في رحيل ابن العم والأخ الصدوق فقيد المؤسسة العسكرية/ فاطمه بنت امبارك

سبت, 2016-06-18 15:52

قال تعالى ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون ﴾ صدق الله العظيم

ونعم بالله وهل لنا غيرُ الصبر

ماذا أقول و في حلقي غَصةُ فقدان ابن عم و أخ و صديق رحل عن دنيانا  في عمر ال 45  و لكن ترك ذكرا حسنا و سيرة عطرة و عملا باقيا مأجورا بإذن الله

ماذا أنعي لكم ؟ هل أنعي الصدق أم النزاهة أو الأمانة أم وقار الرجال و هيبة العسكرية و هل استمد الفقيد ذلك إلا من رجلين عظيمين هو حفيد لكل منهما

حيث جده لأم الوزير و السياسي المعروف أحمد سالم ولد هيبه أحد مؤسسي الدولة و بناتها الأولين و جده لأب  الشهيد المختار إمو ولد الحيدب و قال نال الصدق و الوفاء  و الصراحة من أهله و قومه

و هنا أريد أن أذكر معلومات عن الفقيد المقدم المختار ولد أحمد سالم ولد محمد امبارك ولد الحيدب كنت شاهدة عليها :

 

  • - خلال انقلاب يونيو 2003 حيث دَبَ  ذعر شديد في المدينة و خاف كل النساء على رجالهم هاتفت عليه لأطمئن عليه و سألته ما الذي حصل قال بصوت الواثق " أنا لا أفشي الأسرار العسكرية " فدل ذلك على تثبث منه بمبدأ سرية المهنة
  •  
  • - رفض الفقيد لفترة طويلة أن يفتح حسابا  في البنوك الربوية و كان يتلقى راتبه بالطرق التقليدية حتى فتحت مصارف خاصة إسلامية زكاها علماء البلد ليفتح بها حسابه
  •  
  • - كان – رحمه الله – يتكتم على الرُتب العسكرية التي يحصل عليها فلا نعلم بها حتى يخرج المرسوم العسكري في وسائل الإعلام و لكن الأغرب من ذلك أننا و نحن أسرته لم نكن نعرف أنه في هذا المنصب " نائبا لقائد كتيبة الحرس الرئاسي "
  • و إن كنا ندرك أنه يشتغل بها ، و يدل ذلك عدم تفاخره بالمناصب و الرتب و غير ذلك و هي سَجية سُلوكية نعرفها فيه في مواضيع شتى
  •  
  • - أنه يرفض التوسط لنا في حال ظُلمنا للآخرين و لكن يسعي في أخذ الحق للمظلومين
  •  

هي نقاط لفتت انتباهي  في الرجل من فترة و هي صفات من بين خصال المؤمنين التي ذكر الله في محكم كتابه - و أشهد أنها تتمثل فيه - من الخشوع في الصلاة و الإنفاق على الفقراء و الورع و الزهد و الخوف من الجليل "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ....الآيات "

رحم الله أخي و ابن عمي المختار

 إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن و لا نقول إلا ما يرضي ربنا ، إنا على فراقك لمحزونون

إنا لله و إنا عليه راجعون

 

 

فاطمة بنت امبارك – مفتشة بوزارة التجهيز