الوداع لايليق بالرجال/ محمد عبد الله ولد سيدي

أربعاء, 24/07/2019 - 11:15

يكفي أن نلبس الصمت لتعرف كم نحن مدينون لكم بكل جميل ، ونثمن عاليا  كل ما حققتموه  لموريتانيا يا فخامة الرئيس وقائد مسيرة البناء والتشييد .. وها أنتم تصرون على أن تكون آخر أيامكم في الحكم حافلة بالإنجازات ، تدشينا ، وتفقدا .. اليوم لانودعكم تعلقا  بشخصكم بل بما  أنجزتموه لموريتانيا  خلال عشرية من العمل الدءوب  ، وسيكون من جميل الوداع أن نتذكر بعضا مما حققتموه للوطن ..

خلال هذه العشرية الرائدة لم  يعد اقتصادنا يعتمد بالكامل على قطاع المعادن المرتبط بتقلب الأسواق الدولية وحركة الأسهم والمؤشرات ، بل تعزز الاستثمار في القطاعات الحيوية خاصة القطاع الزراعي وقطاع الصيد والثروة الحيوانية وتم تعزيز البنية التحتية والطرقية لربط أجزاء السوق .. و انعكست هذه الجهود في تحقيق نسبة نمو كبيرة خارج القطاع لاستخراجي مما يعني نجاعة السياسة الاقتصادية المتبعة ، حيث تم الوصول لمؤشرات كبيرة ومشجعة  رغم ما يشهده العالم من أزمات اقتصادية وانكماش حاد ألقى بظلاله على جميع الاقتصاديات ..

إن تلك القطاعات التي ظلت ترزح تحت وطأة الإهمال تمثل اليوم الرافعة الفعلية للاقتصاد الوطني وشكل الاهتمام بها حجر الزاوية في السياسة الاقتصادية للحكومة ، حيث تمت مراجعة الاتفاقيات في مجال الصيد البحري من الشركاء الأوربيين مما كان له الأثر في تحسين مردودية القطاع ومرتنته ، وتم تشيد الموانئ البحرية ذات الاستخدامات المتعددة " تانيت ، انجاكو.

وتسارعت وتيرة المشاريع في القطاع الزراعي حيث وصلت المساحات المستصلحة حدود 60 ألف هكتار على ضفة النهر وتم تحقيق اكتفاء ذاتي من محصول الأرز في حدود 90% من حاجيات البلاد لهذه المادة الأكثر استهلاكا على الإطلاق ، كما تم تحقيق نتائج كبيرة في مجال التنويع الزراعي مثل زراعة القمح والخضروات ، وتم شق قناة آفطوط الساحلي ، بطول 55 كلم على طول السهل الخصيب بمحاذاة دلتا النهر لاستصلاح أكثر 20 ألف هكتار ، ونجحت السياسة الزراعية  لأول مرة في جلب مستثمرين دوليين..

وشهد قطاع الثروة الحيوانية نهضة نوعية تمثلت في إعادة هيكلته ودمجه بشكل فعال في الدورة الاقتصادية .. وانطلقت مشاريع تحسين السلالات ،لضمان جودة النوعية وتكثيف الإنتاج لخلق أقطاب تنموية في عدة مناطق من الوطن  ..

وشهدت القطاعات الخدمية طفرة نوعية جعلتها تتصدر أولية السياسة الحكومية،  حيث شهد قطاع التعليم ـ رغم الصعاب التي لازال يواجهها ـ  نقلة نوعية مكنت من خلق جامعات ومعاهد عصرية تضم كل التخصصات وتستجيب لمتطلبات سوق العمل .. وفي المجال الصحي تم بناء المستشفيات وتجهيزها بأحسن المعدات بالإضافة إلى المستشفيات المتخصصة وتم بناء سلسلة من الطرق والبنىى التحتية تشكل اليوم رافعة قوية من روافع الاقتصاد الوطني  .

كان لابد لهذه النجاحات التنموية التي تم تحقيقها أن تكون مصحوبة ببسط الأمن والسكينة في محيط إقليمي ودولي ملتهب بفعل الجريمة العابرة للحدود المهددة لكيان البلدان واستقرارها ، وفي ظل هذا الوضع  كنا البلد الوحيد في المنطقة الذي يقف على قدميه بفضل مقاربة أمنية ذاع صيتها ونجاحها وحققت لموريتانيا سمعة طيبة ، وأضحت تجربتها الأمنية ونجاحها العسكري محط أنظار العالم بأسره ومحل إشادة وتقدير ، هذا فضلا عن النجاحات دبلوماسية والحضور القوي في المحافل الدولية .

وسيظل أعظم إنجاز تحقق لموريتانيا هو تكريس مبدأ  التداول السلمي على السلطة ، ذلك التداول الذي ظل على مدى عمر الدولة الموريتانية متروكا لعامل المفاجأة ، مما كرس حالة من الخوف والقلق السرمدي على المستقبل ؛  فتعثرت تنميتنا وتشوهت ديمقراطيتنا ، ولاشك أن تحقيق التداول الديمقراطي السلمي على السلطة سيتيح مواصلة المشاريع التنموية الكبرى ويسمح بمراكمة مزيد من الإنجازات .

إن معركة التنمية لا تتوقف ـ و لا ينبغي لها ذلك ـ و سنخوضها بفعالية وحماس صحبة رئيس العهد والوفاء فخامة  الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ  الغزواني  .. وثقتنا لا حدود لها في تحقيق وثبة تنموية شاملة في عهده

تصفح أيضا...