السمنة بين المصريين.. نسب ترتفع وتجارة تتوسع

أحد, 25/08/2019 - 14:22

كريم عادل-القاهرة 

"الناس التخينة (البدينة) ميتة، عبء على أهلها وعلى الدولة". هذه العبارة فجرت أزمة للإعلامية المصرية ريهام سعيد خلال الساعات الأخيرة، ولكنها أيضا كانت صدى جديدا لحالة نقد متكررة للسمنة بمصر، تصدر عن الإعلاميين وحتى السياسيين، فيستغلها الأطباء وصناع الاستثمارات في صناعة "تجارة" جراحات السمنة المثيرة للجدل بمصر، كما يقول البعض.

وتبلغ نسبة السمنة في مصر 39.7%، وهي نسبة مرتفعة عالميا، وتجرى في مصر ثلاثون ألف جراحة سمنة سنويا، ومن المتوقع أن تزداد السنوات القادمة مع زيادة معدلات السمنة والأمراض الناتجة عنها، وفق تقديرات غير رسمية.

ويرى الدكتور حسن فكري منصور -عضو الزمالة الأوروبية في التغذية العلاجية (إسبن)- في حديث للجزيرة نت أنه في مرحلة معينة تصبح العمليات الجراحية للسمنة ضرورة، ولا بد من إجرائها، وهي ما تعرف بمرحلة السمنة القاتلة (المرضية).

ويشترط استشاري التغذية العلاجية استنفاد كل الوسائل الأخرى من حمية ورياضة وعقاقير طبية، قبل الوصول إلى الجراحات التي تناسب وصول السمنة إلى الحالة المرضية المصحوبة بأمراض مزمنة شديدة.

دعم
ويشدد على أهمية الدعم المجتمعي والإعلامي للمريض بالسمنة في مرحلتها المرضية ووقف التنمر عليه.

وتحولت عيادات الأطباء المتخصصين في جراحات السمنة إلى دوائر إعلامية نشطة للترويج للمميزات الخاصة بالجراحات وشهادات الطبيب، مستخدمين بعض المرضى في الترويج لهم.

وتؤدي السمنة إلى آثار صحية وخيمة؛ كالإصابة بأمراض مزمنة مثل الأمراض القلبية الوعائية والسكري والاضطرابات العضلية الهيكلية وبعض أنواع السرطان، وقد تبيّن أيضا أنّ ثمة علاقة بين سمنة الطفولة وزيادة احتمال الوفاة المبكّرة واحتمال الإصابة بحالات العجز في مرحلة الكهولة.

ووفق دراسات منشورة لمنظمة الفاو، فإن هناك عشرة ملايين سيدة مصرية يعانين السمنة.

أهم جراحات السمنة 
وبحسب الطبيبة أطياف أحمد، فإن أسعار جراحات السمنة في مصر تتراوح بين ثلاثين وخمسين ألف جنيه (الدولار يساوي نحو 16.5 جنيها)، وقد تتخطى ذلك الحاجز. وأضافت في حديث خاص أن الأشهر في هذه الجراحات هو عمليتا تكميم المعدة وتحويل المسار.

 

كريم عادل-القاهرة 

"الناس التخينة (البدينة) ميتة، عبء على أهلها وعلى الدولة". هذه العبارة فجرت أزمة للإعلامية المصرية ريهام سعيد خلال الساعات الأخيرة، ولكنها أيضا كانت صدى جديدا لحالة نقد متكررة للسمنة بمصر، تصدر عن الإعلاميين وحتى السياسيين، فيستغلها الأطباء وصناع الاستثمارات في صناعة "تجارة" جراحات السمنة المثيرة للجدل بمصر، كما يقول البعض.

وتبلغ نسبة السمنة في مصر 39.7%، وهي نسبة مرتفعة عالميا، وتجرى في مصر ثلاثون ألف جراحة سمنة سنويا، ومن المتوقع أن تزداد السنوات القادمة مع زيادة معدلات السمنة والأمراض الناتجة عنها، وفق تقديرات غير رسمية.

ويرى الدكتور حسن فكري منصور -عضو الزمالة الأوروبية في التغذية العلاجية (إسبن)- في حديث للجزيرة نت أنه في مرحلة معينة تصبح العمليات الجراحية للسمنة ضرورة، ولا بد من إجرائها، وهي ما تعرف بمرحلة السمنة القاتلة (المرضية).

ويشترط استشاري التغذية العلاجية استنفاد كل الوسائل الأخرى من حمية ورياضة وعقاقير طبية، قبل الوصول إلى الجراحات التي تناسب وصول السمنة إلى الحالة المرضية المصحوبة بأمراض مزمنة شديدة.

 

دعم
ويشدد على أهمية الدعم المجتمعي والإعلامي للمريض بالسمنة في مرحلتها المرضية ووقف التنمر عليه.

وتحولت عيادات الأطباء المتخصصين في جراحات السمنة إلى دوائر إعلامية نشطة للترويج للمميزات الخاصة بالجراحات وشهادات الطبيب، مستخدمين بعض المرضى في الترويج لهم.

وتؤدي السمنة إلى آثار صحية وخيمة؛ كالإصابة بأمراض مزمنة مثل الأمراض القلبية الوعائية والسكري والاضطرابات العضلية الهيكلية وبعض أنواع السرطان، وقد تبيّن أيضا أنّ ثمة علاقة بين سمنة الطفولة وزيادة احتمال الوفاة المبكّرة واحتمال الإصابة بحالات العجز في مرحلة الكهولة.

ووفق دراسات منشورة لمنظمة الفاو، فإن هناك عشرة ملايين سيدة مصرية يعانين السمنة.

أهم جراحات السمنة 
وبحسب الطبيبة أطياف أحمد، فإن أسعار جراحات السمنة في مصر تتراوح بين ثلاثين وخمسين ألف جنيه (الدولار يساوي نحو 16.5 جنيها)، وقد تتخطى ذلك الحاجز. وأضافت في حديث خاص أن الأشهر في هذه الجراحات هو عمليتا تكميم المعدة وتحويل المسار.

 

وترى الطبيبة المصرية أن جراحات السمنة باتت تجرى من دون داعٍ في أوقات كثيرة، وباتت أشبه بالموضة والموجة الجديدة في المجتمع للحصول على شكل مثالي في طبقات مرفهة.

ويعد تكميم المعدة أحد أبرز الجراحات الشهيرة لمواجهة السمنة بمصر، وهي طريقة من طرق خسارة الوزن من خلال عملية جراحية، يقوم فيها الطبيب بإزالة نحو 75% من المعدة. أما عملية تحويل مسار المعدة فتنافسها في هذا المجال، ولكنها تتم بالمنظار.

وتوجد طريقة "بالون المعدة "، وهو إجراء غير جراحي ضمن جراحات السمنة في مصر يساعد المريض على فقدان الوزن، ولكن بنسبة معينة، حيث يتم إدخال بالون مصنوع من مواد خاصة تتحمل أحماض المعدة.

أما عملية حزام المعدة فيتم وضع حلقة مصنوعة من السيلكون لا تتفاعل مع أنسجة الجسم.

آثار سلبية 
ولكن للجراحات أيضا مشاكل، وتعد الفنانة المصرية سعاد نصر أشهر من تعرض للوفاة في عيادات جراحات السمنة، أثناء إجراء عملية "شفط دهون "، لكنها توفيت بسبب خطأ طبي عام 2005؛ لتسلط الضوء من وقتها على الأخطاء الطبية المستمرة في هذا المجال.

وتروي نبيلة مصطفي قصة زوج شقيقتها الشاب الذي راجت له فكرة عملية تكميم المعدة في بدايات عام 2017، ولكنها كانت سببا في موته المفاجئ بعد العملية.

وتشير للجزيرة نت إلى أن الأمر لا زال متداولا في المحاكم بسبب خطأ الطبيب الذي أودى بحياته، وأنهى حياة شقيقتها مبكرا.

الأزمة متكررة في المحاكم، وكثيرا ما تشهد أروقتها دعاوى في هذا المضمار. فمثلا قضت محكمة جنح الرمل أول (شمالي البلاد) في مايو/أيار 2018 بحبس الدكتور "ياسر ح" ستة أشهر بتهمة الإهمال الطبي الذي أودى بوفاة المواطن علي حسن، في جراحة لقص المعدة لتخفيف السمنة والحد من ارتفاع ضغط الدم في القضية التي حملت رقم 524 لسنة 2018 جنح الرمل أول.

وتحذر تقارير من الذهاب إلى جراحات السمنة المفرطة، خاصة تكميم المعدة دون حاجة، لأن لها مشكلاتها ومضاعفاتها.

المصدر : الجزيرة

 

 

 

 

تصفح أيضا...