نواكشوط تحتضن ندوة دولية حول التصوف الإسلامي وفلسفة التسامح

جمعة, 10/11/2017 - 18:13

تجري تجري منذ يوم أمس في فندق وصال بالعاصمة نواكشوط فعاليات الندوة العلمية الدولية حول التصوف وفلسفة التسامح المنظمة من طرف مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث بالشراكة مع المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية بحضور معتبر لباحثين من تونس والمغرب وموريتانيا وقد ناقش الباحثون من منظور ديني وفكري كيفية مساهمة التصوف والنزعة الإنسانية في الإسلام في حل الصراعات والنزاعات بين الدول والجماعات حول العالم.

وقد شملت مداخلات اليوم الأول جلستين علميتين: الجلسة الافتتاحية برئاسة برئاسة د.ددود ولد عبد الله وقد قدمت فيها أربعة عروض علمية العرض الأول قدمه الباحث والوزير السابق د.البكاي ولد عبد المالك تحت عنوان : "الأبعاد الفلسفية والأخلاقية للنزعة الإنسانية في التصوف الشنقيطي- دراسة تحليلية لنماذج من مصنفات الإسلام الطرقي" وقد تناول الباحث في بحثه مقومات النزعة الإنسانية الإسلامية بصفة عامة وفي التصوف الشنقيطي بصفة خاصة وتفوقها في جوانب عديدة على النزعة الإنسانية الكلاسيكية في الغرب وقال ولد عبد المالك في مداخلته أنه ليس من حق أي ثقافة ولا أي جنس من الأجناس البشرية احتكار الحق في التحدث باسم التسامح والنزعة الإنسانية في ظل المآسي والحروب التي عرفها العالم في الماضي في الجزائر وفيتنام والعراق وفلسطين ولا يزال يعرفها في الوقت الحاضر في ميانماروغيرهما نتيجة لتسلط الإنسان على الإنسان

 وقد تناول الباحث موضوعه من خلال نموذجين الأول هو كتاب الشيخ سيدي المختار الكنتي : الجرعة الصافية والنفحة الكافية الذي ركز فيه على التأصيل الفلسفي للنزعة الإنسانية وكتاب الشيخ ماء العينين : نعت البدايات وتوصيف النهايات الذي تناول من خلاله البعد الأخلاقي العملي للنزعة الإنسانية.

الورقة العلمية الثانية:قدمها الأستاذ محمد الحافظ ولد محمد الأمين وقد تناولت موضوع : "التصوف الشنقيطي ومنهجه في التسامح والحوار" وقد تناولت الورقة السجال الفكري بين الفقهاء والمتصوفة والمتكلمين في المجال الشنقيطي خلال القرون الأربعة الماضية.

الورقة العلمية الثالثة قدمها الأستاذ الجامعي والفقيه المعروف الدكتور سيد الأمين سيد أحمد بناصر العلوي تحت عنوان:"مفهوم الإصلاح وعلاقته بالتسامح الصوفي :الشيخ ماء العينين والشيخاني نموذجا". وقد أبرز المحاضر مفهوم الإصلاح الفكري في التصوف من خلال إصلاح النفس والجسد اللذين هما أساس لإصلاح الفرد والمجتمع . وقد عرج المحاضر في مداخلته على الدور الذي يلعبه التطرف والتكفير في نشأة العنف مقدما بعض الأمثلة.

الورقة العلمية الرابعة قد قدمها الدكتور محمد عبد الرحمن الدنبجة وهي بعنوان: "روح التسامح في التصوف الإفريقي : تيرنو ساليف ببكر نموذجا" وقد ركز الباحث في مداخلته على أثر التجربة الصوفية الشخصية لـ "حكيم بانجاغارا" في أتباعه وعلاقتهم بالوجود الاستعماري الفرنسي في تلك المرحلة.وقد اعتمد الباحث في دراسته على أعمال المفكر آمامدو هامباتا با وخصوصا في كتابه "حياة وتعاليم تيرنو ببكر".

أما الجلسة العلمية الثانية فقد كانت جلسة مغاربية بامتياز وقد كانت برئاسة الدكتور والوزير السابق البكاي ولد عبد المالك وقد شارك فيها باحثون من تونس والمغرب قدم العرض الأول الدكتور عبد الحق الزموري من تونس حول "الولي والفقيه في إفريقية خلال القرن ال16 من خلال كتب النوازل- كتاب الأجوبة للقاضي عظّوم مثالا" وقد صال المحاضر وجال في موضوع الطرق الصوفية كمؤسسات اجتماعية والمتصوفة كفاعلين اجتماعيين من خلال الخوض في تشكيل الفضاء العمومي.

العرض الثاني قدمه :الدكتور الشيخ التجاني أحمدي من موريتانيا حول "الرؤية المعرفية في العرفان الإسلامي" وقد استعرض فيه المحاضر الدور المزدوج للمعرفة الصوفية في إصلاح الفرد والمجتمع وفي مقاومة العنف.

العرض الثالث قدمه الدكتور أحمد كازي من المغرب حول "التأمل بين الفكر الشرقي والتصوف الإسلامي" وقد أبرز الباحث في هذا الصدد  الدور الكبير الذي تلعبه الحكمة الصوفية بتأملاتها الوجدانية في الحفاظ على الحياة وإظهار جوانبها الإيجابية المتمثلة في العلاقة بين الذات والآخر .

أما العرض الأخير في هذه الجلسة العلمية الثانية فكان من نصيب الدكتور التاه بن محمداً بن الجمّد حول تأصيل ثقافة التسامح في السنة النبوية وقد ذكر الباحث أن السنة النبوية تمثل نظاما دينيا وحياتيا منفتحا يأخذ المسلم إلى أعلى درجات الإنسانية وهو ما يتجلى بالفعل من خلال سيرته صلى الله عليه وسلم.

وقد أشفعت الجلستان بنقاش عملي مستفيض بين المحاضرين وبين جمهور علمي مميز من أهل الاختصاص ومن المتوقع أن تختتم أعمال الندوة العملية الدولية هذا اليوم الجمعة عند الساعة الواحدة زوالا.

 

تصفح أيضا...