أسلوب حياة / تخلص من هؤلاء في حياتك.. علاقات سامة تدمر راحتك النفسية

اثنين, 16/09/2019 - 21:40

شيماء عبد الله - للجزيرة نت

لا تعتمدوا على الدقات الأولى للقلب، ولا تخدعكم النظرات والكلمات المعسولة في بدايات العلاقات؛ فكل علاقة مع الآخرين قد تصبح يوما ما إضافة صحية لحياتك أو تتحول إلى علاقة سامة.

في كتابه "علاقات خطرة"، الصادر في خمس طبعات حتى الآن، يحدد الدكتور محمد طه، استشاري الطب النفسي؛ 26 علاقة خطرة يمكن علاج بعضها، أو محاولة إصلاحها، في حين لا يسعك إلا أن تحاول الفكاك من بعضها الآخر -بأي شكل- دون أن تترك أثرا عالقا بك منها.

على مدار 75 عاما، قام باحثون من جامعة هارفارد بدراسة على عدة أجيال؛ بهدف معرفة الفرق المؤثر في حياة البشر بعد أن يعيشوا سنوات طويلة. وفي بداية دخول المبحوثين الدراسة، كان اعتقادهم أن ما سيشكل فارقا جوهريا في حياتهم هو المال، أو الشهرة، أو الحفاظ على الجمال والمظهر، لكن ما اكتشفه الباحثون في نهاية دراستهم، أن أكثر ما أثر في الصحة النفسية والجسدية للمشاركين بالدراسة هو وجود علاقات طيبة وصحية في حياتهم، علاقات بها قرب وحب وتراحم وتفاهم.

وعلى عكسهم كان الآخرون ممن ظهرت على أجسادهم ونفسياتهم عوامل الزمن، فقد كانوا يعانون دوما في علاقاتهم مع الآخرين؛ مما جعل قدرتهم على تحمل الألم الجسدي والنفسي أقل.

7 علامات للعلاقة الصحية
لكى تعرف أنك في علاقة سامة، وقبل أن يحددها الدكتور محمد طه في كتابه، لا بد أن تعرف مواصفات العلاقة الصحية الطيبة، التي حدد لها الطبيب النفسي سبع علامات:

1- أن تشعر دوما بأن الطرف الآخر دائما موجود وحاضر ومهتم، حتى وإن كان غائبا عنك بجسده، لكنه قادر على أن يحيطك دوما.

2- أن يجيد طرفا العلاقة السمع والإصغاء لبعضهما البعض.

3- التقبل غير المشروط، والاحترام المتبادل، وهذا ليس معناه الموافقة الدائمة على أفعال الآخر، لكنه تقبل نقاط الضعف والقوة، ومواطن الضعف والفشل، وأن يكون دائم الاستعداد لمساعدتك في التغيير، وليس الانتقاد فقط.

4- الابتعاد عن الحكم على الآخر، سواء كان الحكم دينيا، أو أخلاقيا، أو قانونيا.

5- الشعور الدائم بأنه مكانك، وقادر على فهمك واستيعابك، ثم مسامحتك وتقبلك.

6- العلاقة الصحية خالية من التمثيل، عليك أن تكون فقط نفسك، دون تجمل.

7- العلاقة الصحية لا تكون أبدا بين اثنين فقط، فهذا النوع من العلاقات المكتفي بالآخر فقط مؤذٍ لكليهما، وقادر على إنهاء أي علاقة وإيقاف نموها.

أنماط العلاقات السامة
للعلاقات المؤذية أشكال عدة، لكن يمكن تلخيصها في عدة أنواع منتشرة في عالمنا العربي، حسب الدكتور محمد طه.

1- العلاقة مع شخص نرجسي
وهي علاقة مستهلكة ومستنزفة على كافة المستويات، وستكون في هذه العلاقة مع شخص لا يرى إلا نفسه، وكل ما يفعله أو يقوم به هو أعظم ما يكون، وعلى شريكه دوما أن يكون ممتنا للقدر الذي جمعه به، وأن يكون مقدرا لما يفعله أو يقوم به، وأن يراه عظيما دوما، حتى وإن كان ما يفعله ستكون نتائجه سلبية على الآخرين، ولا يراعي المشاعر، أناني، ويكتئب لمجرد نقدك له، والتشكيك فيه.

2- الشخص الاعتمادي
هو العلاقة التي يكون أحد طرفيها معتمدا بشكل تام على الآخر، يحتاجك أغلب الوقت، ولا يتحمل مسؤولية أي شيء، وسلبي، وجبان، وقليل الحيلة، وعلى استعداد دائم لدفع أي ثمن مقابل رضا شريكه، هذه علاقة مؤذية رغم أنك قد تشعر فيها بالمسؤولية عن الطرف الضعيف، ولا تتردد في إنهائها لأنها تستنزف طاقتك وترهقك طول الوقت.

3- علاقة العمى
في هذا النوع من العلاقات يوجد طرف لا يرى الطرف الآخر من الأساس، لديه مشاعر قديمة تجاه شخص آخر، يسقطها على شريكه في العلاقة دون وعي منه، وهذا يظهر في العلاقات التي تبدأ بقوة، وبمشاعر جياشة، سواء كانت حبا، أو كرها. وفي هذه الحالة عليك أن تعرف أن الشخص الذي أمامك ليس هو المقصود بهذه المشاعر.

4- العلاقة مع شخص سيكوباتي
هذه ليست علاقة مؤذية، لكنها محطمة. ويشرح الدكتور طه في كتابه عن أخطر العلاقات، أن الشخص السيكوباتي يكون غالبا جذابا وكذابا جدا في الوقت نفسه، ويبدو ودودا، لكنه في الحقيقة لا يشعر بأحد، وكتلة من الأذى لنفسه ولمن يحيط به، لكنه مغلف بقطعة من السوليفان اللامعة.

متلاعب بالكلام والمواقف والتصرفات، قادر على توريطك، كذبه بلا حدود، إذا حاولت معاتبته يقلب الطاولة عليك، أناني، عنيف، هذه العلاقة ينصح خبير الطب النفسي بوقفها فورا، والابتعاد سريعا عن هذا الشخص.

5- العلاقة مع شخص مستغل
هذه العلاقة يبدو فيها الطرف المستغل لطيفا ما دام يريد منك شيئا، وتنفذ له طلباته. هي علاقة دائما في اتجاه واحد فقط، إذا فعل هذا الشخص شيئا لك فهو في الغالب يستغله ضدك يوما ما، وإذا رفضت شيئا طلبه منك يشعرك بالذنب طيلة الوقت.

6- العلاقة مع متملك
الغيرة الجنونية ليست حبا، كما يعتقد البعض، الغيرة الشديدة دليل على الرغبة في التملك، والشك، وهو ما يدمر أي علاقة من المفترض أن تكون قائمة على الثقة، هذا الشخص يمنح نفسه الحق في تفتيش أشيائك الخاصة، وحساباتك الشخصية، ويحاصرك ويعزلك عن الجميع، ويملي عليك ما يجب أن تفعله، فتفتقد العلاقة أبسط قواعدها من الاحترام والثقة.

لماذا يفضل البعض العلاقات المؤذية
تلك النماذج الشهيرة من العلاقات المسيئة والسامة يقع أغلبنا في شراكها، لكن هل يمكن النجاة منها، أم أن الخلاص منها مستحيل؟ يوضح الدكتور محمد طه في شرحه أن روبرت فايرستون أستاذ علم النفس أكد أن هناك رابطا خياليا قد يضعه البعض كإطار للعلاقة، ورغم ما تسببه من إيذاء وإساءة، فإن طرفيها يجدان في الاندماج والتماهي بينهما دافعا للبقاء والتحمل، فيقومان بدور الأب أو الأم في العلاقة، ويحملان أنفسهما مسؤوليات لا يمكن تحملها لشريك عادي، لكن على الأغلب بعد فترة سيضطر هؤلاء للهرب أيضا، والتحرر من ذلك الرابط الوهمي المتخيل.

المصدر : الجزيرة

تصفح أيضا...