سنابل التراويح (24) "الأخيرة " /الدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك

أربعاء, 29/05/2019 - 02:22

سنابل التراويح (24) "الأخيرة "
لئن كان الإنسان خلقه الله عرضة للنسيان والغفلة والسهو؛ فإنه شرع له الصلاة وجعلها أعظم موقف يقفه العبد بين يدي ربه عز وجل؛ والشيطان حريص كل الحرص على إفساد هذا المقام الكريم غواية منه وإضلالا، حيث يوسوس لصاحب الصلاة بالزيادة فيها أو النقص منها أو التشويش عليه بأمور ليست منها؛ لذلك شرع الله سجود السهو دحرا للشيطان وإرغاما له، وإكمالا للصلاة وإصلاحا لأخطائها عبادة لله سبحانه وتعالى؛ هذا ما سنتابعه مع "أبواب سجود السهو " من كتاب البخاري رحمه الله تعالى الذي يليها كتاب "الجنائز" والمشتملة على تسعة أبواب أولها "ماجا ء في السهو إذا قام من ركعتي الفريضة" وفيه حديث عبد الله بن بحينة رضي الله عنه من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وقيامه بعد ركعتين من دون جلوس وسجوده صلى الله عليه سجدتين وهو جالس وسلامه.
وفي باب "الصلاة خمس" حديث ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر خمسا فسجد سجدتين بعد ما سلم حين أخبره المصلون بالزيادة مستفسرين .
وروى أبو هريرة رضي الله عنه حديث ذي اليدين المشهور الذي فيه النقص والزيادة فأكمل الصلاة وسجد سجدتين ؛وروي عن عروة ابن الزبير ذلك قولا وفعلا. 
إن من لم يتشهد في سجدتي السهو فقد أخذ ذلك من  حديث ذي اليدين السابق الذكر ؛و"من كبر في سجدتي السهو"فأخذ من الحديث الماضي.
أما من صلى ولم يعرف كم صلى، فليسجد سجدتين وهو جالس؛ لما بينه حديث أبي هريرة، وإقبال الشيطان وله"ضراط" وقد تكلم عن مصطلح الحديث وطبيعته كثيرا في أماكن البحث والتقصي ...
أما  الفرض والتطوع فحكمها  في السهو واحد، وهو: "سجود سجدتين والمصلى جالس" 
وقد ختمت الأبواب ببيان "الكلام؛والإشارة في الصلاة" وهو ما مر بنا في أحادث سابقة للبخاري رحمه الله تعالي، وقد تكرر في الثاني منهما حديث صلاة أبي بكر بالناس حين مرض الرسول"ص.
إن الدين الإسلامي دين يسر وتسهيل ورحمة بالمؤمنين؛ يراعي طبيعة ضعفهم البشري، ويوازن بين ما لديهم ما طاقات، وما فرض عليهم من تكاليف، ويرشدهم  إلى صالح الدنيا والآخرة؛ ذلك ما جسدته أحاديث الأبواب المبينة للتيسير، والمفصلة للعلة والحكمة والدروس والعبر .
بقلم الدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك

تصفح أيضا...