بين خطبة إمام مسجد الاجابة و خطبة الإمام الجامع ... ـ تدوينة

سبت, 25/11/2017 - 00:28

خطبة علي خطبة
صليت الجمعة اليوم في مسجد الاجابة الواقع بتفرغ زينه في ما يعرف شهرة "بحي الجامعة" و قد شدتني خطبة الامام و سافرت بي بعيدا في سماء أخلاق حبيبنا و قدوتنا واسوتنا محمد صلي الله عليه وسلم و ركنت لقصة الأعرابي الذي تعامل مع سيد البشر بالجفاء فاجابه صلي الله عليهم وسلم بالصفاء كما تلذذت بحلاوة كلام الامام و قبلت ورضيت بمخاطبته لمشاعر الجمهور بأحسن القول و بتركيزه العقلاني علي الخلق الكريم الذي يعتبر في نهاية المطاف غاية الايمان والإحسان و منتهي الفضيلة و اصل الدين الحنيف و مقصده في الذكر الحكيم ..ثم ذبت مع المصلبن في تلاوة تخشع لها القلوب و ينال بسماعها باذن الله المطلوب ..
بعد العودة من الصلاة استمعت الي نقل بواسطة التلفزة الوطنية " المورتانية " لخطبة فضيلة امام الجامع الاكبر و رايت خلفه شخصا أزعجني تصرفه المخالف لقاعدة " من حرك الحصي فقد لغي ومن لغي فلا جمعة له " و سمعت خطبة عادت بي الي قراءة " مقالات الإسلامين و اختلاف المصلين " و هي من القراءات المتعقدة التي تفتح لها الكتب و التي تستدعي الذهاب الي المكتبات و البحث في الامهات ..و لا اعتقد ان جمهور المصلين في الجامع الذين تقلصت صفوفهم حسب ما ظهر منها في الصورة المنقولة كانوا ليستوعبوا خلفياتها التاريخية والكلامية . و بدا لي الكلام عن علم الكلام في خطبة امام الجامع الاكبر مع كامل الاحترام والتقدير الذي اكنه له خارجا عن السياق لأنني اعتقد صراحة و هذه قناعتي ان ما لم يحققه خطباء الاسلام من إقناع الناس بسرد اخلاق الرسول صلي الله عليه وسلم كمثل اعلي للإنسانية لن يتحقق بالخوض في متاهات الخلافات العقائدية و المذهبية و لا بسن القوانين الجنائية .. ولعل الخطبة الاولي منعتني من الركون الي الخطبة الثانية طبقا لمشهور مذهب مالك .. والله اعلم ..

من صفحة السفير عبد القادر ولد أحمدو

تصفح أيضا...