دفاع إيطاليا يعيد لإسبانيا ذكريات كابوس مونديال البرازيل

أحد, 2016-06-26 09:55

يبدو أن المواجهة مع منتخبات تعتمد على ثلاثة لاعبين في خط الظهر أصبحت المشكلة التي تؤرق فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني والقدر الذي لا يستطيع الفرار منه.

وبعد عامين على سقوطه أمام مثل هذه الأنظمة الدفاعية التي تطبقها القليل من الفرق؛ حيث ودع بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل مبكرا بعد هزيمتين قاسيتين أمام منتخبي هولندا وتشيلي، يسعى دل بوسكي لإيجاد الوسيلة التي يفر بها من الكمين الإيطالي عندما يلتقي المنتخبان غدا الاثنين في الدور الثاني (دور الستة عشر) لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) المقامة حاليا بفرنسا.

قليل من الفرق فقط ما زالت تطبق أسلوب الدفاع بثلاثة لاعبين في خط الظهر ولكن هذا النظام هو أكثر ما أضر بالمنتخب الإسباني ووضعه في موقف العاجز وخلال المونديال البرازيلي، تسبب هذا النظام الدفاعي بالمنتخبين الهولندي والتشيلي في خروج الماتادور الإسباني مبكرا من رحلة الدفاع عن لقبه العالمي حيث ودع البطولة من الدور الأول.

وغدا، سيواجه المنتخب الإسباني خطر الخروج من الدور الثاني (دور الستة عشر) في رحلة الدفاع عن لقبه الأوروبي إذا لم يجد الوسيلة المناسبة للتغلب على هذا النظام الدفاعي الصلد الذي يمتلكه المنتخب الإيطالي.

وقال دل بوسكي مؤخرا، في مقابلة مع صحيفة "آس" الإسبانية الرياضية: "المنتخب الإيطالي رائع من الناحية الدفاعية ولكنه يمتلك لاعبين لديهم نزعة هجومية أيضا".

ويمتلك دل بوسكي العديد من الأسباب للقلق من مباراة الغد، ويأتي في مقدمتها كابوس المونديال البرازيلي.

وفي بداية رحلة الدفاع عن اللقب العالمي، عانى الماتادور الإسباني من خطة الدفاع المحكم التي طبقها لويس فان جال المدير الفني للمنتخب الهولندي آنذاك حيث اعتمد في الدفاع على داريل يانمات وبرونو مارتينز ودالي بليند ورون فلار وستيفان دي فريج واستغل المنتخب الهولندي انشغال الماتادور الإسباني بمحاولات فك طلاسم هذا الدفاع وحقق الفوز الكبير 5-1 مستفيدا من قدراته الهجومية العالية.

وبعدها، جاءت المباراة أمام تشيلي بقيادة مديره الفني السابق خورخي سامباولي الذي اعتمد على ثلاثة لاعبين في خط الدفاع وهم جاري ميديل وجونزالو خارا وفرانسيسكو سيلفا لينجح في التغلب على نظيره الإسباني 2-0 بنفس الطريقة.

وتحدثت الصحافة ووسائل الإعلام عن "العودة للأسلوب القديم" في إشارة لنظام الاعتماد على ثلاثة مدافعين في الخط الخلفي إضافة للظهيرين وهو الأسلوب الذي شاع استخدامه في التسعينيات من القرن الماضي ولكنه أصبح بعدها بمثابة بدعة زائلة.

والحقيقة أن منتخبي هولندا وتشيلي لا يلجآن حاليا لاستخدام نفس أسلوب اللعب كما أن الآزوري هو الوحيد حاليا في البطولة الأوروبية الحالية الذي يطبق هذا الأسلوب من خلال الاعتماد على الثلاثي المتألق ليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي وجورجيو كيليني في الخط الخلفي ليصبح هذا الثلاثي سمة واضحة في أسلوب لعب الآزوري.

ولهذا، يحتاج دل بوسكي إلى توخي الحذر بشكل أكبر في ظل اللدغات التي تعرض لها فريقه سابقا أمام هذا الأسلوب الدفاعي.

وقال دل بوسكي: "يمتلك المنتخب الإيطالي لاعبين متميزين في خط الوسط ومهاجمين رائعين. من المؤكد أن لديه خط دفاع متميز يضم ثلاثة لاعبين في الدفاع كما أن لديه دانييلي دي روسي اللاعب الراسخ في خط الوسط. ولكن لا يمكن اعتبار الآزوري فريقا دفاعيا. تغير أداء الفريق كثيرا في وسط الملعب وأصبح أداؤه مباشرا بشكل أكبر مما كان في 2012. لا أراه فريقا دفاعيا تماما رغم قوته في الناحية الدفاعية".

ويحتاج دل بوسكي لدراسة وفحص الخيارات التي يحتاجها للخروج من هذا الفخ، وقد يدفع باللاعب كوكي في خط الوسط إذا أراد التغلب على محاولات الآزوري الهجومية كما قد يستفيد من الدفع باللاعب لوكاس فاسكيز للمساعدة في التصدي لأي خطورة إيطالية.

وقد لا يحتاج إلى أي شيء ويلجأ إلى الدفاع عن أسلوبه في اللعب فقط ويؤكد قدرته على اجتياز أي أسلوب لعب من خلال طريقة "تيكي تاكا" التي توج من خلالها بألقاب يورو 2008 و2012 وكأس العالم 2010.

المصدر كووورة

............................................................