يوفونتوس والمدرب الجديد...الهُوية والرؤية وكريستيانو رونالدو

سبت, 25/05/2019 - 02:49

اختيار المدرب الجديد ليوفنتوس لن يؤثر على الفريق فحسب بل على الكرة الإيطالية كلها
حسين وهبي
24 مايو 2019
إذا ما أردنا معرفة من سيكون المدرب الذي سيأتي بعد أليغري في يوفنتوس، لا بد أن نجيب في البداية على سؤال واضح: لماذا أقال يوفنتوس أليغري؟

الإجابة هنا يُمكن أن نقسمها إلى ثلاثة أسباب رئيسية: سوق الانتقالات، العلاقة باللاعبين، وبدرجة أقل العلاقة بالجمهور. كما هو معلوم أليغري كان يريد البحث عن عدة صفقات في سوق الانتقالات: ظهير إضافي، وقلب دفاع، ولاعب وسط، لكونه لم يكن مقتنعاً بالعمل المستمر لسامي خضيرة وميراليم بيانيتش إضافة إلى رأس حربة شاب، إضافة إلى التخلي عن ديبالا.

لم تكن الإدارة على الموجة ذاتها مع المدرب، خاصة بعد ظهور مويز كين، وتصاعد المشاكل مع ماندزوكيتش وكانسيلو، إضافة إلى عدم الاستفادة من دييغو كوستا. كل هذا وصل إلى قمته حين بدأ يتسرب إلى الإعلام أن رونالدو ليس سعيداً في اليوفي.

لم يكن أليغري مرتاحاً ومع ضغوط اللاعبين والإدارة والانتقالات وعدم تناسق الرؤية، وصلت علاقته بالجماهير إلى أسوأ مراحلها ليقوم أليغري بإقفال حساباته على السوشيال ميديا لكونه لم يعد يتحمل الهجوم عليه من جماهير الفريق.

هي عوامل تجمعت أدت إلى رحيل أليغري عن اليوفي، لكن ما الذي يُريده اليوم بافيل نيدفيد؟

هل يبحث اليوفي عن تغيير أسلوب اللعب بالكامل وبالتالي الانتقال إلى هوية جديدة، أم يبحث عن دم جديد يُساهم بتطوير الأفكار ضمن الهوية ذاتها؟

اقرأ أيضاً: جاذبية مشروع برشلونة على مقياس "دي ليخت"

حين رحل زين الدين زيدان عن يوفنتوس، لم يكن أحد يتوقع أنه سيأتي لاعب ليخلف النجم الفرنسي، حينها كان بافيل نيدفيد هو المفاجأة، قاد يوفنتوس إلى نهائي الأبطال في سنة 2003 وحمل الكرة الذهبية واستمر مع الفريق في الدرجة الثانية، ثم عاد ليكون نائب الرئيس التنفيذي في اليوفي وكل الأصابع تشير إلى أنه كان خلف رحيل أليغري.

هل يريد يوفنتوس تغيير الهوية؟

لا يبدو أن يوفنتوس يحتاج إلى تغيير الهوية مع نيدفيد، لكن الأكيد أنه يحتاج إلى تغيير المقاربة. لا يجب على يوفنتوس أن يتحول لا إلى برشلونة ولا إلى أياكس، لكن يجب أن تتغير مقاربة الفريق وما يستطيع أن يفرضه على الخصوم.

مقاربة أليغري فرضت خسارة أمام أتلتيكو مدريد في الذهاب، وحين غير المقاربة في الإياب نجح الفريق بالعودة. أما مع أياكس الذي لا يتوقف عن الهجوم فدخل يوفنتوس في دوامة سيئة، بدا الفريق من دون خطة واضحة لا يعرف كيف يُهاجم ولا يعرف كيف يُدافع.

يُمكن القول إن يوفنتوس يحتاج إلى صانع ألعاب في وسط الملعب ويحتاج إلى صفقات، لكن الحقيقة أن أليغري لم ينجح باستخراج الأفضل من اللاعبين الذين يملكهم بين يديه لكون مقاربته للمباريات لا تمنحهم الحرية المطلوبة. فكان رونالدو جناح معظم فترات الموسم وبأدوار دفاعية أحياناً، بدل من أن يكون أقرب إلى المرمى، وديبالا لاعب بلا فائدة لكونه يُبدع حين يكون في الثلث الأخير ويحتاج إلى حرية أكبر، أما كانسيلو وأليكس ساندرو فيهما ظهيران يجيدان العمل بشكل أفضل في منطقة الخصم.

أي مدرب يُناسب يوفنتوس؟

لن يذهب غوارديولا إلى يوفنتوس بات هذا الأمر محسوماً 100%. وإذا ما أراد الفريق التعاقد مع ساري فهو سيدخل بدوامة طويلة تحتاج إلى سنتين من العمل قبل إتمام أي نجاح لكون الأسلوب مختلف والطريقة مختلفة وبالمجمل لن تناسب كريستيانو رونالدو الذي وصل إلى عمر 34 سنة.

هنا سنبقى بين 4 أسماء: إنزاغي – كونتي – بوكيتينو – مورينيو.

إذا ما كان قرار يوفنتوس إقالة أليغري من أجل التعاقد مع إنزاغي فلا يبدو أنه بالقرار المثالي خاصة وأن اسم إنزاغي ليس في المكان الذي يسمح له بإدارة النجوم في الوقت الحالي.

ثلاثة أسماء متبقية، ماوريسيو بوكيتينو أعلن مؤخراً أنه لن يتخذ أي قرار حتى نهاية دوري أبطال أوروبا ويجب أن يرى خطة عمل توتنهام للموسم المقبل، لذلك لا يُمكن أن يربط يوفنتوس مصيره بقرارات داني ليفي، يتبقى لليوفي اسمان: كونتي ومورينيو.

اقرأ أيضاً: دليلك لتكون رئيساً دكتاتورياً في ريال مدريد

جوزيه مورينيو مكروة في يوفنتوس خاصة من الجماهير وخاصة بعد ما فعله في ملعب الفريق حين ذكرهم بالثلاثية مع إنتر ميلان، إلا أنه سيكون خيارا مثاليا إن كان لأسلوب الفريق وإن كان لكريستيانو رونالدو الذي يرغب بالمدرب من دون شك. أما الخيار الأخير فهو المدرب المرتبط بإنتر ميلان أنطونيو كونتي، والذي يُمكن أن يكون خياراً ممتازاً لهوية يوفنتوس وأثبت قدرته على النجاح بتقديم كرة هجومية متوازنة كما فعل مع تشيلسي.

لا يُمكن التكهن بسهولة من هو الاسم الذي سيختاره يوفنتوس، إذا أردنا اختيار الاسم المثالي فهو ذاك المرتبط بعقد مع ريال مدريد: زين الدين زيدان، لكن هذا غير ممكن في الوقت الحالي والخيار الذي ستتخذه إدارة يوفنتوس لا شك أنه سيعكس الكثير من الأمور، أبرزها هوية الفريق في المواسم المقبلة ورؤية هذه الإدارة لمستقبل اليوفي والأهم من ذلك كله مدى تأثير هذا القرار على الكرة الإيطالية بمجملها.

تصفح أيضا...