سنابل التراويح "2" / الدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك

اثنين, 06/05/2019 - 22:25

"كتاب الإيمان " هو الكتاب الثاني من البخاري وتحته 42 بابا من متعلقات العنوان؛ الأبواب العشرة  الاولى من الكتاب تكاد تتمحور حول علاقة الإيمان بالقلوب وترجمة السلوك لذلك؛مع مقدمات في الباب الأول من القرآن تشمل لفظ الإيمان وإن كان صفة قد تحققت أو غاية قريبة التحقق "وزدناهم هدى " ويزداد الذين آمنوا.." 
في الأحاديث المذكورة؛أساس الإسلام الذي بني عليه "بني الإسلام ..." وبيان درجات الإيمان وعلاقة الحياء بها ؛ثم مسالمة للمسلمين وكف الأذى عنهم قولا وفعلا؛تفصيلا لمعنى آخر من معاني "الهجرة" المعروفة وهي أن المهاجر من هجر مانهى الله عنه؛لربما في الأجر أو في اشتراك اللفظ والحث على الخيرات ..."المسلم من سلم ...؛لتتداخل الأبواب معنى ولفظا بزيادات خيرية كريمة هادفة توجيهة "إطعام الطعام وإقراء السلام" على المعارف وغيرهم ؛دلالة لحب الخير للأخ المسلم "حتى يحب لأخيه " وحب النبي صلى الله عليه منتهى الإيمان "لا يتم إيمان أحدكم " ومحبة الله ورسوله آكد وأوجب ترجمة لطعم الإيمان وتذوقه ...ليكون الحديث التاسع حب الأنصار "آية الإيمان حب الأنصار ..." وهو حديث يحوى الوفاء والبر ورد الجميل؛يصدق ثناء القرآن على الأنصار ويعطى لأهل الحق حقهم ونصيبهم ؛فكيف لم يتأكد ذلك الحق أزمنة طويلة  ؟ الله أعلم !
وفي الأحاديث  العشرة الثانية من أحاديث "الكتاب" يكون الحديث عن أطراف الإيمان "الحدود التي هي للردع والتطهير والفرار من الفتن وكره العود في الكفر؛تفاضلا بين المسلمين في أعمالهم؛والتزامهم بدينهم؛ليكون الحض على الحياء؛عصمة لدم المسلم وماله بنطقه الشهادتين؛تراتبية لمسببات الإيمان من المحبة إلى الجهاد إلى الحج ...
وبقية الكتاب ترتيبا لأولويات "الإيمان " إفشاء السلام؛شرحا في قصة "إخوانكم خولكم " لمبادئ الإنسانية ومنتهى الوفاء؛وأطايب التعامل وحسن الخلق "إنك امرؤ فيك جاهلية ..."
تخويفا للناس من القتل الذي هو مخرم ومفسد للإيمان "القاتل والمقتول كلهم ..." ثم كان الظلم والنفاق والقيام والجهاد والتطوع والصوم المفروض والتسامح والصلاة؛ثم تكفير السيئات بعد الإيمان الصادق الناصح "إذا أسلم العبد .." 
ليعدد المؤلف الزكاة واتباع الجنائز والخوف من إحباط الله  للعمل ؛على أنها أمور من الإيمان نفسه بها يتقوى ويتأكد ملحقا كل أحاديثها ب"حديث سؤال جبريل " ما الايمان ؟.." 
كل ذلك استبراء للدين ونصح فيه لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم؛بعيدا عن التأويل والخوف والطمع ؛ وهو حديث"حدثنا  أبو النعمان ..." وقصة جرير بن عبد الله يوم موت المغيرة بن شعبة وإن كان يؤخذ منها دلالة واضحة للحديث فهو لفظ النصح ؛وايم الله لمن الإيمان والبر والتقوى 
"وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا" 
الدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك

تصفح أيضا...