من يحرك الأغلبية ؟ ( قراءة مراسلون )

أحد, 13/10/2019 - 13:49

يبدو القاضي فضيلي ولد الرايس صاحب مبادرة لقاء الجمعة غير متحمس لمواصلة الحديث حولها ، بل قال ـ في برنامج تلفزيوني بقناة المرابطون ـ  إنها حُمّلت ما لا تحتمل ، لقد وقع الرجل ـ على ما يبدو ـ في حرج يقاوم كي يستطيع تحمله..

أما بعض المحظوظين من الساسة فقد وجدوا في اللقاء ضالتهم المنشودة ، و ضربتهم التي يرقصون عليها ، بينما استغل ساسة ٱخرون الموضوع ليدلوا بدلوهم و إظهار قدرتهم على التأثير بأخف الطرق، لتحصل ردات الفعل تباعا من الحاضرين و نواب عزيز و خلصائه ، و كل من يريد أن يذكر بنفسه  ...

اليوم نحن ـ شئنا أم أبينا ـ في حراك واقعي ، من ميزاته أنه لا يتبناه طرف ، و ليس له قائد، حتى صاحب الدعوة يكاد أن يتبرأ منه ، لولا أنه خرج عن السيطرة  كالرمية لا يمكن للرامي أن يتحكم في مسارها ، فمن يحرك الأغلبية ؟

يمكن أن نهتدي لمن يحرك ساحة الأغلبية  من خلال المستفيدين من الحراك و المتضررين منه ؟

أما المستفيدون فهم :

_الساسة المقصيون الذين لفظهم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية و هو يصارع على فراشه، و بعضهم نزع القناع عن وجهه و تحدث في وسائل إعلام و منابر عدة ..

_العقول الداعمة لغزواني و التي لا تتبني فكرة أن نظام غزواني تابع لنظام عزيز ، و هي عقول تخلص لغزواني قدمت معه ، أو التحقت به في عقد ولاء علني أو سري لم تفك رموزه بعد ، و من مصلحتها أن تجد جهازا سياسيا خالص الولاء للرئيس الجديد لا ينازعه فيه رئيس سابق يتحفظ على بعضهم و يضع أمامهم قرارات الفيتو

_ أصحاب التيارات والشخصيات المستقلة التي لم تجد مكانا مذ دعمت الرئيس الحالي.

بينما المتضررون منه، هم لوبي عزيز الباقون في حزبه، الذين لا يريدون تسليمه للرئيس الجديد ، حيث لا يأمنون موقفه منهم ..

و هناك متضرر أخير و هو الأهم هو الرئيس السابق عزيز نفسه حيث لُعِبَ في  ملعبه السياسي قبل وصوله مما يكلفه أكثر من أجل إعادة اللعبة لحالة التوقف التي تركها عليها  

إن المرجح الآن أن محرك الساحة السياسية في صفوف الأغلبية ما زال يستتر في جلبابه و لعل التفاعلات المتلاحقة قد تكفيه مؤونة الظهور.

و هو إلى ذلك لن يتنازل عن الأهداف المنطقية التي تمليها معطيات المشهد ، و التي تصيب في أحد خيارين :

1- تمكين الرئيس غزواني من زمام الاتحاد من أجل الجمهورية بحيث يضع على رأسه و في مفاصله من يظنه خالص الولاء له بحيث يتمكن من فتحه لمن التحق به من تيارات و جماعات ـ و هو خيار يجنبه تكاليف تأسيس جناح سياسي آخر.

2- أن يحتفظ الرئيس ولد عبد العزيز بحزبه و برجاله ـ من رضي منهم ذلك ـ ، و يكون ولد الغزواني مضطرا إلى خيار آخر قد تحصل معه معركة سياسية صعبة و لكن قصيرة

 

تصفح أيضا...