يحيى جامي.. "قذافي غامبيا" يأبى مغادرة الحكم

ثلاثاء, 2017-01-10 01:02

لا يبدو الرئيس الغامبي يحيى جامي مستعدا للتنازل عن السلطة لصالح منافسه الفائز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة زعيم المعارضة آدما بارو، على الرغم من التهديد الأفريقي له باستعمال القوة ضده في حال تمسكه بموقفه.

والاسم الأصلي لجامي (51 عاما) هو يحيي عبد العزيز جاموس، لكنه غير اسمه الأخير إلى جامي ليتناسب مع ما يدعيه من توجهات إسلامية.

ويعد جاموس أو جامي لاحقا من أكثر الرؤساء الأفارقة غرابة وإثارة للجدل في تصرفاته الشخصية ومزاجه المتقلب، التي تنعكس كلها في طريقة إدارته للحكم.

لم يتجاوز جامي الـ29 عاما حين وصل إلى السلطة في يوليو/تموز 1994 عن طريق انقلاب عسكري أبيض قاده ضد أول رئيس لبلاده داود جاورا، الذي تولى رئاسة الوزراء بعد استقلال البلاد في 1965 من الاحتلال البريطاني حيث كانت البلاد تتبع نظام الملكية الدستورية، قبل أن تتحول إلى نظام جمهوري في 1970.

كان جامي قبل ذلك ضابطا مغمورا في جيش بلاده، لكنه ظل يحكمها منذ عام 1994 بقبضة حديدية حيثُ أعيد انتخابه خمس دورات متتالية بدأت بعد انقلابه بعامين حين أسس حزبه الخاص "التحالف الوطني لإعادة التوجيه والبناء"، ثم أعيد انتخابه بعد ذلك أعوام 2001 و2005 و2011.

ومن القرارات التي ميّزت فترة حكم جامي إعلانه يوم 11 ديسمبر/كانون الأول 2015، وبشكل مفاجئ، غامبيا "جمهورية إسلامية"، معبرا عن ذلك بأنها تهدف إلى تخليص البلاد من ماضيها الاستعماري قائلا "غامبيا في يدي الله، وابتداء من اليوم فإنها دولة إسلامية، وسنكون دولة إسلامية تحترم حقوق المواطنين".
 
وسبق ذلك إصدار قرار سحب بلاده من رابطة الكومنولث (تضم 54 دولة من المستعمرات البريطانية السابقة) في 2013، متهما إياها "بفرض خطط الهيمنة الغربية على جميع دول العالم النامي" وبأنها "تكريس لاستعمار جديد".
 
وعلى الصعيد الشخصي، يُعتبر جامي نفسه "خبيرا في الأعشاب والعلاج بالأدوية الشعبية"، حيث أعلن في 2007 توصله إلى علاج لمرض الإيدز عن طريق الأعشاب، حسب بيان رسمي للقصر الرئاسي. كما يزعم أيضا اكتشافه علاجا لمرضي الربو والصرع عن طريق الأعشاب. 

 آدما باور تلقى تهنئة من جامي بالفوز في الانتخابات الرئاسية ما لبث أن تراجع عنها (رويترز)

اصطناع الكاريزما
ويعرف عنه "ولعه" بالأضواء والإعلام، حتى إن بعض المراقبين يرجعون تصرفاته الغريبة لتلك الصفة التي تهدف -حسب تفسيرهم- إلى "لفت الأنظار وخلق هالة وكاريزما حول نفسه".

وينعكس ذلك حين يظهر في كل المناسبات ماسكا سيفاً بيده لا يفارقه مطلقا في كل المناسبات. لهذه الأسباب يُشبه المحللون سلوك وتصرفات جامي بتصرفات وسلوك الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حتى لقبته بعض الصحف بـ"قذافي غامبيا" من حيث الحرص على رسم صورة لـ"هيبة مصطنعة" وادعاء الصرامة وتقلب المزاج.

وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي اعترف جامي بهزيمته، وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات الغامبية عن فوز منافسه بأغلبية أصوات الناخبين بفارق قدره 60 ألف صوت وبنسبة بلغت 45.5% من الأصوات مقابل 36.7% لجامي، الذي أقر بهزيمته في خطاب مقتضب بث مباشرة على شاشة التلفزيون قائلا إن "الغامبيين قرروا أن أنسحب وصوتوا لشخص آخر لقيادة البلاد".

ثم أعقب ذلك باتصال هاتفي مهنئا خصمه آدما بارو، مخاطباً إياه بقوله "أنت الرئيس المنتخب لغامبيا، أتمنى لك النجاح والأفضل"، مؤكداً على نزاهة العملية الانتخابية، ووصفها بـ "الانتخابات الأكثر شفافية في العالم".

بيد أن جامي عاد، كعادته في تفجير المفاجآت واتخاذ الموقف وضده، وشكك في نتيجة الانتخابات بعد أن أعلنت الهيئة مراجعة نتائج الفرز النهائية فتقلص الفارق في عدد الأصوات بين المرشحيْن من 60 ألفا إلى 20 ألفا فقط، وهو ما اتخذه الرئيس الغامبي ذريعة للتنصل من قبوله بالنتيجة، متراجعاً عن تصريحاته السابقة في هذا الخصوص.

المصدر : وكالة الأناضول