مدقق الحسابات الذي أصبح زعيما للمعارضة _بوريتريه

اثنين, 11/02/2019 - 22:22

 

ريم ٱفريك / بسرعة غير مسبوقة استطاع المدقق المحاسبي ابراهيم ولد بكاي ولد مسعود أن يحجز مساحة في دائرة الضوء خلال الأشهر القليلة الماضية، فقبل الانتخابات النيابية والبلدية المنصرمة بشهر أو شهرين كان ولد البكاي اسما مجهولا لدى كثير من السياسيين وخصوصا قادة وجماهير حزب تواصل الذي مثل الوجهة الثانية لولد البكاي بعد حزب التحالف الشعبي التقدمي

وبسرعة الضوء استطاع ولد البكاي أن يكون أحد الأسماء الأكثر حضورا في المشهد الانتخابي عندما أزاحه الشوط الثالث عن منصب عمدة الميناء بعد أن استحقه بفارق صوت واحد كما يقول أنصاره في حزب تواصل.

لكن زخم الشهرة انفتح من جديد أمام ولد البكاي بعد اختاره حزب تواصل زعيما للمعارضة في موريتانيا مساحا بدلك طاولة الطموح إلى المنصب أمام عدد كبير من قادة الحزب وشخصياته المشهورة.

ابن حركة الحر

ينتمي ابراهيم ولد البكاي ولد مسعود إلى حركة الحر وفي مدارجها الفكرية والسياسية ترقى الرجل الدي يخطو في ربيعه الرابع والأربعين وفي تجربة سياسية تناهز 30 سنة من العمل السياسي والحقوقي في حركة الحر وحزب التحالف الشعبي التقدمي ..ولكن بعيدا عن الأضواء

فتح ولد البكاي عينيه على الحياة في بحر العام 1975 ينتمي إلى البراكنة التي يحمل وفق المقربين منها أشواق سكان سهولها وأدغالها في التحرر والانعتاق من نير العبودية والتهميش.

حصل ولد البكاي على باكلوريا الرياضيات ولاحقا على دبلوم تقني عالي في المحاسبة ثم بعد دلك ماستر في إدارة الأعمال، قبل أن يمم شطره إلى البنوك حيث عمل مدققا ماليا في عدد من البنوك الموريتانية ومشرفا إداريا على عدة مشاريع في مؤسسات عمومية وخصوصية.

يعيش الرجل مند فترة طويلة في حي نتك المعروف بأنه أحد الأحزمة السياسية للحركات والأحزاب المهتمة  بملف الحراطين ومند فترة تحول منزل الرجل إلى منتدى دائم للشخصيات الحقوقية والسياسية الساعية إلى الرفع من شأن الحراطين ضمن مقاربات متعددة ومتناقضة أحيانا

رفض ولد البكاي الترشح على قوائم حزب التحالف في 2013 واختار الاستمرار في "النضال كأحد الوجوه التوافقية في الحزب" كما يقول مقربون منه

لكن الأمر اختلف مع منتصف العام 2018 حيث قاد ولد البكاي انسحابات وازنة من حزب التحالف الشعبي التقدمي سرعان ما وجدت صداها في انسحابات أخرى من الحزب في نواديبو وازويرات ومناطق أخرى.

لكن     دلك الانسحاب وجد صدى أوسع في حزب تواصل الدي سارع إلى احتضان الرجل ضمن صفقة سياسية يعتقد التواصليون أنهم الرابحون فيها، حيث جلب لهم ولد البكاي شعبية كبيرة في الميناء بعد سنوات من تراكم الهزائم الانتخابية في المقاطعة التي ظلت لسنوات تمثل معقل "حزب مسعود"

مع انسحاب ولد البكاي إلى تواصل ارتفعت حصيلة مستشاري الحزب بعد الشوط الثالث من درجة الصفر إلى درجة قريبة من المناصفة مع الحزب الحاكم

الزعيم الجديد

اختارت اللجنة الرئاسية لحزب تواصل السيد ابراهيم ولد البكاي ولد مسعود زعيما للمعارضة خلفا لعمدة عرفات الحسن ولد محمد الذي أدار المؤسسة مند العام 2018 حيث مثل يومها خيارا تواصليا لزعامة المؤسسة التي تجمع أحزاب المعارضة المشاركة في الانتخابات، ودلك بعد أن وقف قانون المؤسسة سدا دون وصول رئيس الحزب يومها محمد جميل ولد منصور إلى منصب زعيم المعارضة.

ومرة أخرى يقف القانون من جديد ضد ولد منصور، ولم تشفع له وظيفته الانتخابية كمستشار بلدي للسير قدما نحو زعامة المعارضة، ولتكون الزعامة التواصلية للمعارضة من حظ ابن حركة الحر القادم من مدراج سياسية وفكرية ليست أخوانية المشرب ولا تواصلية الهوى السياسية قبل انتخابات 2018

يتحدث الزعيم الجديد العربية بطلاقة وتمكن والفرنسية باقتدار عملي مع إلمام بالإنكليزية ولكن مهمته الأساسية التي تنتظره في مؤسسة المعارضة هي الحديث بخطاب سياسي عن مختلف الملفات التي ستواجهه سوى تعلقا بإدارة تناقضات المعارضة في المؤسسة أو في الانسجام مع الحزب الجديد الذي قدمه إلى زعامة المعارضة إضافة إلى مشكلات شريحته الاجتماعية التي ظلت مرقاته خلال الفترات المنصرمة إلى الزعامة السياسي ومن آلامها تشكل وعيه السياسي وطموحه الانتخابي

وإلى جانب قدراته في التدقيق المالي والمحاسبة فإن أمام الرجل اليوم أسئلة متعددة تتعلق بالنهوض بمؤسسة المعارضة وبالتدقيق في مسارات السياسة والاقتصاد ومحاسبة المسؤولين، والسير بالمؤسسة نحو مطالب الجماهير المعارضة، وهي مهام ليست من السهولة بمكان ودونها ميناء عريض من التناقضات السياسية وعقبات متعددة تقتضي في أحيان كثيرة حسن " التواصل" بين قوى المعارضة فيما بينها وفيما بينها وبين السلطة، والأهم فيما بينها وبين الجماهير.

وفيما يحتفل التواصليون بما يرونه إنجازا في خرق سقف توقعات الجماهير حول اسم زعيم المعارضة، فهل يمكن القول إن طريق ولد البكاي إلى زعامة تواصل باتت سالكة أو قليل العقبات؟

تصفح أيضا...