من أكثر المشاهد التي تتكرر أمامك في شوارع نواكشوط الكبيرة وأمام المجمعات التجارية وعند التقاطعات المرورية وجود أطفال صغار يتسابقون لاستجدائك وتنظيف واجهة سيارتك دون استئذانك في مشهد غريب لا يخلو شارع بالعاصمة ولا محل تجاري كبير ولا مطعم أو صيدلية أو إشارة مرور من طفل متسول، خلفه في الغالب رجل أو امرأة تراقب عمله من بعيد وترسل له إشارة خاصة حين تلاحظ أن سيارة الشرطة اقتربت من مكانه
مساء أمس وحتى ساعات متأخرة من اليل شنت وحدات من الشرطة الوطنية في بعض شوارع مقاطعة تفرغ زينه حملة واسعة شملت الملتقيات المعروفة بوجود المتسولين وبعض المطاعم الكبيرة والمجمعات التجارية بهدف الحد من هذا المظهر ومحاربة الظاهرة المستفحلة في موريتانيا حيث ضبطت العشرات من المتسولين الأطفال وأمهاتهم فيما تمكن آخرون من الفرار
وقد شهدت ظاهرة التسول في موريتانيا تزايدا مخيفا في السنوات الأخيرة رغم جهود الدولة والمنظمات الخيرية والحملات التي تقوم بها المصالح الأمنية من حين لأحر إلا أن كل هذه الجهود لم تفلح في الحد من الظاهرة أمام حيّل وأكاذيب المتسولين التي يبتكرها المتسولون في محاولتهم استعطاف الأشخاص للحصول على جزء من أموالهم،
ويتفنن المتسولون في موريتانيا سواء المواطن الموريتاني منهم أو الوافد في الحيل فبعضهم يلجأ لاستخدام أوراق، غالباً مزيفة، لإقناع الناس بأنهم مرضى وفي حاجة للعلاج، والبعض الآخر يصطحب أطفاله معه لكسب تعاطف المحسنين، وفريق ثالث يزعم أنه قادم من بلده وتعرض لأزمات مالية أجبرته على مد يده طلباً للمساعدة، وغيرها من الحجج المختلقة التي قد تنطلي على البعض فيصدقونها
