فِي الشَّيْبِ وَ الشَّبَاب../ القاضي أحمد ولد المصطفى

أربعاء, 17/01/2018 - 10:30

في السنة الأولى من التكوين القضائي في المدرسة الوطنية للإدارة (2002 ـ 2003)، كان ضمن طاقم التكوين القاضي الفذ محمدن ولد أمبيريك الرئيس الأسبق للمحكمة العليا، رحمة الله عليه.. وكانت الدفعة من خمسة عشر شابا، بعضهم أكثر شبابا، ومنهم من لم يغصب القضاء منه بعدُ لوازم الشباب..

القاضي محمدن ولد أمبيريك رحمة الله عليه هادئ الطبع، لطيف، ظريف، يتحدث بهدوء..

في إحدى الحصص، علق على بعض النقاشات، بما تفصيحه: "لم أكن أفهم لماذا يفرض النظام القضائي الإنكليزي على القضاة وضع شَعر أبيض مستعار على رؤوسهم، إني أفهم الآن أنه مهم وضروري..".. تكفلت الأيام والليالي - والحمد لله - بشعر أبيض غير مستعار، وإن كان بعض "الخمسة عشر" ما يزال يدفع "في الشكل" بأن الشيب ظلمه، جراء شيء من "الطبيعة" و "تِيمْشِ"..

على أن منهم من مذهبه مذهب الحماسي الفائت:

لما رأيت الشيب حل بياضه ::بمفرق رأسي قلت للشيب مرحباً

ولو خلت أني كففت تحيتي :: تنكب عني رمت أن يتنكبا

ولكن إذا ما حل كره فسامحت :: به النفس يوماً كان للكره أذهبا..

/..

بعد انتهاء التكوين، عُيِّنْتُ رئيسا لمحكمة مقاطعة مقامه، بولاية گورگل، وقبل توجهي إلى هناك لقيتُ يوما القاضي الفاضل گَوَّادْ ولد أحمد بَنَّانْ رحمة الله عليه، وحين علم مني بمكان التعيين، قال لي:

"سَعْدُ ألَّا حَدْ وَلَّ گدَّگْ وُفَكْتَ شُورْ مَقَامَه"، وكان گوادْ رحمة الله عليه خدم في بداية حياته المهنية في ولاية گورگل، وقد يكون كلامه اللطيف من باب مواساة لشاب وقتها، لم يَرَ قبلُ ما وراء "الَّافِتَة" التي شرق آجوير، شبيه حالٍ بِـ ابن مدينته الشيخ سيد محمد سِيدْنَ يوم قال: كُنتِ مِن قَبْلُ تَخَالِينَ الْبَرَى::قِبَلَ الْغَرْبِ انتَهَتْ عِندَ فُوَيْ..

تصفح أيضا...