الممثل بديع أبو شقرا في مقابلة خاصة لموقع “شريكة ولكن”: هناك محاولات عدّة لتسليع المرأة في التمثيل

جمعة, 09/08/2019 - 13:49

لا ضرورة للتعريف عن الممثل بديع أبو شقرا من حيث موهبته التمثيلية في المسرح وهو ابنه البار أو عبر شاشة التلفزيون توأم نجاحاته أو السينما العطشى دومًا لوجوده، ولا مبرر لشرح اختياره لإجراء مقابلة معه حول التمييز الجندري وهو الآتي من عائلة تدعم الحريات في الخيارات العقائدية والوطنية والفنية، نجده في كل مكان يرفع الصوت فيه ضدّ الظلم لأي جهة كان ومع كلّ حق للإنسان في كل ما يجعله حرًا ومحترمًا وسعيدًا في وطنه… إليكم تفاصيل الحوار مع الممثل بديع أبو شقرا…

– هل ترى أنّ هناك غبنًا يطال النساء في عالم التمثيل؟ او العكس صحيح بالنسبة الى الرجال؟

الغبن في التمثيل من الناحية التقنية يطال النساء والرجال على حد سواء، المهنة من حيث كونها صناعة تحتاج مزيدًا من الاستثمار فيها وهنا يقع الغبن بشكل عام، أمّا بالنسبة إلى الغبن بحق النساء في عالم التمثيل فهو جزء من الإجحاف الذي يطال النساء الشرقيات. المرأة الشرقية هي دومًا محط أنظار نقدية واتهامية أكثر من الرجل، وهي أيضًا تحت المجهر في ما يتعلّق بحريتها. أمّا بالنسبة إلى كونها امرأة في التمثيل وتتقاضى أقل من الرجل فهذا غير صحيح. 

ـ هل سُلّعت المرأة في التمثيل كما يعلن البعض؟ 

هناك محاولات عدّة لتسليع المرأة للاستسهال في التسويق بحسب السوق التي تعرض فيها الأعمال التمثيلية. محاولات تسليع المرأة هي للفت الأنظار في التمثيل، لكننا في الفترة الأخيرة شهدنا عودة الممثلات “الممثلات” إلى المهنة، إذ بات الاعتراف قائمًا بالحاجة إلى ممثلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى وليس إلى ممثلة قابلة للتسليع من أجل الشهرة.

ـ كيف تحصّن ابنتك او ابنك في حال تعرّضا إلى التمييز الجندري أو التنمّر؟

أساعد أولادي في موضوع التمييز الجندري في أي ظرف من الظروف، أساندهم إلى أقصى درجة ممكنة في هذا الموضوع. لا أنتقد أولادي ولا أوجّه لهم اي اتهام على قاعدة التمييز، إنّما المشكلة أنّ القوانين تميّز جندريًا أو تسمح بالتمييز الجندريّ، لذا على الأهل مساعدة أولادهم في ما يتعلّق بكيفية التفكير والحرية والثقة بالنفس وعدم الخوف من أي مواجهة. الصعوبة هنا ليست مع الأهل بل مع المجتمع وأحكامه وقوانينه.

ـ إلى اي درجة تشارك في تربية أولادك؟ ام تعتبر أنّ هذا دور المرأة بصورة أكبر؟

تربية الأولاد تعتمد على الزواج كونه مؤسسة ومشاركة في الحياة، يتشارك فيها المديران أي الأم والأب على التربية ضمن اتفاق مسبق حول معظم القضايا وطريقة التعاطي وكيفية مقاربة التربية من خلال الكلام وإعطاء إجابات للأولاد، وفي حال حصول خلافات حول التربية تحلّ بين الاثنين بعيدًا من الأولاد. يجب أن تكون طريقة التربية المتبّعة واحدة من قبل الأم والأب قائمة على التوازن ففي بعض الأحيان عدم تواجد الأب أو الأم لفترة أطول في المنزل يفرض الاتفاق والتوافق على طريقة التربية. وفي حال عدم اتفاق المديرين في مؤسسة الزواج لن تكون مثمرة ولن تسير بشكل متقن ومتوازن. تجدر الإشارة إلى أنّني ضدّ فكرة أنّ هناك مواضيع تحكي فيها الأمّ فقط مع ابنتها أو الأب مع ابنه بحيث أنّ الأنثى تحدّث الأنثى والعكس صحيح. يجب مناقشة كل القضايا برأيي مع الأم والأب بدون أي حرج.

ـ من المعروف أنّك مدافع عن حقوق الإنسان وترفض التمييز الجندري… كيف تشكل وعيك في هذا الإطار؟

تشكّل وعيي في قضية عدم التمييز الجندري منذ زمن بعيد، كنت أبحث دومًا عن تفسيرات علمية لكل شيء، ومن أحد الأمثلة: كلمة عيب التي تقال للفتيات، ولماذا يقال عيب إذا رفع أحدهم رجله في وجه شخص آخر، لهذا الموضوع تفسير علمي وهو أنّ القدم تطأ الأرض المليئة بالأوساخ، وكعب الحذاء يمكن أن يكون مقززًا أو مقرفًا لهذا السبب وليس لأن القدم لا قيمة لها واليد ذات قيمة أكبر منها، من هنا بدأ يتكوّن لديّ حافز للبحث عن تفسير علمي لكل مفهوم حتى في ما يتعلّق بالتاريخ وبالتالي تكسير كل المفاهيم وإعطاؤها تفسيرات جديدة. أمّا بالنسبة إلى التاريخ فنتبّع المفاهيم بدون أن نفهم حقيقتها، إذ وجد التفسير العلمي كي لا تقوم فتاة ما بعمل ما فليكن وإلا فلتفعل ما يحلو لها، ولا مبرّر لمنعها.

ـ هل من مهنة ترفض أن تختارها ابنتك ولماذا؟ وماذا عن ابنيك؟

لا يوجد مهنة أرفض أن تختارها ابنتي أو إبناي، على كل شخص القيام بما يحب لأنّنا نعيش مرّة واحدة ولا نأخذ معنا شيئًا حين نغادر الحياة، وفي حال رفضت فعليهم القيام بما يرغبون في النهاية، لكنني سأقدّم لهم النصيحة لأنّ الإنسان يتبع مهنته بحسب ظروف المكان في بعض الأحيان في حال قرّر العيش بطريقة معيّنة، وإذا قرّر مهنة لأنه يحبها وتعنيه فلا رادع ولا مانع.

– ما هي القضايا التي ترفع لواءها كونك شخصية مؤثرة؟

حوّلت القضايا الفلسفية والإنسانية والعقائدية والعناوين الكبيرة التي كنت أحملها إلى عناوين صغيرة ومحدّدة، وهكذا يكون الهدف المنشود أسهل للوصول إليه، منها القضايا القانونية المنصفة للإنسان والقضايا البيئية والصحية والقضايا التي تجعل الإنسان يعيش حرًا وسعيدًا ومحترمًا في بلده. بتّ أركّز على القضايا الأكثر عملانية وهي حلّ مشكلة النفايات على سبيل المثال، التمييز الجندري، والأشخاص المعوّقين وقانون الأحوال الشخصية وإلغاء الطائفية السياسية وجميعها تندرج تحت مظلة الإنسانية وتتفرع منها إلى اقتصادية، اجتماعية وسياسية، لذا أجد أنّنا بحاجة إلى أحزاب جديدة ليبرالية تركّز على القضايا الاجتماعية السياسية والاقتصادية بعيدًا من العناوين الفضفاضة.

تصفح أيضا...