دردشة وتفكير بصوت مرتفع قبل يوم الزينة والتنصيب/ فطمة بنت محمد المصطفى

اثنين, 29/07/2019 - 17:58

 نحن على أعتاب استقبال رئيس منتخب و توديع رئيس مغادر، علينا أن نعطي اللحظة التاريخية قدرها. علينا أن نفتح عقولنا و قلوبنا للدورة الجديدة بالتعاون و الانفتاح و التنافس الإيجابي في ما ينفع الناس و يمكث في الأرض. علينا أن نساعد من سيتولون أمورنا في وجود دولة مؤسسات حقة تسع الجميع، و يحترم فيها استقلال السلطات، عنوانها سلطة القانون و المعرفة و الحكم الرشيد و الخدمات الضرورية في متناول الجميع. و في هذا الإطار لا بد من إصلاح جذري لمنظومتنا التعليمية. لا بد من سياسة وطنية للصحة العمومية فعالة و خدماتية و في متناول الجميع. لا بد من عدالة مستقلة تنصف الجميع و تتمتع بالوسائل الضرورية لذلك. لا بد من سياسة زراعية توفر أمنا غذائيا مستديما. لا بد من سياسة اجتماعية فعالة لمكافحة الفقر و البطالة هدفها الخاص التخفيف من الفوارق و الغبن في المدى القصير، و هدفها الاستراتيجي و العام القضاء على تلك الآفات و خلق مجتمع مساواة و عدالة و إنصاف، ينعم بالرفاهية و السلام. لا بد من سياسة بيئية تأخذ في الحسبان المحافظة على البيئة و مكافحة التصحر و حماية الثروات الطبيعية و الحد من الآثار السلبية لا ستغلالها و للتغيرات المناخية. لا بد من سياسة ثقافية تشجع الإبداع و الفن و الترفيه الراقي. لا بد من سياسة أمنية فعالة، أساسها احترام القانون و السهر على تطبيقه، و في هذا الإطار لا بد من رصد الوسائل الضرورية لذلك و جعل القطاع في وضع مادي و معنوي يسمح له بذلك لوجستيا و تكوينيا. لا بد من سياسة حقيقية للحكم الرشيد أساسها احترام المساطر التنظيمية و القانون و الترقية على أساس الكفاءة المهنية و الأخلاقية و وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. لا بد كذلك من احترام المعاهدات الدولية التي صادقت عليها بلادنا خصوصا ما يتعلق بالميثاق العالمي لحقوق الانسان، المعاهدة الدولة لحقوق الطفل، المعاهدة الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء، قانون إلزامية التعليم، مراجعة مدونة الأحوال الشخصية حتى تكون ضمانا حقيقيا للحقوق و للإنصاف، إقرار قانون مكافحة العنف ضد النساء، و كذا مراجعة قانون ترقية النساء في المأموريات و الوظائف الانتخابية سبيلا للوصول لأهداف التنمية المستديمة التي تضع سقف المناصفة بين الجنسين قبل 2030. لا بد كذلك من مراجعة لنظام الأجور و الرواتب حتى تكون أكثر عدلا و إنصافا، صحيح أن بعض الوظائف و المسؤوليات حساسة و تتطلب تمييزا خاصا و لكن ذلك لا يجوز أن يكون مبالغا فيه و بشكل مفارق للواقع و للإنصاف، فليس من المقبول أن يتقاضى بعض الموظفين الملايين في حين أن هناك من يتقاضى راتبا زهيدا و هناك من يعيش البطالة و الفقر و الجوع و المرض. هذه نقاط من كل أردت إثارتها لعل و عسى. أدرك أن تحقيقها واقعيا و بالشكل الكامل يحتاج وقتا و يحتاج مساهمة الجميع كذلك أغلبية و معارضة و مجتمعا مدنيا.

أخيرا علينا جميعا انصافا للرئيس المغادر شكره على احترامه للدستور في ما يتعلق بالمأموريات و على بعض المنجزات التي تحققت في فترته رغم اختلافنا على مستواها و على الطريقة التي تمت بها، و أن نتمنى له تقاعدا مريحا مع موفور الصحة و العافية. علينا كذلك أن نساعد الرئيس المنتخب على إنجاز برنامجه الانتخابي و أن لا نستعجل الحصاد و نعلم أن لكل منجز وقتا و ظروفا يستحيل بدونها تحقيقه، لذا علينا أن نساهم كل من موقعه في تهيئة الظروف المناسبة لذلك. فالأساس هو أن نتابع جدية العمل و المسؤولية فيه و النتيجة ستأتي حتما عاجلا أو آجلا.
مبروك على بلدنا التداول السلمي على السلطة، أرانه راشينو بلبن و العسل، و إن شاء الله يكون خيرا عميما و أمنا و أمانا لكل الموريتانيين، و تقدما و ازدهارا و استقرارا للوطن.

تصفح أيضا...