا من كلامه بحذفه من المصحف فقد حرفتم , كذلك الذين يعطلون المجاز و التأويل و يحكمون بظاهر النص فليس ذلك من حقكم ,فقد ظلمتم لغة القرآن بحرمانها من جمالها و مجازها و استعارتها و كنايتها و بلاغتها , وجنيتم كذلك علي كل ضرير في العالم , يقول تعالى : " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلا "  فلولى التأويل وأن العمى المقصود في الآية هو عمى البصيرة لكان كل العميان في العالم من الضالين , لقد جنى "أصحاب علم الكلام "علي انفسهم وعلي الأمة بالخوض في متاهات لا مخارج لها   الاستواء , اليد , الساق , الوجه  وكان الأحرى بهم  رفع راية الاستسلام للغة القرآن ( العربية ) والتسليم بأن عقولنا صغيرة قاصرة عن إدراك ما يدور حولنا وما هو مُتّصل بنا كالرّوح مثلا ,  فكيف نُدرك أو نُحيط بالله وبصفاته ؟  " الرحمن على العرش استوى"  كما وصف نفسه  ولا يُقال كيف  فالكيف غير معقول ، والاستواء غير مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة وضلال , كما قال امامنا مالك رحمه الله , والعبارة :" كما يليق بجلاله " وذكرها كل ما ذكرالاسماء و الصفاة  تعد تحصيل حاصل وهي من البديهيات في هذا المقام فالكل ينطلق من أن الله ليس كمثله شيئ  ولا شبيه ولا مثيل له  فما هي الا تهرب وانهزام  امام القرآن و تحديه اللغوي والمعرفي .

*في نقاش مع أخ انجليزي حديث العهد بالاسلام  حول الآية " يد الله فوق أيديهم "  واجهت معه مشكلة , أردت ان أترجم له " يد الله " و الترجمة الحرفية لها  هي  , God's Hand  فغضب و دخل بي في نقاش طويل عن المسيحية وعقيدة التجسيم , وأخذ يشكك في الاسلام وانه كالمسيحية يجسم , و شرحت له مستخدما العبارة أعلاه  وأنها يد " تليق بجلاله "  فلم يستوعب , وظل يردد      Hand   How come ?      أي كيف ؟ يد ؟ , فلجأت الي التأويل  وشرحت له ان المقصود باليد هو   The Ability of God ,  The Power of God أي قدرة الله و قوة الله , فاقتنع وأنبسط , " وكفى الله المؤمنين القتال "  ,   الشاهد , ان القرآن وان كان بلسان عربي الا انه موجه للناس كافة , و لكي يفهمه الناس لا بد من ترجمة معانيه , فان ترجمنا اليد علي انها   Hand  نفر الناس من ديننا واتهمونا بالتجسيم الذي عانوا منه في المسيحية .

*أين الله ؟   الله موجود بلا مكان , موجود في كل زمان , وان قلت : " الله  في السماء " فان كنت تقصد السماء التي بها الكواكب و يوجد بها الملائكة وغيرهم من المخلوقات , فقد هلكت و  وقعت في المحظور و حصرت الخالق جل وعلا في مكان قرب مخلوقاته , تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا , اما ان كنت تقصد بالسماء العلو و الارتفاع و التعالي لا الجهة و لا المكان  فقد  أفلحت , و هذا هو معنى حديث الجارية.

*الفتنة هي فتنة علماء و" مشاييخ"  ــــــ   بث مباشر , ياشيخ :  هل يجوز السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ــــــ الشيخ : لا يجوز لقوله صلي الله عليه و سلم : " لا تشد الرحال الا الي ثلاثة مساجد .." ـــ المتصل : يا شيخ هذا الحديث عن المساجد لا عن القبور, فما العلاقة ؟ ــــــ الشيخ : لا تجوز لكن  اذهب بنية الصلاة في المسجد النبوي ثم بعد ذلك قم بزيارة القبر ـــــ المتصل : واذا نويت زيارة القبر اولا  فهل من مانع ؟ ـــــ الشيخ : حديث لا تشد الرحال واضح  ـــــ المتصل : الحديث " لا تشد الرحال " لاعلاقة له  بزيارة القبور , و رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرف العربية و لا لبس لديه بين القبور والمساجد و اقحام هذا الحديث الشريف  في هذا المقام  ما هو الا غلو وتعصب لطرح خاطئ فكفوا  يا مشاييخنا عن الفتنة ولا تساهموا فيها  ـــــ متصل آخر : يا شيخ , يظهر بعض المشاييخ علي القنوات , اللحية كثة و الشارب لا أثر له ( حلقه نهائيا علي الصفر ) فهل ثبت ذلك عن رسول الله صلي الله عليه و سلم ؟ ـــــ الشيخ : ذكرت الأحاديث  مصطلحات مختلفة " الحف , القص , الانهاك . ــــــ المتصل : يا شيخ لم أسألك عن النصوص , اريد جوابا واضحا بنعم ام لا , فهل حلق رسول الله صلي الله عليه و سلم شاربه نهائيا علي الصفر أم لا ؟ ـــــ الشيخ : لا  لم يفعل ذلك اطلاقا , وقد وصفته أم معبد فأبدعت في وصفه و لم تذكرذلك عنه  و كذلك من وصفه من الصحابة لم يقل أحد منهم انه كان يحلق شاربه نهائيا علي الصفرـــــ المتصل : لما اذا اقحام النصوص ألا ترون انكم أنتم ايضا يا علماء و يا مشاييخ  تشاركون في الفتنة الحاصلة ؟ ــــــ الشيخ : انا اتحدث عن نفسي , الذي أعرف أن رسول الله صلي الله عليه و سلم كان خفيف الشارب كث اللحية والمظهر الذي ذكرت لا يصدق علي فاسأل أصحابه ـــــــ المتصل : نحن العامة يغيظنا كثيرا ان نرى بعض هؤلاء يتحدث عن السنة ويحث عليها و هو حالق شاربه علي الصفر و لحيته كثة في مظهر غير مريح بل مخيف للاطفال , اللهم أرحم امامنا مالك , الذي رأى ان يأدب مثل هؤلاء  وان يشبعوا ضربا ـــــ الشيخ : اللهم أرحم الامام مالك  ــــ المتصل : امامنا مالك هو ايضا القائل بالسدل في الصلاة  فهل السدل بدعة ؟ ـــــ الشيخ : لا, السدل ليس بدعة والامام مالك تميزعن غيره من الائمة رحمهم الله بأخذه بعمل أهل المدينة وقد ثبت عنه السدل وهو مؤتمن ومصدق في ذلك وكلاهما القبض و السدل ليسا من أركان الصلاة فالمسألة فيها مرونة  ــــ متصل : يا شيخ ماقولكم في هذه الدعوة للتحرر من المذاهب الأربعة التي عاشت عليها الأمة لعقود في أمان و استقرار؟ــــــ الشيخ : لن نصل نحن المتأخرون لشسع نعل أحد من الأئمة الاربعة, فالعبرة ليست في كم المعارف و قد حزنا ما جاؤوا به وزدنا عليهم العبرة في الورع و التقوي و قوة العلاقة مع الله و هذه الدعوة , دعوة تخريبية أدت الي ظهورمتفيقهين حولوا الشباب الي انتحاريين دموين يقتلون باسم الدين لايميزون بين البشر و الحجر والطير و الشجر.

متصل : ياشيخ , الحرام و الحلال  بينهما مسافات طوال , آلاف الكيلومترات والمحطات واستراحات الطريق فيها المندوب و المستحب و المكروه, و , ورحمة الله واسعة , فلماذا تحولوا حياتنا الي بدع و" هذا حلال  وهذا حرام " وكل شيئ عندكم بدعة , قول الامام صلوا صلاة مودع بدعة , جمعة مباركة بدعة, الأذان في أذن المولود بدعة و.... و ــــــ  الشيخ : بلي ففي ديننا فسحة وهامش والبدع كلها ضلال  لكن من قال لك ان هذه الأمور بدع وأين الدليل ؟ لا يقل لك: لم يفعله رسول الله صلي الله عليه و سلم و لا الصحابة , فذاك ليس دليل ولا قاعدة شرعية , فأما السبحة فليست بدعة بل وسيلة عد تنظيمية والذكر الجماعي ليس بدعة  وطلب قراءة الفاتحة في المناسبات ليس بدعة بل ان الله يبارك في كل ما قرأت عليه أم الكتاب , تقبيل المصحف بركة وعبادة (فكيف يكون النظر في الكعبة عبادة ولا يكون النظر في المصحف عبادة ) وكيف تكون تلاوة القرآن علي الحي أو الميت ضلالا (بدعة ) , القرآن كلام الله قراءته ضلالا  فأي كلام هذا ؟ ــ

 

 

متصل : يا شيخ ماهي السنة النبوية الشريفة ؟ ــــــ الشيخ : هي ما صدر عن رسول الله صلي الله عليه و سلم  من قول او فعل اوتقرير  ــــــ المتصل :وماذا  عن ما لم يصدرعنه صلي الله عليه و سلم من قول او فعل ؟ ـــــ الشيخ : يقاس بالشرع  وافقه و الا ترك ــــــ المتصل : وماذا عن أصحاب الطرح الذين يرددون باستمرار هذه العبارة : "هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يفعله الصحابة" ــــــ الشيخ : تلك ليست قاعدة ملزمة شرعا ,  فرسول الله صلي الله عليه و سلم لم يركب القطار ( فعل ) و لم يلقي خطابا بالانجليزية ( قول  ) وليس السفر بالقطار ممنوعا ولا التحدث بالانجليزية حراما ــــــ  متصل : وماذا عن قراءة القرآن علي الأموات ؟ ــــــــ الشيخ : تصل إلى الميت، كما تصل إليه الصدقة والدعاء والحج عنه والعمرة وأداء الدين ينتفع بذلك كله, والدليل هو ان الميت ينتفع بالدعاء  واذا كان ثواب الدعاء العادي يصل اليه فمن باب أولى ثواب القرآن كأنفع  دعاء .

*الطرق الصوفية , ليس كل الشيعة مجرمون , وليس كل السلفية مجرمون , وليس كل الأشاعرة مجرمون , وليس كل الصوفية مجرمون , ففي كل طائفة قوم خيرون ,  والصوفية ككل الطرق فيهم الصالحون والطالحون لدى البعض منهم غموض وطلاسم  وصلوات ينسبونها الي النبي  صلي الله عليه و سلم و انها من كلامه , صادقون ان شاء الله ويبقي الفيصل هوالقياس علي كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم ,مثلا " افشوا  السلام أطعموا الطعام  صلوا الارحام صلوا بالليل و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام "  فقس يا مريد كلام شيخك علي كلام  من أوتي جوامع الكلم و الفصل في الخطاب , لاحظ جيدا فلا غموض و لا طلاسم واللغة سليمة و جلية المعنى , ثم هل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخك في الكلام الذي خصه به بشيئ جديد في أمور الدين ؟ فاذا كان جوابك بنعم , فكن علي يقين ان الذي إلتقي به شيخك يقظة او مناما ليس نبي الله محمد صلي الله عليه و سلم ــــــ متصل : يا شيخ انا صوفي , وأحيانا في بعض حلق الذكر يأخذنا جذب ورقص واغماء فهل في ذلك شيء شرعا ؟ ــــــ الشيخ : الذكر و الرقص لا يجتمعان يقول تعالى :" ألا بذكر الله تطمئن القلوب " و الاطمئنان المقصود هو الاطمئنان الشرعي وهوحصول السكينة و الهدوء و الخشوع لله أما الرقص و الشطح فقد عرفا في طقوس أمم أخرى غير مسلمة يرددون اسماء وعبارات ويستمرون عليها حتي يغمى علي الواحد منهم وهي ظاهرة بشرية لا ترتبط ضرورة بالدين ومن رقص فقد نقص واقترب من الشيطان وابتعد عن الله ـــــــ متصل : وماذا عن التسبيح باختيارأعداد وتكرارات معينة , مثلا قراءة  الفاتحة  21 مرة و كذا ركعة  لحصول كذا وكذا ؟ ــــــ الشيخ :أمور ديننا مضبوطة و منظمة و" كل شيئ بحسبان " وقد نصت بعض الاحاديث علي أعداد معينة من الذكر  والذكر كله مبارك و هو أفضل شيئ , وافضله لا اله الا الله و الصلاة علي رسول الله صلي الله عليه و سلم , وكل حر في تكراراته و أعداده لكن تبقى كلها تجارب خاصة بأصحابها  ليس من حقهم نشرها وتعميمها , فحقوق النشر في أمور الدين خاصة برسول الله صلى الله عليه و سلم ؟

*الشفرة المادية  و الشفرة الروحية  --- لقد توصل انشتاين الي شفرة مادية "معادلة كيميائية " انتج منها القنبلة الذرية  , أما أويس القرني رضي الله عنه فقد كانت معه شفرة روحية , فكما اعترفنا لانشتاين بشفرته المادية علينا كذلك الاعتراف للصالحين و الأولياء بشفراتهم الروحية , وهذا الواتس آب والانترنت واختزال المسافات (شفرات مادية و ألكترونية  )  شفرات أخرى روحية  في موروثنا التاريخي وقصص الجدات عن الصالحين و الاولياء واختصارهم المسافات و طي الارض وغيرها , فليست كل تلك القصص أباطيل , فعلي المنكرين علي الاولياء و الصالحين أن يمشوا الهوينا و ان يعترفوا ان لله في خلقه شؤون , ويظل الفيصل في مثل هذا المقام ما قال امامنا الشافعي رحمه الله : اذا رأيتم الرجل يمشي علي البحر او يطير في الهواء فانظروا الي علاقته بشرع الله ــــــ  متصل : يا شيخ انا مسلم لا أعبد القبور و لا أقدسها و من يفعل ذلك لا أعده مسلما , لكن أؤمن بالتفاضل بين القبور فهل في ذلك شيئ ؟ ـــــ الشيخ : لقد فضل الله بعضنا علي بعض أحياءا كذلك أمواتا , قبورنا بعضها أفضل من بعض , الكل بشر تحت التراب لكن منهم من هم  "أحياء عند ربهم يرزقون " كذلك البقاع  , والاعتراف بهذا التفاضل لا يخدش صحة العقيدة انما هو من كنه الدين , فمقبرة أهل البقيع و أهل بدر ومقابر الأولياء و الصالحين أفضل من مقابرباريس وواشنطن وغيرها , ومع ذلك لا نقدس و لا نعظم سوى الله  ــــ متصل : عرفنا أن التوسل برسول الله صلى الله عليه  جائز به حيا فهل يجوز به بعد موته ؟ ــــــ الشيخ : وهل كان رسول الله صلي الله عليه و سلم في حياته يمتلك صلاحية ( النفع و الضر ) فلما مات سحبت منه تلك الصلاحية ؟ فمن الذي يمتلك تلك الصلاحية ؟ أليس الله ؟ والتوسل بمن ؟  و من ينفع من ؟ حيا أو ميتا الا باذن الله ؟  ثم انه ما دام التوسل بالعمل الصالح جائزوالعمل الصالح ( مخلوق )  فكيف لا يكون جائزا بأشرف مخلوق الذي هو رسول الله صلي الله عليه و سلم  حيا او ميتا , المسألة محسومة  نقلا وعقلا .

*أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم  -- متصل : هل كان النبي صلى الله عليه و سلم أميا لا يقرؤ ولا يكتب  ؟  الشيخ :  يقينا لا , والدليل يقول تعالي : " هوَ الذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً منهم يَتلو عَلَيهِم آيَاتِهِ وَيُزَكيهِم وَيُعَلِمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ  ...ٍ "  وقريش لم يكونوا أميين بمعنى لا يعرفون القراءة و الكتابة , و من جهة أخرى الله أعلم بحال نبيه حين خاطبه وأمره بالقراءة ( اقرأ ) , فكيف يكلف نبيه بالقراءة ان لم يكن يقدر عليها ؟ ولما طلب منه جبريل ذلك  قال "ما أنا بقارئ" ولم يقل لا استطيع القراءة  انما قال : ما انا بقارئ وهو من فصاحته واجوبته البليغة  كقوله لما سئل ممن القوم ؟  فأجاب : نحن من ما , فرجع السائل في حيرة يردد من ما , من ما , من ماء مهين , من ما دار بخاطرك  , من ما تسأل عنه (القوم الذين تبحث عنهم ) و, و ثم ان المشركين لم يتهموه صلى الله عليه و سلم بالجهل والأمية بل على العكس من ذلك فقد اتهموه بإتقان الكتابه " وقالوا أَسَاطيرُ الأَولِين اكتتبهَا فهِي تملى عَلَيهِ بُكرة وَأَصِيلا "( الكتابة ) فزكاه الله من تلك التهمة " رَسُولٌ مِّنَ اللهِ يتلو صُحفا مطهرة" ( القراءة ) , الخلاصة أن أميته صلى الله عليه وسلم  لم تكن أمية القراءة و الكتابة , انما هي الأمية الدينية , فلم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا قومه يعرفون شيئا عن الديانات السماوية.

*مقابلة بين الحديثين : " .. كل بدعة ضلالة... "   و الحديث :  " من سن في الاسلام سنة حسنة " في الحديث الأول  التحذير من البدع في أمور الدين ومنعها بتاتا , أما الحديث الثاني  فيحثنا  فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم  علي الحداثة و الابداع والاتيان بالجديد النافع , فالذي سن مكبر الصوت لرفع صوت الاذان فقد سن سنة حسنة , والذي جاء بالطائرة و استغلها في السفر المباح فقد سن سنة حسنة وهكذا , ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعي تماما ما يقصد وهو لا يقصد من "أحيا سنة حسنة "  فذاك تأويل خاطئ و رفض للحداثة وتقزييم للاسلام , والسنة التالية سنة حسنة فطوبى لمن عملها :

*حديقة المولد النبوي (سنة حسنة ) , انشاء حديقة في دبي في المدينة المنورة في انواكشوط  في القاهرة في كاراتشي في داكار في الدوحة في جاكارتا في الرياض في كل المدن الاسلامية , مع دخول  شهر ربيع الاول من كل سنة , تقام فيها مسابقات في السيرة النبوية ,مسابقات شعرية بالفصحي و بالشعبي في مدح المصطفي صلي عليه و سلم تقدم فيها جوائز نقدية قيمة  بها ركن للعائلات و ألعاب ترفيهية وتثقيفية للاطفال , ركن مسابقات قرآنية , ركن به خيام واطعام  ذبائح و وجبات شعبية بالمجان طيلة الشهر و... و سيكون لحديقة المولد النبوي اثرا خاصا في نفوس الكل خاصة الاطفال وستدفع بالعديد من رجال الاعمال وفاعلي الخير للتنافس والبذل و العطاء تقديرا وتخليدا لمولد أشرف الخلق ,  شهر واحد ليس بكثير, أبناؤنا منشغلون بمتابعة مباريات ريال مدريد و بارسا , فأين الضرر ان انشغلوا طيلة شهر ربيع الاول في فعاليات حديقة المولد النبوي؟  فيا حكومات و يا رجال اعمال هبوا الي هذه المبادرة و كونوا علي يقين أن الله لن يعاقبكم عليها .

 

 

* البشير ولد سليمان