نحن و الرئيس / الشيخ سيدي محمد ولد معي _ المدير المساعد لوكالة الانباء الرسمية

خميس, 09/04/2020 - 07:38

من حين لآخر تباغتنا بعض الأقلام  بكلام لا يمكن تصنيفه بأي حال من الأحوال في خانة النقد البناء ولا حتى الكلام المفيد ، خاصة في هذا الظرف   الدقيق الذي نحن  بحاجة فيه  لصوت العقل ومنطق الحكماء وذوي الفكر الإيجابي. 

من يتصور مثلا أن عقلا سليما يمكن أن  يأخذ على رئيس الجمهورية والحكومة عموما تراجعها عن بعض القرارات وهي التي لها سلطة التقدير في تنفيذ  القرار ولها نفس السلطة في التراجع عنه...
يبدو أن البعض منا لم  يتخلص بعدُ من ذهنية القيادة المتحجرة  والتي جربتها موريتانيا سنينا وسنونا و آلت بها إلى دولة فاشلة...
ويبدو كذاك  أن بعضنا  لم يفهم بعدُ الكثير من الأمور الخاصة بالعقل السياسي الذي يقود هذا البلد،نحتاج صحوة تجعلنا نفهم أن #رئيسنا_من_أنفسنا، إنه ليس جسما غريبا على هذا الشعب،إنه من #كينونة هذا الشعب المعرفية و الأخلاقية والنفسية والاجتماعية والتاريخية،لذا فهو #يُسَيِّر_جزءا منه ،إنه كذلك  ليس صخرة صماء، خارج الزمان والمكان ،إنه يقود دولة في ظرفية مليئة بالمخاطر ويستخلص العِبَرَ يوميا من تسيير قادة العالم ...

#سلطة_الوحي

كيف لمثل هذا العقل السياسي الراشد والناضج إلا أن يتفاعل مع الرأي العام ،مع شعبه، إنها قمة القوة،وقمة الشخصية المستقيمة الكاملة والمتكاملة التي لاعقدة لها من الخطأ  فهي تصححه باستمرار ،وتراجع الأمور وتقلبها وتقيمها وتقومها، لقد تجاوزنا الغربيون بأشواط لأن عقولهم مجبولة على تصحيح أخطائها باستمرار...

دعونا لحظة نعود لفنون القيادة إلى:
 #قمة_القيادة_أسوتنا_الحسنة_مثلنا_الأعلى رسول الله صلى عليه وسلم...
أدعوكم في البداية إلى التأمل والتدبر في معنى هذه الآيات  التي حسب ابن عباس وأبي بن كعب  آيات  وداع الوحي للأرض:

 ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) 

تأملوا جيدا في صفات أفضل الخلق مطلقا وهاهو القرآن يقدمها لنا تباعا هل تعلمون أن ثمة قراءة تقول(لقد جاءكم رسول من أنْفَسِكم) (بفتح الفاء)
تأملوا كذلك في مسلكيات  الصادق المصدوق،وفي مواقفه،ألم يعد يوم بدر إلى رأي الحباب بن المنذر بعد أن أخذ قرارا وهو من هو ...!!!
 هذه كلها دروس وعِبَرًُ لنا،فرسول الله مدرسة في كل شيء ومنها  فنون القيادة ...
ألم يخاطبه المولى من فوق سبع سماوات قائلا:

(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )

#سلطة_العقل

ليس من باب التباهي إذا قلت أنني قرأت كتاب أرسطو الأخلاق والسياسة،وكتاب الأمير لميكافيل ،كما كانت أطروحتي حول أول كتاب ألف على هذه الأرض وهو #كتاب الإشارة في تدبير الإمارة للإمام  الحضرمي ،وهو بالمناسبة كتاب ينظر صاحبة لأول دولة عرفتها هذه الأرض،وهي #دولة_المرابطين ....قرأت الكثير من أمهات الفكر السياسي وهي تجمع كلها على اختلافاتها واختلافات مرجعياتها وأزمنتها على خصائص القائد الممتاز والتي منها الحصافة والفطنة والوقوف بنفسه على أحوال الناس والتفاعل مع مشاكل العامة،#والتحذير_من_انماط_معينة_من_البطانة. 

#ختاما  هذه خلاصات من نصائح ميكافيلي الأمير:

( على الامير ان يتصرف كحاكم ليعرف طبيعة شعبه وان يكون كأحد الرعية ليعرف الحقائق المتعلقة بالامراء.
• الامير الذي يحبه شعبُه ، والذي لا توجد له رذائل مفضوحة امام الناس ، سيتمسك به الشعب ويدافع عن وجوده على كرسي الحكم ولا يرضى ان يتخلص منه.
• الشعب الذي يختار حاكمه سيدعمه املا انه سيخدمه بالسلطة التي سيملكها ويرفع مستواه ويحكم بالعدل وبالمساواة، هذا الشعب نفسه سيكون في طليعة المتقدمين لخلعه من منصبه اذا ما اكتشف انه انخدع بآمال لم تتحقق، وتخلى هذا الحاكم عن وعوده في خدمة الشعب وكرس جهوده في تعزيز سلطته وتقريب اعوانه واقرباءه في الاستيلاء على المناصب المهمة متناسيا الكفاءات الفاعلة من ابناء الشعب في استلام المسؤوليات لخدمة المواطنين .)

والسلام على من اتبع الهدى...

تصفح أيضا...