مرثية الشاعر الكبير محمد الحافظ بن أحمدوُ للمغفور له الشاعر الشيخ بن بلعمش

اثنين, 25/12/2017 - 19:01
على صهوات عبقر

على صهواتِ العبقرية غَلَّسا * إلى مرتقًى من دونه الوهم أبْلَسا

 
و ذرَّ ذرورَ الشمس في كلِّ شارقٍ * و فوق السماكِ الأعزلِ اختار مجْلسا
 
على زَبَدِ التقريبِ من آل أعوج * يُفِجّ الحوامى من عنانيه أَسْلَسا
 
بصيحةِ نفخ الصور أحيا رمائما * بهنَّ ركام النظم كان تَكَلَّسا
 
و دارت بِبِلَّعْمَشْ مداراتُ كوكبٍ * تدورُ به الشهب الكواكِبُ خُنَّسا
مع المتنبي في مَطاريح عزَّةٍ * بركضِ جيادِ الشمس فيها تأنَّسا
على مسلكٍ يكبو به النجمُ حاسرا * تمطَّى به عَبْرَ الفضا شَنِجُ النَّسا
و قد كان عِزْهاةً عن اللهو و الصِّبا * تدلَّهَ بالشُّهْبِ المقانبِ لا النِّسا
و لم يكُ من جنسِ البريَّةِ طينةٍ * و لكن على العِلَّاتِ فيها تَجنَّسا
سيبقى على الأيام ذكرك ماثِلًا * و حاشا العلا ينساك في الناس من نسَى
و نَفَّقْتَ من شعر الشَّنَاقيطِ خُرَّدًا * عواتِقَ أبكارًا و قد كُنَّ عُنَّسَا
سلِ الشامَ لو عن سارقِ النار أنبأتْ * لَفاحَتْ ( نَوَى ) من فاغِمِ المسك أو ( نَسَا )
يُغَبِّرُ في الشعر العموديِّ فاتِحًا * و لم يَكُ بالفَسْلِ الهجينِ تَدَنَّسَا
تهيمُ به حورُ القوافي صبابةً * فَيُبْرِقْنَ بالألحاظِ كَالوحشِ أُنَّسَا
وَدِدْتُ لو أنَّ البدْرَ تَمَّ تَمامُهُ * و أَخرَجَ من تلك الأوابِدِ كُنَّسَا
و نَالَ من العُمرِ المُمَدَّدِ نُسْأةً * بها الأجلُ المحتومُ بالشيخِ بَنَّسَا
أُغالطُ نفسي إِذْ أُكَذِّبُ نَعْيَهُ * و أحسبُ إِبْلِيسًا به كان وَسْوسا
فيا ليتني منه تَمَلَّيْتُ شَرْخَهُ * و أَنَّ القنا الخطِيَّ منهُ تَقَوَّسا
لقد كان برًا بالأخلاءِ رائقا * و قد كان صنديدًا على البغْيِ أَشْوَسا
فأَوْرَثَهُ اللهُ الفراديسَ خَالِدًا * و بَوَّأَهُ مِن مَقْعَدِ الصِّدْقِ مُنفِسَا
يُفَنِّقُ فِي الملكِ الكَبيرِ و نفسهُ * تُجَدِّدُهَا الحورُ الكواعبُ أَنْفُسَا
بِما كان مِعْطَارَ الشَّمائلِ باهِشًا * كرَيْحَانةٍ عنها الصباحُ تَنَفَّسَا
فَكَمْ كَانَ في الأَلوا مباءَةَ طَارقٍ * و كَمْ مُضْلِعٍ من خانِقِ الكَرْبِ نَفَّسا
و في ذمةِ اللهِ انْبِلاجةُ طَارِقٍ * بِهَا كَانَ في أحياءِ عَبْقَرَ أَعْرَسَا
إذا استنزلَ العُصْمَ العواقِلَ في الذُّرَى * بِهَا بصُر الأعمى و أنطق أخْرسا
تفرَّستُ فيه الألمعية يافِعًا * و قد كان فيه الموتُ أَدهَى تَفَرُّسا
فأخلفَ فيه اللهُ أهليهِ واحةً * من الجنَّةِ الفيحاءِ أَطْيَبَ مَغْرَسَا
فَتًى رَاضَ مُعْتَاصَ القوافي كأَنَّه * عَلَيْهْنَّ آلاَفَ السنين تَمَرَّسَا
فأبدله خيرًا من الأهلِ رَبُّنَا * أَهَالِيَّ في جنَّاته و مُعرَّسا
و يَا أَحْسَنَ الصَّبْرِ استضف خيرَ عِترةِ * و أَفْرِغْ عليها من غَلائِلِكَ الكُسى
و يَا رَبِّ ذَاك الظِّلُ لا زال وَارِفًا * وَ ذَاكَ اللِّوا الخَفَّاقُ لا عنه نُكِّسَا
و دامت مَجَرَّاتُ الكواكبِ سَقْفُهُ * إِذا الليلُ في سُدْفِ الدَّيَاجِيرِ عَسْعَسَا
بِجَاهِ رسول الله أزكى صلاته * عليه بها علِّى أُبَارَكُ أو عَسَى

الشاعر/ محمد الحافظ بن أحمدُو

تصفح أيضا...