الشاعر المصري "علاء جانب" يرثي صديقه الشيخ ولد بلعمش رحمة الله عليه

أحد, 31/12/2017 - 12:30

بصدر مَن أيها الرامي تصوبه؟
ومن بعالمك النائي تغيبه؟!

كم من حبيب بكينا خلف موكبه
فجفت العين كي يخضر موكبُهُ

يسافرون ولا تاتي رسائلهم..
فكل صدر به فقد يعذبه

والقلب في غفلة حتى إذا صرخت...
ثكلى على راحل فالقلب منتبه

يا كم حملنا على أكتافنا "كَرَبا"
ما أثقل النعش والأعمار تركبه!

فكل ميت دفناه نكفنه
ببعض أيامنا والقبر يطلبه

يا مطلع الشمس في شنقيط مرتجلا
إيقاع أيامه لا غيم يحجبه

كيف استدار عليك الوقت فاضطربت
ساعاته فأتى في الظهر مغربه

ويا محمد يا سيف الحقيقة هل
سحبت للموت لحنا كنت تسحبه

يا من أذبت بكأس الشعر صدقك..لا
هادنت زيفا ولا قد كنت ترهبه

حلقت نسرا على جو السماء فما
جعلت صوتك إلا حيث مضربه

فكنت سيفا كبرق الله مُنْصلتًا
وتاه غيرك حيث الطرق تشتبه

وكنت أصرح من قالوا بلا رِيَبٍ
وأعجم الناسُ فيما كنت تعربه

فما رأيتك إلا واضحا ألقا
عف اللسان رضا مولاه مذهبه

شيبت بالعزم عمرا في فتوّته
لكن عزمك لا شيءّ يشيِّبه

الآن نم بأمان الله يا رجلا
كنا على صهوة التاريخ نرقبه

اذبت روحك جمرا في الحروف فما
تركت فينا مراراً حين نكتبه

صُلبت مثل مسيح عند من زعموا..
والشعر يُحرق من يبلو ويصلبه

فكيف..؟ كيف وجدت الموت حين أتى..
وكنت أنت الذي-من قبل-ترعبه؟

وكيف..؟كيف وجدت الله..هل خفقت
لك الملائك..في أفق تُرحِّبه

وهل رأيت رسول الله في الملأ الـ
أعلى..يبشُّ إلى حِبٍّ يقرّبه

إني أراك تزور الآن مجلسنا..
ونحن نكتب ما يُوحَىٰ ونشطبه

أنا وإخوتك العشرون يجمعنا
حزن الفراق..وما زلنا نكذبه

يا صوتنا..بح فينا الصوت وانكسرت
فينا المرايا..على همٍّ نقلبه

فليس موتك إلا مثل شعرك في
سبق الجيمع..ومجهولا تجربه

فنم..عليك سلام الله يا رجلا
مازال مذهبَ أهلِ الحق مذهبُه.

تصفح أيضا...