الددو : يتحدث في مقابلة عن الإخوان إيران و الرق..

ثلاثاء, 2016-10-25 00:05

قال العلامة الموريتاني  الشيخ محمد الحسن ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء ورئيس جامعة عبد الله بن ياسين إنه أوان الأوان في موريتانيا للانعتاق والتحرر، وبناء أخوة على أساس الدين والمساواة، وذلك جوابا على سؤال حول الفتاوى الأخيرة عن قضية الرق في موريتانيا.

 

كما دعا العلامة ولد الددو إلى "العمل على أن يكون الشعب الموريتاني يدا واحدة، وأن يستخرج خيرات بلاده، وأن ينتفع بها جميعا، كل أفراده، وكل مستوياته، وأن يعيش كريما جميعا، فخيرات البلد أكثر من سكانه، وهم بحاجة إلى أن يتحدوا، ولا يمكن أن ينالوا حقهم إلا إذا اتحدوا واتفقوا".

 

وأكد الشيخ الددو في مقابلة شاملة مع صحيفة "الأخبار إنفو" أن علاقاته مع كل الموريتانيين، ويحب كل الموريتانيين، ومن "لم يشترك معه في المرجعية فهو يشترك معه في السعي لمصلحة الوطن"، داعيا السياسيين إلى تغليب مصلحة الوطن على مصلحة أحزابهم وأشخاصهم.

 

وشدد الشيخ الددو على دعمه لدعوة الشيخ أحمدو ولد المرابط لقطع  علاقات موريتانيا مع إيران، معتبرا أنه لا مبرر لها ولا فائد ترجى منها للبلاد.

 

وفي الشأن الدولي رأى الشيخ الددو أن هناك اتفاقا دوليا على تدمير سوريا والعراق، ومصر وتركيا، مؤكدا دعم الولايات المتحدة الأمريكية للطرفين في سوريا وفي العراق، وفي ليبيا، وفي غيرهما من المناطق، كما تحدث الشيخ عن مواضيع أخرى عديدة.

 

وهذا نص المقابلة:

الأخبار إنفو: لنبدأ من آخر المواضيع المثارة في الإعلام، وهي وساطتكم في ملف أزمة الإخوان المسلمين في مصر، أين وصل هذا الموضوع؟

 

الشيخ الددو:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العاملين وأصلي وأسلم على سيد الأولين والآخرين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

 

منذ ظهر الخلاف بين الإسلاميين في مصر بدأت الوساطات منذ ذلك الوقت، وقامت إلى الآن خمس محاولات للوساطة، وتوصلت إلى بعض النتائج المفيدة، منها التهدئة، وعدم شن أي هجوم من أي طرف على الآخر، والاشتراك في المتفق عليه، والحمد لله هذه تعتبر خطوة جيدة.

 

الأخبار إنفو: تصريحاتكم الأخيرة حول الموضوع، وصفت بأنها أغضبت الطرفين داخل إخوان مصر؟

 

الشيخ الددو: ما أظن أنها أغضبت الطرفين، فقط البيان الذي صدر عن قيادة الإخوان المسلمين فهموا من كلامي ما لم أقصده، أن الدكتور محمود عزت تخلى عن منصبه بالكلية، وهذا لم أقله، وإنما قلت إنه فوض الأستاذ إبراهيم منير، فأصبح إبراهيم منير بذلك نائبا للمرشد وهذا ما لا ينكره أحد.

 

البيان نفسه الذي صدر فيه أن إبراهيم منير نائبا للمرشد، وهو لم يكن نائبا للمرشد قبل هذا التفويض الذي صدر من محمود عزت.

 

الأخبار إنفو: في موضوع الوساطات دائما، كانت لديكم وساطة بين مكونات الحركة الإسلامية في الجزائر، أين وصلت هذه الوساطة؟

 

الشيخ: ما زالت الوساطة قائمة، لكنها تحتاج إلى وقت، وهي الآن تقطع مراحل بالتدريج، وفي هذا الوقت فيها توقف، واستراحة إلى أن تنتهي الانتخابات النيابية في الجزائر، بعدها ستعود الوساطة مرة أخرى، وذلك بهدف اندماج خمسة أحزاب جزائرية لتكون حزبا واحدا كبيرا.

 

الأخبار إنفو: تعيش المنطقة العربية انقساما طائفيا، ويجد الشيعة في العراق دعما كبيرا من الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يجدون في سوريا دعما مطلقا من روسيا، وذلك رغم الخلاف الكبير بين هاتين القوتين العالميتين في العديد من الملفات الدولية، كيف ترون هذه الموضوع؟

 

الشيخ الددو: لا أظن أن فيه خلافا، لأن الجميع يتفق على ضرورة تدمير سوريا، والعراق، ومصر، فتدمير البلدان العربية هدف في حد ذاته، ثم بعد ذلك تدمير تركيا، وهذا محل اتفاق بين القوتين العظميين، ويقصد به مصلحة إسرائيل.

 

ولذلك يمكن أن تقول إن أمريكا تدعم الطرفين في العراق، وتدعم الطرفين في سوريا، وربما تدعم بعض الحركات في سيناء، وطبعا تدعم الحكومة المصرية دعما كبيرا، كما تدعم الطرفين في ليبيا، وهذا كله مقصود، أن تبقى المنطقة مشتعلة دائما، ومنشغلة بنفسها دون أن يتأثر الكيان الصهيوني، فيتحطم أعداؤه بغير يديه، ودون أن يكون له أي بذل ولا مخاطرة.

 

الأخبار إنفو: كانت لديكم تجارب في الحوار مع الحركات التي توصف بأنها متطرفة أو غلاة، سواء في موريتانيا أو خارجها، هل حاورتم ضمن هذا المسار تنظيم الدولة أو منتمين له؟

 

الشيخ الددو: لا، بالنسبة للمنتسبين إلى تنظيم الدولة إلى الآن لا يقبلون حوارا. إلى هذه اللحظة. والتنظيم تجربتنا فيه أنه ما دام في أوج قوته ونشاطه وحماسه لا يقبل المراجعة ولا الحوار، وإذا وصل مستوى معينا وبدأ التعقل فيه حينئذ سيقبل الحوار، وسيقبل المراجعات وسيكون العقلاء منه هم القيادة بدل أهل الحماس. في فترات الحماس إنما يتولى القيادة أهل الحماس والاندفاع، والأوقات الأخرى يصل العقلاء إلى القيادة.

 

الأخبار إنفو: تعيش المنطقة العربية الآن استقطابا حادا بين السنة والشيعة، كما أخذ الخلاف طابعا سياسيا في الخلاف بين السعودية وإيران، كيف ترون أسباب هذا الاستقطاب وآليات التعامل؟

 

الشيخ الددو: بالنسبة للشيعة في تاريخ هذه الأمة كلما كانت لهم قوة واستطاعوا أن يعملوها فإنهم سيعلمونها ضد أهل السنة. هذا في تاريخ الأمة كله، وأهل السنة دائما في الماضي يغلبون جانب العقل والتعايش، هذا الذي عرفته الأمة.

 

فعندما تقوم أي دولة للشيعة لا بد أن يكون لها بطش في أهل السنة، لما قامت دولة العبيديين المهدية في تونس قتلوا علماء المالكية، ولما قامت دولة العبيديين في القاهرة، وقام المعز الباطني قتل أكثر من 360 من علماء مصر، وعندما قامت دولة بني بويه في العراق قتلوا علماء أهل السنة وكادوا للخلافة، كلما قامت دولة شيعية – وهذا نستثني منه الزيدية بالخصوص – لكن الإمامية والإسماعيلية والنصيرية ما قامت لهم قط دولة إلا حاولوا الإثخان في أهل السنة وإشاعة القتل فيهم.

 

وإيران منذ قامت الثورة تعاطف معها العالم الإسلامي والشعوب الإسلامية تعاطفا كبيرا، وتأثروا بها لأنها جاءت في مفصل من مفاصل التاريخ الإسلامي، وبعد أن كانت المتقدم في العالم الإسلامي من الناحية الثورية القومية، فلما قامت الثورة الإيرانية كأنها أحدثت صحوة جديدة في العالم الإسلامي وأحسوا بأن الثورة ممكنة وأنها يمكن أن تغير الأنظمة رغم بطشها وقوتها، وكانوا ينظرون إلى الشاه على أنه نسخة طبق الأصل من الأنظمة الجاثمة على صدور هذه الشعوب، فلما تغير حكم الشاه وسقط بفعل الشعب عبر الثورة، حدث لدى الشعوب الإسلامية في العالم كله أمل، بصيص أمل جديد، ولذلك تعلق الإسلاميون في أنحاء العالم في البداية بثورة الخميني.

 

عندنا في موريتانيا – مثلا – قامت المسيرات والمظاهرات، وألقى الشعراء قصائدهم المطولة، يقول أحد شعراء الحركة الإسلامية إذ ذاك:

 

تعالى الله عن كيف وأين *** وكل متى يكون وشبه ذين

له في الكون آيات نراها *** ومنها آية الله الخميني

 

تعاملت الثورة الإيرانية في البداية مع الشعوب الإسلامية بحكمة، حيث دعمت القضايا الكبرى وبالأخص قضية فلسطين، ووقفت – في الظاهر – ضد الاحتلال الصهيوني للمناطق التي احتلها، وبالأخص في لبنان وفلسطين، لم تقف ضد الاحتلال في سوريا، بل إن النظام السوري منذ بداية قيام الثورة مرتم في أحضان إيران ومع ذلك لم يطلق أي رصاصة لتحرير الأرض السورية المحتلة، ولم تسع إيران لذلك، ولم تتكلم قط عن الجولان، ولم تذكرها ببنت شفة.

 

والآن تتكلم عن مزارع شبعا في جنوب لبنان، وهي مزارع صغيرة، لكن الجولان بكاملها؛ جبل الشيخ، المرتفعات السورية الكبيرة لا تذكرها نهائيا، وقد وضع عليها الصهاينة شبكا، ومنعوا الشعب الذين يسكنونها من التواصل مع أقاربهم في داخل سوريا، ولم تتدخل إيران في هذا الموضوع.

 

لما قامت الحرب بين العراق وإيران، كان العالم العربي مع العراق طبعا، وبالأخص الشعوب لأنها رأت أنها محاولة تدمير قوة عربية ناشئة، وبعد أن أعلنت إيران انهزامها في الحرب، واستسلامها انكفأت على نفسها في البداية في آخر عهد الخميني، ثم بعد ذلك بدأت مرحلة جديدة من مراحلها هي تصدير الثورة، وتصدير الثورة عبارة عن تصدير الدين، تريد من الناس أن يغيروا دينهم الذي كان لديهم، وبدأت في بعض البيئات التي يمكن أن تستقبل هذا، البيئات الضعيفة علميا وماديا، وقد آتت هذه الدعوة أكلها في مناطق كثيرة من العالم، في القرن الإفريقي، وحتى في غرب إفريقيا ووسطها، ثم بدأت في بلدان المغرب العربي ومصر، وتحرك شيعة الخليج من جديد، وفعلا أصبح لهم وزن، فهم إما أن يكونوا رقما لا يمكن تجاوزه، مثل الحاصل في البحرين، ومثل الحاصل في الكويت فهم متحالفون مع النخب الليبرالية، وهم دائما يحرزون نتائج معتبرة من مقاعد مجلس الأمة، وأيضا يدربون أنفسهم ويقيمون أحزابا مسلحة يسمونها حزب الله الكويتي، وحزب الله السعودي، وحزب الله البحريني، وهذه المجموعات المسلحة أدخلت سلاحا اكتشف بعضه، وله تأثير كبير على الأمن في المنطقة.

 

فالكويت اكتشفت الأسلحة الكثيرة التي كانت مخبأة لدى حزب الله الكويتي، ولكن كانت حكومة الكويت في وقت أو في واقع لا يسمح لها بالمواجهة، ولم ترد أن تعيد التجربة البحرينية، فلذلك تسامحت كثيرا مع حزب الله الكويتي.

 

والسعودية في البداية تسامحت معهم كثيرا، ثم أن وجدت أن التسامح يزيديهم غلوا ونشاطا في فكرة الثورة، ولما دعوا إلى الثورة في السعودية وقفت الحركة الإسلامية ضدهم، ليست متحالفة مع النظام بالكلية، بل النظام أصلا لا يريدها ولا يعترف بها، لكن ترى أنه هو النظام السني الذي يجب دعمه والوقوف معه في وجه هذا المد الرافضي، فوقف الإسلاميون جميعا مع النظام السعودي في هذا المعسكر ضد الثوار الشيعة، ففشلت الثورة الشيعية.

 

ولكن بعد ذلك حاولوا محاولات أخرى، وبعضها أيضا يتجه اتجاها عسكري، وكان من قادتهم الذين يريدون أن يكون لهم شأن مثل الحوثي في اليمين ويريدون نقل التجربة إلى السعودية، رجل من قياداتهم يسمونه نمر النمر، وقد اعتقل، وحوكم في السعودية، وحكم عليه بالقتل.  

 

والتجربة التاريخية مع الشيعة أن من رفع منهم رأسه لا يرجع حتى يقتل.

 

الأخبار إنفو: في واقعنا الحالي، المشروع الشيعي واضح، ولديه عنوان سياسي تمثله إيران، أين المشروع السني؟ ومن يمثل السنة؟ ولعلكم تتذكرون مؤتمر اغروزني الذي عقد الأسابيع الماضية، وأخرج العديد من الحركات الإسلامية من أهل السنة؟

 

الشيخ الددو: مؤتمر اغروزني أنا لا أعده على أهل السنة، ومن يعده على أهل السنة لم يفهمه، هو ليس لأهل السنة، ومن قاموا عليه ليسوا من أهل السنة، هي دعوة أمنية، يقف وراءها نظام عربي معروف بوقوفه ضد الثورات وضد الربيع العربي، وضد أي إصلاح، وضد العمل الإسلامي في أي مكان، وجمع مجموعة أساسهم إما مرتزقة وإما مغفلين، ولم يجمعهم إلا في بلد هو الذي يحمل لواء أعداء الإسلام الآن، تحت اللواء الروسي الذي غزى المسلمين في عقر دارهم، وهو الذي يحرق الآن سوريا مدينة بعد أخرى، وعمله الآن في حلب لا يجهله أحد في العالم، ويعلم أنه اعتداء إرهابي مقيت، لا يبقي على شيء.

 

إذن ليس هذا انقساما في أهل السنة، ولا يمثل تفرقا ولا تشرذما.

 

الأخبار إنفو: لكن على المستوى الدولي هناك دول تدعم هذا المشروع وتقف وراءه؟

 

الشيخ الددو: بالنسبة للسنة في العالم الآن لها تمثيلان، تمثيل شعبي، وتمثيل رسمي.

التمثيل الرسمي أغلبه مع النظام، أينما اتجه النظام، ولذلك نجد التمثيل الرسمي الديني في مصر ذهب مع الانقلاب وذهب مع قتل الناس، وقتل الأبرياء في رابعة والنهضة، وذهب إلى اغروزني، وسعى لمسالمة الكيان الصهيوني، وأنهم أحق بالأرض من أهل فلسطين، وسعى للتضييق على أهل غزة، وتصنيفهم على أنهم يستحقون الحصار، ويستحقون القتل فهو مع ما فيه النظام.

 

أما أهل السنة كتمثيل شعبي، فهم متفقون الآن على الوقوف في وجه هذا المد الرافضي، وأنهم لا يرغبون في الحرب، ولا يتكلمون من منطق طائفي، ولكن لا يقبلون أيضا تبديل دينهم، وإثارة الحروب والفوضى في بلدانهم، وقد رأوا التجربة التي قامت في العراق، وفي سوريا، وفي اليمن وما عمله الراوفض فيها، وما عملته حكومات إيران بالخصوص في هذا الجانب، فلذلك الإسلاميون في كل أنحاء العالم، من أي توجه من توجهات الإسلاميين يقفون ضد المد الإيراني، وضد إثارة الفتنة، ويقفون مع السلم الاجتماعي، وليسوا طائفيين ولا يريدون إقصاء أحد، ولا الاعتداء على أحد، لا شيعيا، ولا غير شيعي، لكن لا يقبلون أن يبدل دينهم، ولا أن تثار القلاقل والمشكلات في أوطانهم فتهلك الحرث والنسل، وتذهب بمقدرات البلد فتجعله بلدا فاشلا مثل ما نراه الآن في اليمن والعراق وسوريا.

 

الأخبار إنفو: هنا في موريتانيا هناك من يرى أن الحديث عن الوجود الشيعي في البلاد ليس سوى دعاية لهم وأن وجودهم محدود ولا يشكل أي خطر؟ كيف ترون هذا الموضوع؟

 

الشيخ الددو: هذا الفكرة نجدها عند بعض المغفلين، وقد وجدناها في قضية الرق وفي قضايا أخرى، يتنكر لها ويقال هي غير موجودة، وهذا ليس حلا. المشكلات ليس من حلها كتمانها.

 

المريض ليس من الحل أن يقول أنا لست مريضا وأن يتنكر لمرضه، بل الحل أن يبحث لتشخيص لمرضه وأن يبدأ العلاج بالطريقة الممكنة.

 

ولذلك الشيعة لهم وجود الآن في إفريقيا كلها، ولهم وجود في موريتانيا، وقد بدؤوا يرفعون رؤوسهم، ولهم رموزهم، ولهم اجتماعاتهم ومؤتمراتهم، ولهم دعمهم الذي يأتيهم، وإذا تركوا فسينتشرون كالنار في الهشيم بين ضعفة العقول وضعفة الدين وبين أهل الحاجة المادية الذين يعانون الفقر، وأنواع الضعف.

 

الأخبار إنفو: هل أنتم مع دعوة الشيخ أحمدو ولد المرابط لقطع العلاقات مع إيران؟ وما هي آليات مواجهته؟

 

الشيخ الددو: بالنسبة للعلاقات مع إيران لا يوجد لها أي مبرر، ولا فائدة ترجى منها للشعب الموريتاني، ولا على النظام الموريتاني، بل تضره ولا تنفعه، فلذلك أنا تماما مع دعوة الشيخ أحمدو لقطع العلاقات مع النظام الإيراني.

 

وقد شجعنا قطع النظام في أيام معاوية ولد الطايع لعلاقات موريتانيا مع إيران، وشجع ذلك العقلاء من أهل البلد جميعا، فلا فائدة من هذه العلاقة إلا ما يحصل من تشجيع للطائفية، وإشاعة للفوضى، والضرر الأمني، والخطر الكبير الذي يتهدد دين البلد ومقدراته.

 

الأخبار إنفو: عودة لموضوع الرق الذي أشرتم له، ظهرت خلال الفترة الأخيرة فتاوى عديدة حول الرق في موريتانيا، من بينها فتوى الشيخ أحمد جدو أحمد باهي وغيرها، هل ترون أنه أصبح من الواجب توضيح موقف الشريعة الإسلامية من هذه القضية؟ خصوصا وأن بعض الناس يحمل العلماء مسؤولية استمرار هذه الظاهرة إلى اليوم بسبب صمت العلماء خلال العقود الماضية؟

 

الشيخ الددو: بالنسبة لمثل هذه الظواهر التي تترتب عليها حقوق شرعية، وفتن اجتماعية، وتفرقة لا تتحملها البلدان الضعيفة، وتحتاج إلى حكمة ومراعاة مقاصد الشرع في التحرر، وحفظ الأنفس ووحدة الأوطان، فبلدنا لا يتحمل مثل هذه الانقسامات والدعايات التي تؤدي إلى عدم الاطمئنان، وعدم الانسجام بين السكان، فمجموع سكان البلاد حوالي 4 ملايين، وكلهم يحتاج الآخر، وجدي الشيخ محمد عالي ولد عبد الودود يقول رحمه الله تعالى في وصف سكان هذا البلد:

 

........................................... *** فصفنا باتحاد الدين متحد

كالعين ما كان يغني لون أبيضها *** عن لون أسودها فيما له يرد

هذا بذاك محوط فهو حاجبه *** وليس إلا عليه الدهر يعتمد

وذا بذاك يرى ما ليس يمكنه *** طبعا يراه إذا ما كان منفرد

 

فلا يوجد أحد فيها موريتانيا مستغن عن الأطراف الأخرى، وهم شركاء في وطن كبير جدا، وفيه الكثير من الخيرات المنهوبة، والمسلوبة، والتي أهلها أحق بها، فمن المؤسف أن يكون أهل كندا وأهل أمريكا وأهل فرنسا يستغنون من خيرات هذه الصحاري وسكان هذا الوطن في أشد الحاجة بسبب الفقر والعوز والمرض، والتخلف، ولا ينتفعون مما جعل الله لهم في هذه البلاد من الخيرات.

 

ولذلك آن الآن الوقت للانعتاق والتحرر والسعي للبناء أخوة مبنية على الدين والمساواة كما قال الله تبارك وتعالى {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، ورفع الظلم عن المظلومين من فئات هذا الشعب، والعمل على أن يكون الشعب الموريتاني يدا واحدة، وأن يستخرج خيرات بلاده، وأن ينتفع بها جميعا، كل أفراده، وكل مستوياته، وأن يعيش كريما جميعا، فخيرات البلد أكثر من سكانه، وهم بحاجة إلى أن يتحدوا، ولا يمكن أن ينالوا حقهم إلا إذا اتحدوا واتفقوا.

 

الأخبار إنفو: يجري الآن حوار سياسي بين الأغلبية وبعض أحزاب المعارضة، ما موقفكم منه؟

 

الشيخ الددو: بالنسبة للحوار، فهو أمر لا بد منه شرعا وعقلا، وضرورة، لأنه لا بديل عنه إلا الاستبداد والإكراه، والاستبداد والإكراه لا يرضاه أحد لنفسه ولا لبلده، فالحوار هو البديل، لكن الحوار لا بد أن يكون حوارا حقيقيا بأن تمثل فيه مختلف الأطراف. لا يمكن أن يكون حوارا بين متفقين، فالحوار بين متفقين هو تمرير أشياء يقتنع بها المتفقون وحدهم دون أن يقتنع بها من سواهم.

 

أما الحوار فهو أن يكون بين كل الأطراف المختلفين، وأن يضعوا على الطاولة ما يختلفون فيه، ويتخذوا لذلك ما يضمن المصالحة، ويحقق الأهداف المرجوة، وحينئذ يتنازل بعضهم لبعض فيما لا بد منهم، ويتنازل الطرف الآخر فيما لا بد منه، ويتفقون على ما يجمعهم.

 

الأخبار إنفو: وما تعليقكم على الحوار الجاري الآن؟

 

الشيخ الددو: لقد بينت أن الحوار ضرورة، ولا أريد أن أتحدث عن مواقف آنية، فذلك شأن السياسيين.

 

الأخبار إنفو: ربطتكم علاقة وطيدة بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ووصفت في بعض الأحيان بالصداقة الشخصية ثم انقطعت هذه العلاقة ما سبب ذلك؟

 

الشيخ الددو: أنا مواطن موريتاني، أسدي النصح للجميع، وعلاقتي به كما هي علاقتي بكل الشعب هي النصح، وليست صداقة شخصية، أو غيرها.

 

الأخبار إنفو: لكن كانت بينكم اتصالات خلال مرحلة من المراحل..

 

الشيخ الددو: أنا فرد من أفراد الشعب، لم أبادر أصلا بالاتصال، وأنا على استعداد دائم له، وكل من اتصل بي سأنصحه وأتعاون معه في المعروف.

 

الأخبار إنفو: عودة إلى موضوع الحركات الإسلامية، هل الشيخ منتم لأحد التنظيمات الإسلامية، وخصوصا تنظيم الإخوان المسلمين؟

 

الشيخ الددو: كلا، أنا لست منتم لأي تنظيم إسلامي، ولكني محب لكل الإسلاميين، ولكل العاملين للإسلام في بلدان المسلمين، أيا كان تنظيمهم أو توجههم، سواء كان لهم تنظيم أو لم يكن لهم تنظيم، فأنا مناصر لهم جميعا، ومؤيد لهم، وساع لمصلحتهم.

 

الأخبار إنفو: وكيف علاقتكم بالأحزاب السياسية في موريتانيا، يقال في موريتانيا إنكم أقرب لبعض الأحزاب من بعض؟

 

الشيخ الددو: أنا كما ذكرت لك صديق لكل الموريتانيين، ومحب لكل الموريتانيين، وأحب الخير لكل الموريتانيين، لكن طبعا أنا من كانت مرجعيته إسلامية بيني وبينه قواسم مشتركة أكثر، ومن لم تكن له هذه المرجعية فأنا أشترك معه في الوطن والسعي في مصالحه، والتعاون على ذلك في المعروف.

 

الأخبار إنفو: في الشأن الإقليمي، كيف ترون فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية؟

 

الشيخ الددو: هذا المتوقع لأنهم قدموا خدمات جليلة للشعب، وحلوا أو شاركوا في حل الكثير من المشكلات في المغرب، والشعب يريد من يخدمه، رغم أنهم يقف ضدهم الكثير من الانتفاعيين، والكثير من الذين لديهم وسائل كثيرة ليست لدى أهل العدالة والتنمية، لكن مع ذلك هم إلى الآن يحرزون ثقة الملك، وثقة الشعب، الناخب. وقديما قال الشاعر:

إذا رضيت عني كرام قبيلتي *** فلا زال غضبانا علي لئامها

 

الأخبار إنفو: في موضوع الربيع العربي، بعد هذه السنوات، هل الوضع الآن أحسن أم ما كان قائما إبان لاالأنظمة الاستبدادية السابقة؟

 

الشيخ الددو: بالنسبة لهذا، هو مما يختلف الناس فيه تقويما، لكن الذي ينظر بنظرة شمولية يرى أن الوضع الآن أحسن بكثير، وأنه بداية طريق انعتاق حقيقية، والحرية والعزة والمكانة لا تنال إلا بالتضحيات، وقديما قال الشاعر العربي:

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى *** حتى يراق على جوانبه الدم

 

فلذلك من المستحيل أن يجد الإنسان حقه دون أن يبذل جهدا، بل دون تضحيات جسيمة، وهذه التضحيات من نظر إليها فرأى واقعا فيه الكثير من الأمور التي يكشفها الإعلام وتظهر، ينسى تضحيات مضت لم يكن الإعلام يغطيها، ولم تكن مكشوفة.

 

في سوريا مثلا، لم يكن الإعلام يغطي قضية حماة، وغزو النظام لها بالطائرات والدبابات، وتدميرها على رؤوس أهلها، وتهجير الكثير من الشعب السوري من سوريا.

 

لم يكن الإعلام يغطي الكثير من فتك الأنظمة بشعوبها، والقتل والتشريد، والإهانات، وقطع الأرزاق

 

والآن نحن في زمان بدأت فيه الحرية، وإن كانت ما زالت تحت المستوى المطلوب، لكن بدأت الحريات لدى الشعوب، وتنقصها الوسائل فقط، ومن أهم وسائل الحرية الإعلام، فالحمد لله بدأت بعض وسائل الإعلام التي توصل صوت الشعب وتكشف بعض الحقائق.

 

الأخبار إنفو: في الجانب الآخر للصورة، من ينظر لها بتشاؤم، ويرى أنها الملحمة الكبرى وأنها من أمارات الساعة، وخصوصا الواقع منها في سوريا، ويوردون أحاديث في هذا المجال؟

 

الشيخ الددو: بالنسبة للقيامة، الساعة آتية لا ريب فيها، وقطعا جاءت أشراطها كما قال الله تبارك وتعالى: {فقد جاء أشراطها}، ولكن أشراطها كبيرة أكبر من هذه التي نتصورها الآن، فهذه الآن ملاحم مر على هذه البلدان أكثر منها، وأكثر بكثير جدا.

 

إذا نظرت إلى واقع سوريا، وواقع العراق، وواقع اليمن مرت بهم من الحروب المدمرة والأزمات ما هو أكبر من هذا الواقع بكثير.

 

الأخبار إنفو: أين وصلت جهود الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في قضية الأمة المركزية قضية فلسطين؟

 

الشيخ الددو: بالنسبة لقضية فلسطين هي القضية الأولى لدى العالم الإسلامي بكل مؤسساته، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين له هيئة اسمها لجنة القدس وفلسطين، وهي تسعى دائما لعقد المؤتمرات وجمع التبرعات والتواصل مع الفلسطينيين في الشتات، والتواصل مع الفلسطينيين تحت الاحتلال، ومع الحركات المقاومة وتشجيعها، ودعمها، والتقريب بين هذه الحركات وترشيد جهودها، والحمد لله هذه الأمور مستمرة لله الحمد.

 

الأخبار إنفو: يقال إنكم أعطيتم لمشاكل المشرق جل اهتمامه، وكان ذلك على حساب مشاكل المغرب الغربي والغرب الإفريقي، وقضاياه ومشاكله، مثلا قضية أزواد، قضية الصحراء وغيرهما؟ يقال إنه لا وجود لأي جهود لكم فيها؟

 

الشيخ الددو: بالنسبة لعدم وجود جهود لي فيها، هذا غير صحيح، فأنا قمت بعدة وساطات في قضية أزواد، وكانت قبل الغزو الفرنسي الوساطة على طاولة الرئيس المالي، وكانت القضية ستحل لولا الغزو الفرنسي.

 

فقد كنت تقدمت بمبادرة، فيها أن ترجع الجماعات المسلحة إلى خارج المدن، وتتركها، وأن يؤتى بقوة إقليمية من البلدان المجاورة ترعى السلام في هذه المدن، وأن تشرف الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي على انتخابات في هذه المناطق بعد مدة معينة، وتكون انتخابات تقرير مصير، وبعد إحصاء للسكان، وحينئذ إذا صوت الشعب على الاستقلال يعطى استقلاله، وإذا صوت على الاندماج مع مالي يكون ذلك بحقوق مضمونة.

 

وقد عرضتها على كثير ممن لقيتهم من الزعماء والقياديين ولقيت قبولا ورواجا لديهم، وكان بعضهم يسميها "نفاشا مالي" قياسا على اتفاقية نفاشا التي أوقفت الحرب في السودان.

 

لكن مع ذلك ما زلنا على ما كنا عليه، ولن نيأس أو نقنط، وما زلنا على تواصل في هذا الموضوع لسل فتيل الأزمة والاقتتال المدمر الذي ليس فيه كبير فائدة، فالشعوب لا يمكن أن تذل ولا أن تخنع تحت السلاح، والحركات المسلحة لن يقضى عليها وتباد بالكلية، وإذا أبيدت حركة ستنشأ منها حركة أخرى..

 

إذا فأهم شيء هو الجهود السلمية التي تقترح حلولا يقبلها الجميع، وتعتمد الحوار بمشاركة الجميع، وبتكافؤ الفرص بينهم، للتوصل لحلول مقنعة للطرفين.

 

الأخبار إنفو: من المواضيع التي أخذت زخما إعلاميا خلال الفترة الأخيرة، موضوع فصل الجانب الدعوي عن الجانب السياسي داخل الحركات الإسلامية، وتزامن هذا الزخم مع المؤتمر الأخير لحزب النهضة التونسي، حيث وصف بأنه علمانية، كيف ترون هذا الموضوع؟

 

الشيخ الددو: هذا غير صحيح، أصلا السياسي منفصل عن الدعوي، فكل الأعمال من سنتها التخصص، وكل تخصص يعمل فيه ناس، كل في مجاله، الذي يعمل في السياسة في الأحزاب أو في الدول ليس هو من يعمل المجال الدعوي أو الخيري، فكل له تخصصه ومجاله. يبقى فقط أن السياسة لا ينبغي أن تتغول على المجال الدعوي ولا على أن تسلبها صلاحياتها، ولا أن تتدخل لها في أمورها، فهذه أمور لا بد من الانتباه لها، ولا بد أن يكون للدعوة مؤسسات قوية يمكن أن تؤدي من خلالها وظيفتها ورسالتها.

 

الأخبار إنفو: إذا سئلتم أي التجارب الإسلامية الموجودة في الحكم الآن أفضل بالنسبة لكم فأي هذه التجارب ستدعونها في المقدمة، في المغرب أم تونس أم تركيا؟

 

الشيخ الددو: أحسن تجربة الآن نراها هي تجربة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لأنها تقتضي التداول على القيادية، تقتضي الرقابة الدقيقة، تقتضي الشفافية المطلقة في التسيير، وتقتضي أيضا تربية الجميع، لا يوجد أحد أكبر من التربية، والبرامج التربوية يستوي فيها القائد والمقود، يستوي فيها حامل السلاح والمشتغل بالسياسة، فهذا الجانب نجحت فيه "حماس" نجاحا كبيرا.

 

الأخبار إنفو: والشأن العام؟ والانقسام الذي حصل؟

 

الشيخ الددو: الشأن العام، الانقسام لم يكن بأيديهم، وليسوا هم الذين سعوا إليه، هم سعوا إلى التوحيد، ووقعوا واستقالت حكومتهم، وسلموا، والآن أبدوا استعدادهم للمشاركة في الانتخابات.. الآخرون هم الذين عطلوا الانتخابات لما جاءت استطلاعات الرأي تقول إن "حماس" هي التي ستكتسحها.

 

الأخبار إنفو: يقال إن الحركات الإسلامية عرفت انكسارا مع تطور الربيع العربي بعد أن كانت في أوج قوتها مع انطلاقته، كيف ترون مستقبل الحركات الإسلامية؟

 

الشيخ الددو: هذا ليس انكسارا، وأنا لا أصنفه هذا التصنيف، ولا أوافق على هذا التكييف، فالثورات لها أمواج متلاطمة، وتأخذ وقتا ومدى، الثورة الفرنسية دامت 52 سنة.

 

وهذه الثورات ما زالت في بداياتها، ونحن ما زلنا في طور تكييفها وتنشئتها، وستستمر، وستنجح بحول الله، وسيكون لها تأثير، لأن الشعوب بدأت تعي وتعقل، ولذلك لا بد أن يتعامل معها.

 

الأخبار إنفو: تحدثتم عن ضرورة وجود مؤسسات قوية ترعى العمل الدعوي، وكانت في موريتانيا هنا جمعية "المستقبل" التي تمت إغلاقها، هل من مؤسسة بديلة عنها؟ وأين وصل ملفها؟

 

الشيخ الددو: بالنسبة لجمعية المستقبل إغلاقها ليس إغلاقا كاملا، وليس إغلاقا صحيحا قانونيا، ولا له أي مبرر، ولذلك قضيتها ما زالت أمام القضاء.

 

وبالنسبة للأعمال التي كانت تقوم ما زالت مستمرة من خلال المساجد وغيرها.

 

الأخبار إنفو: في مقابلة سابقة لكم ذكرتم مجموعة من العلماء باعتبارها وصلت درجة الاجتهاد، وقد توفي أغلبهم، هل نجحت المحظرة في تعويضهم وتوفير بديل عنهم؟

 

الشيخ الددو: هذا من سنة الله تعالى، فالله عز وجل كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يبعث لهذه الأمة على رأس كل قرن من يجدد لها أمرها دينها، والحمد لله العلماء يورثون العلم، ويحمله خلفهم، وإن كان ميراثه ليس نسبيا، فمالك رحمه الله تعالى لما كان الناس يتنافسون على مجلسه، ويأتون من خراسان وغيرها، وكان ابنه يحي يلعب بالحمام، وهو يراه، قال: "سبحان الله، أبى الله أن يكون هذا الشأن بالوراثة".

 

الأخبار إنفو: وكيف ترون وضع المحاظر الآن؟ هل هو مطمئن؟

 

الشيخ الددو: المحاظر مثل غيرها في تراجع، ونقص، لكن مع ذلك ولله الحمد فهي باقية منها بقية فيها خير كثير، وهي أيضا أنتجت عددا كبيرا من العلماء المؤثرين الذين يستحقون الصدارة، وبعضهم أيضا أضاف إليها الدراسة في الجامعات والعلوم الحديثة.

 

الأخبار إنفو: هل من رسالة أخيرة للسياسيين في موريتانيا؟

 

الشيخ الددو: يجب عليهم أن يعلموا أن مصلحة الوطن أكبر من مصلحة الأحزاب والأفراد، وعليهم أن يسعوا للتحاور حول القضايا التي يختلفون عليها، وما كان منها بحاجة إلى موقف شرعي، يعرض على العلماء ويعرف رأيهم فيه، ولا يمكن أن يكون هكذا يعرض على الغوغاء والعامية يغيرون ما شاؤوا، فيغيرون هوية البلد، ويغيرون اسم البلد، ويغيرون نشيد البلد، بجرة قلم، وهو ليسوا مؤهلين لذلك، هذه قضايا شرعية يرجع فيها أولا إلى أهل العلم الشرعي، فإذا أفتوا فيها، وفصلوا فيها الفتوى يبقى مجال المصلحة هو الذي يدرسه السياسيون.

 

الأخبار إنفو: إذا أنتم تدعون لإشراك العلماء في الحوارات السياسية؟

 

الشيخ: أي نعم.      

 

الأخبار إنفو: شكرا لكم.