قصيدة: شنقيط والسودان: اثنان في واحد / الشاعر أدي ولد آدبّه

ثلاثاء, 15/10/2019 - 14:21

لَبّيــكَ.. يـــــــا بَلَدَ السُّـــــــودَانِ.. كُلُّ أبِي***يَفْدِيــكَ.. يَفْــدِيكَ كُلُّ العــــالَمِ العَرَبِي

لمَّا دَعَـــــتْـنِـي القــــوَافِي.. أنْ أدَوْزِنَها***في بَحْرِكَ العَذْبِ، والنِّيــــلَيْنِ.. لـمْ أغِبِ

حَلَّتْ أنَـايَ.. أنَا شِنْقِـيطَ.. وازْدَحَمَتْ: ***في الرُّوحِ.. مًسْتَفْعِلاتُ الحُبِّ.. تَهْتِفُ بِي

وازَّيَّنَ النخْلُ.. فــــيــــــها.. وادَّنَى رُطَبًا***وتــــــاهتِ المِئْذَنَــــاتُ.. الشُّمُّ.. للشُّهُبِ

واسْتَنْفَرَتْ-فِي دَمِي-مِلْيُونَ شاعِـــــرَها***وطَــاقةَ العِلْمِ.. في الألْــــــــوَاحِ، والكُتُبِ

واسْتحْضَرَتْ ذِكْـرَيَــــاتِ الحَجِّ.. عَابِرَةً***بَحْرَ الصَّحَــارِي.. بِفُلْكِ العَـزْمِ.. وَالدَّأَبِ

حَيْثُ التَّرَاتِــيــــــلُ.. والأشْعَـــارُ.. قافِلةً***لا زَادَ.. للـرَّكْبِ.. غيْرَ العِــلْمِ.. والأدَبِ

يَحْـدُو -بِــــها- شَوْقُ بيْتِ اللهِ.. في طرَبٍ***ودُونَ طـيْــبَةَ كــلُّ الأرْضِ لمْ تَــــــطِبِ

إذْ لَا يَرَى الرَّكْبُ- مِنْ شِنْـــــقِـيطَ- مَنْزِلَةً***تُنْسِــــيهِ مَوْطِـنَـــــه.. والأهْلَ.. بالحَدَبِ

إلا بِمَـرْفَأِ "عَيْـــــــــــذَابٍ".. إذا وَطِـئَتْ***أقْــدَامُه حَرَمَ السُّـــــــــودَانِ.. وا عَجَبِي!

 

ما بَيْنَ شِنْـــــقِــيطَ.. والسُّـــودَانِ.. تَوْأمَةٌ*** اثْنَانِ.. في واحِدٍ.. عَــاشَا.. مَدَى الحِقَبِ

شَعْبَانِ.. عاشَا.. يَدًا- طُــــولَ المَدَى- بِيَدٍ***وَحَـوَّلَا البُعْدَ.. قُرْبَ الـــرُّوحِ.. وَالنَّسَبِ

شَعْبَانِ- مِنْ مَنْبَعِ الأسْـــــــــرَارِ- إلْفُهُـما***شَـــابَ الزَّمــــــانُ، وذاكَ الحُبُّ لمْ يَشِبِ

تَصَوَّفَا.. في رُؤَى الإشْــــــرَاقِ.. بَيْنَهُمَا***مَــوَاثِقُ الرُّوحِ.. في مِعْـــــرَاجِهَا الذَّهَبِي

لمْ يُلْقِيَا يُوسُفًا.. في الجُبِّ.. لمْ يَجِــــــــئا***-على قَمِــــيصِ أخِــــــــيهِمْ- بالدَّمِ الكَذِبِ

شَعْبَا البَسَاطَةِ.. ذاتِ العُمْقِ.. حَيْثُ ترَى***لُطْفَ الدرَاويشِ إعْصارًا.. لدَى الغَضَبِ

شَعْبَا العَمَـــــائِمِ.. تِيجَانِ الرِّجَـالِ.. عَلَى***هَــامَـــاتِ مَنْ هُمْ بَقـــــــــايَا عِزَّةِ العَرَبِ

شَعْبَا المَـــلاحِفِ.. فوْقَ "الحُورِ".. فاتِنَةً***مهْـــمَا تَلَـفَّــعَ.. ذاكَ الحُسْــــنُ.. بالحُجْبِ

شَعْبَا البُيُـوتِ/ المَضَافَاتِ التِي انْتَصَبَتْ***للعـــــابِــرينَ.. تُلَاقِـي الضَّيْفَ.. بالطرَبِ

شَعْبَا التَّـلَاحِينِ.. في ذاتِ المَقَامِ.. علَى***عُـــــودٍ.. وطبْلٍ.. ومِزْمَــــارٍ منَ القصَبِ

شَعْبَا القَــوَافِي.. الصَّوَافِي كلَّمَا هَطَلَتْ***مِنْ عَبْقَرٍ.. سَجَدَ الشيْــــــطانُ.. منْ عَجَبِ

شَعْبَا السُّكَـارَى.. بحُبِّ الله.. كمْ عَرَجَا***لِسِدْرَةِ المُنْتَــهَى.. فِـــــــــي حُبِّ خَيْرِ نَبِي

 

 المجْدُ للشُّـرَفَا.. مِنْ هــاهُنا.. وهُـــنـا***ولتسْقُطِ النُّخَبُ.. المَغْـــــــشُـــوشَةُ النُّخَبِ

شَعْــبَانِ.. حينَ يَثُـورَانِ.. المَدَى لَهَبٌ*** فلا سَجَـــاحٌ.. ولا.. حمَّـــــــــالَةُ الحَطَبِ

ولا مُسَيْلِمَةٌ.. يَبْقَـــى.. هُــــنُاكَ.. ولا***أبُو رِغَـــالٍ.. أبُــــو جهْلٍ.. أبُــــــــو لهب

تصفح أيضا...