بيرام لموقع موريتاني : الشرطة هُزمت أمام سكان أدباي بوعماتو (مقابلة )

سبت, 2016-07-09 21:10
بيرام ولد الداه ولد اعبيدي - رئيس حركة إيرا

قال رئيس حركة إيرا السيد بيرام ولد الداه ولد اعبيدي إن الشرطة انهزمت أمام سكان العشوائي بلكصر الذي سماه " أدباي بوعماتو " و قال في مقابلة أجرتها معه صحيفة نواكشوط  إن الأسر تصدوا لسيارات الشرطة حتى انهزموا ، مؤكدا على أن إيرا سلمية باعتراف المنظمات الدولية و الإقليمية

صحيفة نواكشوط:اعتقلتم قبل سنتين في روصو على خلفية مسيرة منددة بالعبودية العقارية  السلطات لا تعترف بوجود العبودية العقارية وإذا كنتم واثقين مطالبكم بهذا الخصوص لماذا لا تتجهون للقضاء؟

 

 بيرام ولد الداه ولد اعبيد :نحن في مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية نؤكد دائما للسلطات و للمجتمع ككل أن موريتانيا تعرف العبودية العقارية والإقصاء العقاري نتيجة التمييز الممارس ضد فئات معينة.

ففي الريف يتم تسجيل ارض لحراطين باسم أسيادهم الحاليين او السابقين في الوقت الذي يكونو ا هم من سكنوا الأرض واستصلحوها وعمروها كابرا عن كابر لكنها رغم ذلك كله تسجل باسم من يملكونهم ظلما وعدوانا.

 هذه الطريقة كانت سائدة منذ القدم، ولما جاءت الدولة الحديثة سارت على نفس النهج غير ان  الوضعية تفاقمت  في عهد نظام ولد عبد العزيز وأصبحت لا تطاق حيث توجد  اليوم قرى بأكملها من لحراطين تسكن في آلاف الهكتارات تكون أرضهم مملوكة لشخص واحد يسكن في نواكشوط او في نواذيبو او السعودية او قطر ،ويملك أرضا لا علاقة له بها سوى ان جده او جد جده كان يملك من يسكنونها.

هذا عن الأرياف أما في المدن فالتمييز واضح حيث يعيش "لحراطين" في الأحياء الشعبية وأحياء الصفيح بعيدا عن الأحياء الإدارية وإحياء الرفاه. ونحن في "ايرا" قمنا بمازرة مظلومين في 215 نزاع عقارية أمام المحاكم في :تكانت، العصابة ،وكيدى ماغه ،وغور غول ،و لبراكنة،،واترارزة ،وكلها بين عبيد سابقين وأسيادهم السابقين وكل هذه القضايا كسبها لاسياد السابقون (البيظان) ضد (لحراطين) حيث لا يعقل بأي منطق ان يكون كل البيظان على صواب وكل الحراطين ظالمين.

 

صحيفة نواكشوط: ما علاقة ايرا بصدامات لكصر وهل شاركت فيها اوخططت لها او حرضت عليها؟

 

 بيرام ولد  الداه ولد اعبيد :قضية "ادباي" ولد بعماتو قرب طب العيون هو حائط تسكنه مجموعات من بينها من يقيم هناك منذ20 سنة وهي تطالب بمنحها قطعا أرضية ككل المواطنين وكلها من شريحة لحراطين وقد تم توزيع القطع الأرضية بحضورهم أكثر من مرة دون ان يستفيدوا منها ،وظلوا ينتظرون دورهم في ذلك  إلي ان قررت الدولة إخراجهم بالقوة  إرضاء لشخص معين ودون ان تقدم لهم بديلا ،و سعيا الي تنظيف المدينة من شريحة معينة قبل القمة العربية وهو تصرف  من طرف سلطات تدعى أننا كلنا مسلمين وكلنا عرب .

هذه الاسلمة، وهذه العروبة التي نتبجح بها يجب ان تنعكس على سلوكنا للحد من  المظاهر السيئة  ولتحل محلها مظاهر الاحترام ،و الاتحاد ،والرحمة، لكن قامت الشرطة مدججة بالسلاح ومن دون رحمة بمحاولة اخراج هؤلاء السكان وهم طبعا ليسوا من ايرا التي تتحمل للقمع والتنكيل  دائما حيث قمعت وسجنت وعذبت في كل مكان دون ان يسجل عليها التاريخ  ضرب شرطي او الإساءة له.

وتتذكرون ان الدولة  فبركت علينا سنة 2010 عندما رفعنا قضية على منت بكار فال التي كانت تسترق بنتين ،ونكلت بنا الشرطة وعذبتنا مدعية أننا اعتدينا عليها قبل ان يكذبها القضاء ،وبعد أسبوع من ذلك عادت الحكومة لتكذب نفسها.

وتتذكرون انه عندما احرقنا كتب النخاسة ألبت علينا الشارع والصحافة(الصحافة المرتزقة التي هي أكثرية الصحافة ، والتي تفتح لها المواقع والإذاعات والتلفزيونات لإثارة الشحناء العنصرية والكراهية ضد لحراطين وتطالب بإعدامهم وتكفيرهم) و لكن في النهاية تراجعت الحكومة وبرأتنا المحاكم من القضية.

 لم  تتوقف الفبركة والتلفيق عند هذا الحد  حيث ادعت  الحكومة اننا ضربنا الدرك والشرطة في روصو وحكم علينا بسنتين من السجن النافذ لكن المحكمة العليا جلسة 17 مايو الماضى نفت كل تلك التهم وأطلقت سراحنا.

·         وكلما في الأمر ان السلطات هاجمت ال400 أسرة التي كانت تسكن أدباي ولد بعماتو من زمن بعيد  وكبر أبناؤها فيه –ولأن السكان ليسوا مثل ايرا التي هي منظمة سلمية لا تتبنى العنف بشهادة الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية لعل آخرها منظمة مارتن لوثر كينك التي منحتنا جائزة السلم 22 يونيو الماضي.- فقد ردوا  بقوة فهزمت الشرطة امامهم ،حيث لم تكن على استعداد لهذا التصدي ،فكانت فضيحة للشرطة وللدولة والسلطة واصبحت  تبحث عن جهة تغسل فيها عار  فضيحتها وتحفظ بها ماء وجهها فوقع الاختيار على ايرا ،وهكذا بدأ الناطق الرسمي باسم الحكومة ووالي نواكشوط الغربية يؤلبان الشارع ضدها، لكن ادعاءهم الكاذب لم يقنع غير اليمين المتطرف الذي يدعو لقتل بيرام، واعتقاله ،ولم يستطيع تأليب البيظان التقدميين الذين يدركون ضرورة التعايش ،ويفهمون معنى العدالة .

·         وهناك العديد من الاحزاب السياسية والمنظمات لتي نددت بهذا التصرف وهناك منظمات وأحزاب معارضة مازالت خجولة او خائفة من الابتعاد عن طرح اليمين لطمعها في أصوات هذا اليمين المتطرف الاستعبادي  العنصري المحيط بولد عبد العزيزوهذه الوضعية خطيرة  جدا على موريتانيا .

·       صحيفة نواكشوط: لكن ما المشكلة في نظركم في ترحيل مواطنين من طرف الدولة لمنحهم قطع أرضية في مكان آخر؟

 بيرام ولد الداه ولد اعبيد:الدولة كانت بصدد ترحيل سكان الحي الي الشارع وعندما حدثت الفضيحة نتيجة المقاومة القوية ادعت  انها كانت بصدد ترحيلهم الي قطع أرضية مخصصة لهم، وهذا مجرد الدعاء لا أساس له من الصحة ومعد بطريقة ارتجالية مثل اتهامهم لإيرا، ولاشك إنكم تابعتم  المسرحية التي بثها التلفزيون الرسمي وعرض فيها  لأشخاص يقولون أنهم من سكان الحي، يشكرون الدولة ،ويؤكدون انه ليست لديهم أي مشكلة معها، وان مناضلى ايرا هم من هاجم الشرطة.

وقد حدد الناطق الرسمي باسم الحكومة وكذا والي نواكشوط الغربية 5 أشخاص من ايرا قالا إنهم مسئولون  عن الصدامات مع أن القبض على هؤلاء الأشخاص تم في منازلهم وليس في مكان الواقعة بل ان من بينهم من لا يعرف المكان إطلاقا.

وما تجب ملاحظته  في هذا المجال وكان على الصحافة كشفه ،انه تم اعتقال  أكثر من40 شخص من سكان الحي  في المواجهات، ومازالوا محتجزين لدى الشرطة  وهذا ما تجاهله الوزير الذي حمل ايرا المسؤولية لكن إذا افترضنا ان ايرا  فعلاهي المسؤولة فلماذا يعتقل العشرات من سكان الحي؟ واين تم اعتقالهم؟ واين اعتقل مناضلو ايرا؟

أما مسرحية توزيع القطع الأرضية على المرحلين وعرضهم وهم يشكرون الدولة فهي مكشوفة ولا أساس لها من الصحة والحقيقة انه تم ترحيلهم بطريقة ارتجالية الي قطع مملوكة لمواطنين آخرين في حي "دبي"،  وهو ما رفضه ملاك تلك القطع بقوة مما دفع الدولة إلي نقلهم ثانية إلي ارض نائية ولا تتوفر على  ابسط مقومات الحياة.

وخلاصة القول  ان ايرا لا تخاف الاعتقالات ولا الحملة العنصرية فالدولة عنصرية والحكومة عنصرية والتلفزيون عنصرى والصحافة عنصرية ونحن لا نخاف العنصرين ولا الاستعباديين ونتمسك بنضالنا السلمي ومعركتنا هي مع نظام عنصري وشرطة عنصرية وصحافة عنصرية وعلماء عنصريون أما الآخرون فلا مشكلة لدينا معهم

ونعرف ان اليمين المتطرف الاستعبادي في "البيظان" يأخذ ولد عبد العزيز كرهينة يملى عليه ما  يفعل من تصرفات ليست في مصلحة البيظان الغير عنصرين ولا تمثلهم

ونحن نشد على ايدي البيظان الوطنيين الديمقراطيين التقدميين ونشجعهم من اجل قول الحقيقة.

وعلى الجميع أن يدرك أن "بيرام" لا يمكن فصله عن الحراطين ،و لا عن الزنوج، و لا عن المجتمع الدولي/، ولاعن كل الخيرين العادلين  المنصفين من لحراطين والبيظان والزنوج.

وفي الختام أقول لمناضلينا في السجون: صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة


حوار امربيه ولد الديد

نشرت المقابلة في صحيفة نواكشوط و منها نشرتها '' مراسلون ''