نشْرُ الوكالة الموريتانية للانباء التصريحات المنسوبة إلى الرئيس محمد ولد عبد العزيز التي نفى فيها نيته السعي إلى مأمورية ثالثة دليل قطعي على أن عزيز أدلى بها وأنه يعترف بذلك رسميا أمام مواطنيه...
في تدوينات سابقة طلبت التروى وانتظار أن يقول عزيز نفسه إنه ينوى خرق الدستور رغم تصريحات من وزراء في حكومته دعت في وقاحة إلى ذلك... وبعد خطاب النعمة كتبت أني لم أخرج من تحليل للخطاب بما ينفي أو يثبت نية الرئيس السعي إلى المأمورية "المحرمة"...
والآن.. كان أفضل أن يدلي عزيز بهذه التصريحات عبر وسائل إعلام بلده .. هو قرر أن يخاطبنا من خلال الاعلام الاجنبي وله الحرية في ذلك.. المهم أنه تحدث أخيرا..
لقد طمأن الرئيس مواطنيه في شكل قاطع ومن العبث الاستمرار في تكذيبه..
وأنتهز هذه الفرصة في توجيه دعوة إليه وإلى خصومه السياسيين من أجل الدخول في حوار حقيقي جاد حول المسائل الخلافية التي يحاولون التحاور بشأنها منذ فترة طويلة في شكل اتسم بالعبثية أحيانا واتسم دائما بعدم الثقة والشكوك والمناورات المراد بها الفشل...
أطلب من الرئيس قدرا من المرونة والتراجع عن تحديد موعد لإطلاق الحوار"بمن حضر".. سيشارك كثيرون في حوار من هذا النوع من بين التشكيلات المسجلة رسميا لدى وزارة الداخلية بصفتها أحزابا ، وهي في حقيقتها في الغالب أحزاب "كرتونية".. وستشارك أحزاب لها وجود، ويحظى بعضها بقدر من الاحترام، لكن مشاركتها لن تحل المشكل.. قد تعزز هذه المشاركة خطاب النظام الحاكم وقد تضفئ شرعية "سياسية" على أي أمور تتقرر خلال الحوار.. سيظل المشكل يراوح مكانه ما لم تشارك أحزاب المعارضة الراديكالية التي تحيط نفسها أيضا بأحزاب "كرتونية"...
وإلى المعارضة الراديكالية أتوجه طالبا الدخول في الحوار بنية صادقة وبأفكارواضحة والتخلي عن التمسك بالشكليات غير المهمة والمعرقلة.. المهم هو الأفكار ونقاشها والاتفاق أو الاختلاف بشأنها...
وإذا كانت الأطراف لا ترى ضرورة للحوار ولا توجد لديها قضايا ملموسة يتم التحاور بشأنها فلتتركنا بسلام وتجنب نفسها سخرية شعب لا يبدو أنها تحترمه، ولا تتوقع منه أن يفرض احترامه ذات يوم... لا تنغروا أيها السادة فقد يطويكم الموج من حيث لا تتوقعون...
لعزيز الحق في إكمال مأموريته بالطريقة التي يرى، وللمعارضة الحق في النقد والرقابة..
تحاوروا بصدق أو أوقفوا هذا "الطنين"......