تركيا تلزم مساجدها بقراءة سورة " الفتح " و الدعاء بالنصر للجيش

أحد, 21/01/2018 - 12:56

إسطنبول ـ “القدس العربي” – من إسماعيل جمال:

مع إعلان الجيش التركي بدء عملية “غصن الزيتون” ضد الوحدات الكردية في مدينة عفرين السورية، برز التحشيد القومي والديني في تركيا بشكل غير مسبوق في محاولة من الحكومة والأحزاب المتحالفة معها لكسب أوسع شريحة من التأييد الشعبي للعملية، التي شهدت بدء التدخل البري مع استمرار الغارات الجوية المكثفة على مدينة عفرين.

وبتعليمات مباشرة من رئاسة الشؤون الدينية التابعة للحكومة التركية، أ

وركز الكثير من وسائل الإعلام التركية المقربة من الحكومة على الأخبار المتعلقة بأداء الجنود الأتراك الصلاة قبيل ركوبهم الدبابات وتوجههم إلى داخل الأراضي السورية، وأخبار أخرى عن مشاركتهم في حلقات دعاء وقراءة أجزاء من القرآن الكريم.

والأحد عاد أردوغان للتركيز على الخطاب الديني، مردداً دعوات النصر للجيش التركي ومؤكداً على إيمانه بالنصر وبأن “من صبر ظفر”، وقال: “إن شاء الله الجيش سيُتم العملية في أقرب وقت”.

لكن الرئيس الذي رفع في السنوات الأخيرة حدة خطابه القومي، استخدم لهجة غير مسبوقة عندما هدد بـ”سحق” كل من يفكر بالوقوف في وجه عملية عفرين التي وصفها بـ”الكفاح الوطني والقومي”، وذلك رداً على دعوات أطلقها حزب الشعوب الديمقراطي الكردي التركي للتظاهر تنديداً بعملية عفرين. وقال: “الذين يصغون إلى دعوات التظاهر والفوضى سوف يدفعون ثمنا باهظا”.

ومنذ محاولة الانقلاب التي جرت في الخامس عشر من تموز/ يوليو 2016 شهدت العلاقات بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية المعارض تقارباً غير مسبوق، حيث دعم الأخير سياسات أردوغان في الحرب على غولن والعمال الكردستاني والعمليات العسكرية في سوريا وسعيه لتغيير نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي، وأخيراً أعلن زعيم القوميين دعمه لأردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسط مفاوضات لبناء تحالف كامل بين الحزبين لخوض الانتخابات المقبلة.

وبينما اصطف مئات الأتراك لوداع الجنود العابرين بمدرعاتهم إلى داخل مدينة عفرين، رفع الجنود شارات “الذئب الأغبر” الذي يتخذه حزب الحركة القومية المعارض والقوميون الأتراك بشكل عام شعاراً لهم، بينما أبدى زعيم الحزب دعمه الكامل والمطلق للعملية في عفرين. كما دعا والي ولاية كيلس الحدودية التركية مع عفرين جميع المواطنين إلى رفع الأعلام التركية فوق المنازل دعماً للجيش التركي.

وبثت الفضائيات والإذاعات التركية إلى جانب عشرات الفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أغاني قومية تركية، وأخرى تحمل طابعا دينيا، أبرزها أغنية “الشهداء لا يموتون” والتي أرفقت بصور عمليات الجيش التركي في عفرين ودرع الفرات وضد المتمردين الأكراد داخل وخارج البلاد.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي نشر ما لا يقل عن مليون تغريدة على وسوم “عملية عفرين” و”غصن الزيتون”، “إلى جانب المحمديين” وهو وصف يطلقه الشعب التركي على الجنود الأتراك، حيث انقسمت هذه التغريدات بين الدعوات الدينية بالنصر للجيش، وبين الشعارات القومية التي ركزت على أن المعركة هي لحماية الأرض والعلم التركي.

وفي مقابل وسم أطلقه نشطاء أكراد من تركيا يطالب بوقف عملية عفرين، دشن نشطاء أتراك وسماً أقوى يطالب بسحق الإرهابيين هناك، على حد تعبيرهم، وفتحت العملية الباب مجدداً أمام الكتابات والردود بين النشطاء الأتراك والأكراد الذين يعارضون العملية العسكرية في عفرين.

تصفح أيضا...