وزير التعليم السعودي يثير الجدل بمقال “يشتمُ” فيه الكاتب قينان الغامدي ـ روابط

سبت, 30/09/2017 - 17:37

أشعل وزير التعليم السعودي، أحمد العيسى، السبت، جدلاً واسعاً في المملكة بعد أن وصف كاتبًا ومعلمًا سابقًا بألفاظ “النذالة” و”الخسة”، في مقال رأي نُشر بإحدى الصحف المحلية في ردٍ من الوزير على مقال سابق للكاتب انتقد فيه الوزير وعمل وزارته.

وتحت عنوان “على رسلك أخي قينان” نشرت صحيفة “الحياة” السعودية، مقال الوزير العيسى الذي وجهه إلى الكاتب السعودي المعروف، قينان الغامدي، ليبدأ جدل واسع حول المقال اتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي ساحة له.

وتصدّرت نخب ثقافية ودينية وكتّاب وإعلاميون سعوديون الجدل حول المقال الذي تعرض فيه الطرفان، الوزير العيسى، والكاتب الغامدي، للانتقاد من فريق والدفاع من فريق آخر، في أبرز سجال محلي يشارك فيه مسؤول بمرتبة وزير.

وبدأ الوزير مقاله بالقول: “قرأت بكل ألمٍ ما سطّره قلم الكاتب “قينان الغامدي” في صحيفة الوطن يوم (الثلاثاء) الماضي 6 محرم 1439هـ في مقال تفوح منه رائحة النذالة، والخسة، وأقصى ما تصل إليه النفس البشرية من انحطاط”.

وكان الوزير يردّ على مقال الغامدي الذي عنونه بـ “التعليم لا عزم ولا حزم: وط المناقع وحل”، والتي قال في جزء منه: “معالي الوزير مناكفات التيارات دعها لكتّاب الصحف ورواد مواقع التواصل من مختلف التيارات الوطنية، وانصرف إلى وزارتك، وداوي عللها إن كنت تستطيع وعندك النية والعزم قبل الاستطاعة”.

وفور نشر مقال الوزير العيسى، تحول الجدل حوله إلى صدارة الموضوعات المتفاعلة على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، لاسيما “تويتر” الذي تصدّر فيه الوسم “#العيسي_يهاجم_قينان” الترند السعودي في الموقع الذي يجمع ملايين السعوديين.

وعلّق الأمير والأكاديمي السعودي، الدكتور خالد آل سعود على الجدل الحاصل بالقول: “قرأت ردَّ الوزير معالي د. أحمد العيسى ، وقلتُ في نفسي :  (ليتني لم أقرأه)”.

وكتب المدوّن البارز، الدكتور لويس بن غرم الله:‏ “كان بالإمكان أن يكون رده أكثر  مهنية وموضوعية بتحييد الجانب الشخصي، وأراها سقطة كبيرة لا تغتفر بحجم (وزير للتعليم)”.

وقال الإعلامي والكاتب جمال خاشقجي‏:”رغم أن بيني وبين “قينان” ما صنع الحداد،إلا أن الوزير نزل بخطابه إلى مالا يليق بخطاب أقرانه، وهذه نتيجة تشجيع خطاب شعبوي في إعلامنا”.

وعلّق الصحفي محمد يحيى القحطاني بالقول: “الوزير #العيسى_يهاجم_قينان، بمصطلحات لا ترتقي لفكر وزير تعليم، لكنها تؤكد المستوى الهزيل الذي وصل إليه تعليمنا”.

وغرّد الكاتب جمال برهان قائلاً: “أيًّا كان المقال الذي جاء الرد عليه، لا يفترض من وزير تعليم أن يردّ بكلمات (….)، ولكن يبدو أن خلف السطور أكثر من ذلك”.

وقال المدوّن والكاتب علي السليماني:‏ “وجهان لعملة واحدة يتحدثون بلغة إعلامية يجب أن ترتقي لتصبح نقدًا فكريًا، لا نقدًا انتقاميًا ، الاتزان مطلوب”.

وكان العيسى كتب في مقاله المثير للجدل: “لم تكن اتهامات الكاتب بفقدان العزيمة والحزم في مسيرة عملي في الوزارة، هي التي أثارتني لكتابة هذا المقال القصير، فمثل هذا التقييم لا يهمني كثيراً، إذ إن ما يصلني من ثناء وتقييم إيجابي لعملي حتى الآن، من قيادتنا الحكيمة، ومن المنصفين، الشيء الكثير، وهو يغنيني عن البحث عن تقويم من شخص فشل حتى الآن في مسؤولياته العملية كافة، معلمًا  سابقًا، ثم صحفياً، ورئيس تحرير”.

وأضاف الوزير:”ما أثارني في مقال الكاتب نقطتان، هما، أولاً: محاولة التشكيك في انتمائي الوطني وهويتي الإصلاحية بالقول إنهم «صحويون قدماء، محبون للصحوة، ومستترون»، ويبرهن على ذلك بأن مسرحية «وسطي بلا وسطية»، التي عُرضت إبّان عملي في كلية اليمامة، والتي أفتخر بكتابة نصها، لم تكن أصلاً سوى «رشوة للتيار التنويري من الصحوي»، هكذا”.

وقال: “النقطة الأخرى، التي أثارتني في مقال الكاتب قينان الغامدي، هي دعوته لي لترك مناكفات التيارات لكتّاب الصحف ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأن أنصرف إلى وزارتي لأداوي عللها، وأنا أتساءل عن أي ظلم يقترفه الكاتب هنا؟”.

وأكثر ما أغضب المعلقين على مقال الوزير العيسي قوله “فلا تزايد علينا بليبرالية مزعومة، وأنت (تعسكر) في مقاهي الشيشة، و(تتبطح) أمام شاشات التلفاز”.

المصدر

تصفح أيضا...