الدراما الوطنية في رمضان جهد يتطلب دعم الجميع / الفاغ ولد الشيباني

جمعة, 2016-08-05 23:21

إن الدراما الموريتانية التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة في مسطرة برنامج عدد من قنواتنا الوطنية خاصة أثناء شهر رمضان المبارك ولو بشكل خجول , تشي بمعطي جديد يستحق التنويه والإشادة في ظل المحبطات التي تعتري العمل الفني في بلاد المنكب البرزخي.

 عوائق عديدة ، وعقبات مختلفة، ومتاريس شتي وأشواك كثيرة تحيط بالعمل الدرامي في هذه البلاد التي قدر الله لمثقفيها أن يكونوا دائما في مواجهة قوي تقليدية غير حداثية لازالت تعتمد علي الثقافة الشفاهية ، وتحبذ بقاء هيراركية البناء المجتمعي علي ما هي عليه ، في حين أن دور المثقف يتضاعف في ظل التحولات والتغييرات التي يشهدها المجتمع الموريتاني بعد أن هجر البادية ،وسكن المدن ، وانفتح علي فضاءا ت في عالم بلا حواجز , بدت شبكات التواصل الاجتماعي وتقنيات الاتصال هي المسيطر بلا منازع ، وهو ما يستدعي تعزيز منظومة الهوية المحلية الجامعة و تدعيم الخصوصية الثقافية بإنتاج وطني صرف .

 وفي هذا السياق يمكن وضع الأعمال الدرامية التي بدأنا نشهدها ونتابعها بشغف ، وهو ما يعني أهميتها القيمية للضمير الجمعوي الموريتاني ، غير أن هذه الأعمال علي ما فيها من هنات يؤكد أصحابها جاهدين محاولتهم خلق ذائقة فنية في مجال جديد علي إنتاجنا الثقافي من حيث المعطي المتعلق بالنص والكتابة والممثلين ووسائل الإنتاج والتمويل والمستهلكين في ظل أمواج وتيارات طاردة ومحبطة لاحتضان المنشغلين بالدراما الموريتانية .

 ولأنهم فتية قبلوا رهان التحدي، وخاضوا غمار هذه التجربة في ظل الإكراهات التي لا تخفي علي أحد ، فإن الأمر يتطلب منا جميعا : أجهزة رسمية ، وفاعلين خصوصيين وهيئات ثقافية وجمعوية وشخصيات مؤثرة تشجيع هؤلاء ، وتذليل الصعوبات المرتبطة بعمل هؤلاء ، وهو ما يعني أن تقوم الجهات المسؤولة عن صيانة التراث وتشجيع الثقافة ، ودعم المجال السياحي والخدمي بتمويل هؤلاء ، وتوفير أمكنة ومعدات وسائل مادية ولوجستية تساعد علي إنتاج دراما موريتانية تغوص في أعماق بنيات المجتمع ، فضلا عن أخري تاريخية ترصد أماكن وشخصيات أثرت في الوجدان الموريتاني لتكون قدوة من خلال كتابة دراما موريتانية صرفة فنحن لسنا أقل شأنا من الآخرين , أو لسنا موريتانيين وبذلك نفتخر ..!!

-----------------------------------------------------------------------------------------