زيارة رئيس الجمهورية لنواذيبو (الأنشطة و توقعات السكان)

سبت, 28/07/2018 - 11:55

بدأ رئيس الجمهورية يوم أمس زيارة استجمام لمدينة نواذيبو , و تباشر السكان بهذه الزيارة التي قد تغير من الوجه العام للمدينة و تحسن من بعض الخدمات (و لو مؤقتا) ؟ .

و رغم سوء الأحوال الجوية و هبوب العواصف الرميلة على المدينة هبطت الطائرة الرئاسية بعد محاولتين على مدرجات أول مطار دولي بموريتانيا (1920) , المصادر الشحيحة روت أن كبار المسؤولين الجهويين كانوا في الموعد لمرافقة ركابها القلائل إلى " دار الضيافة بحي كراع النصراني " , و بعد لقاءات بروتوكولية , عاد المستقبلون إلى أشغالهم و اختفى الرقيب الآدمي عن الضيوف .

الناس هنا في نواذيبو اهتموا بالزيارة و انشغلوا بأدق نفاصيلها (منذ إعلانها قبل أيام) , و استحوذت على أحاديثهم في الشارع , بالأسواق , بالمكاتب , كل يدلي برأيه فيها و يحللها من الألف حتى الياء :

أعجب أحد الإداريين بما قال أنها بساطة الأسرة الرئاسية و يستدل على ذلك برؤيته , " طفل الرئيس يلعب الكرة مع بعض الأطفال في ساحة دار الضيافة " , و عن هؤلاء الأطفال ؟ يقول آخر أنهم مختارون من بين أطفال المسؤولين المحليين .؟

آخرون قالوا أنهم دأبوا منذ سنوات على لقاء الضيف بشوارع حي " دبي " و أنهم لهذا السبب يرابطون منذ ساعات على طول الشارع , تماما مثل هذا الصحفي الذي يحلف بأغلظ الأيمان أن رئيس الجمهورية كلما رآه سلمه مبلغا ماليا معتبرا , لكن هذه المرة لم أتصادف معه عند الباب يقول الإعلامي المعروف .

اهتمام بسطاء الناس بالزيارة و صاحبها لا يفوق فضول المعارضين السياسيين و الموالين على حد السواء , فالكل هنا في عاصمة ولاية نواذيبو يعلق على زيارة الرجل رقم 1 بموريتانيا .

أحد المعارضين و كأنه يخفي اهتمامه بالزيارة يقول أنها مجرد دعاية "مكشوفة " لإيهام الناس بوطنية " غائبة " (قضاء العطل داخل الوطن)؟ , و يضيف أكثر من ذلك متهما رئيس الجمهورية بضبط عقارب الزيارة على توقيت الانتخابات و ذلك " لرأب الصدع الحاصل حاليا بين الفرقاء بالحزب الحاكم بنواذيبو " , و عن التفاصيل الأخرى للزيارة ؟ يقول المعارض الراديكالي (كما يصف نفسه): إن رئيس الجمهورية سيزور " مستشفى كوبا " و شاطئ كبانو , كما سيظهر للحظات في الشارع العام  أمام عدسات الشباب !

المناصرون لهم رأي معاكس تماما , حيث يقول أحدهم أن هذه الزيارة " ميمونة بلا شك " و أن المدينة ستنظف من القمامة المترامية على أطراف شوارعها و بأسواقها ... , و يضيف أن أول فوائد الزيارة كانت هذه الصبيحة إذ اكتظ " الجامع" بالمصلين و منهم رؤوس كبيرة في الحزب الحاكم و الموالاة و بعض المعارضون (بالشور) , كما شاهدنا بعض المترددين المغاضبين و هم يتسللون إلى الصفوف الأمامية بالمسجد لأداء صلاتي المغرب وصلاة الفجر , لعل الضيف " الكبير يلمعهم , و هذا فضل يحسب لرئيس الجمهورية يضيف المتحدث موضحا أن العديد من رجال الأعمال و الساسة سيقومون هذه الأيام بتوزيع بعض الأموال أمام دار الضيافة على المحتاجين و المتسكعين كما هو العادة! .

من جانب آخر يرى متابعون للساحة هنا بالمدينة الإقتصادية أن رئيس الجمهورية كثيرا ما يستغل زيارته لنواذيبو للنطرفي بعض الملفات (كان قد أجل النزر فيها) الساخنة و العميقة المتعلقة بقطاعات الصيد و المعادن و المنطقة الحرة .

هذا و كثيرا ما يقضي رئيس الجمهورية بعضا من عطله بمدينة نواذيبو .

باباه ولد عابدين - نواذيبو - مراسلون 

 

 

تصفح أيضا...