بسم الله الرحمن الرحيم
قطعة من بحر المنسرح في رثاء المرحوم الشاعر المهندس الشيخ ولد بلعمش ألقيت في حفل تأبيني نظمه اتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين.
دمع من الجفن بحــــــــره يبس *** و زفرة في الفـؤاد تحتبس
مضى ابن بلعمش الفتى فـــإذا *** نجم سعود السعود منطمس
نعَاءِ ندبا كأنـــــــــــــــــــه قمر *** ولى سريعا كأنــــــــــه قبس
نعَاءِ نعم الفتـــى إذا نــــــــزلت *** لها يٌدق الشَّبٌّورُ و الجرس
لهفي عليــــــــــــــــه مثقفا ثقفا *** لا شكس خلقــه و لا شرس
لهفي على زهـــرة ذوت و لقــد *** كانت بأحلى العطور تنبجس
غصن ذوى و هو نـاضر خضر*** في مغرس الأكرمين مغترس
الشاعر الكاتب البليغ أجــــــــل *** و الأحوذي المهندس الندس
له المقامات في البلاغة مـــــــا *** قــــام رجال بها و لا جلسوا
و حل برجا مــــــــــن الفتوة لا *** شُمُوسُه عــــن لقائه شُمُسُ
يا ليت شعري ــ ولَيْتَ مجدية ــ *** هل يعلم الرامسوه ما رمسوا
مـــــــــا رمسوا سمعة تجللها *** يلبس منها الكرام مــــا لبسوا
ما رمسوا قلعة تبوأهــــــــــــا *** لها المروءات و التقى أسس
و سل فلسطين عن مواقفــــه *** لا صمم شانــــها و لا خرس
هي الدنى و البلاء مطـــــــرد *** فيها و فيها الرجــاء منعكس
ما بال الإسفاف نــــاره وقدت *** ما بال أهل الجفاء قد نبسوا
لقد غادر المنبر الذي ركبـــوا *** من كان عنهم لــــــه حرس
فليفعلوا كلما حــــــــــــلا لهُمُ **إذ غاب عنه الحراس و العسَسُ
وافاه من روح ربـــــه نفس *** يلقاه بشرى و روحه القدس
و من إلى ربنا و رحمتـــــــه *** وافاه فــــــي كل لحظة نَفَسُ
محمد فال ولد عبد اللطيف
