إيران.. كورونا يضع عيد النوروز في الحجر الصحي

جمعة, 20/03/2020 - 13:05

لم يتوقع الإيرانيون يوما استقبال عيد النوروز -الذي يحتفلون فيه بقدوم فصل الربيع- في هدوء لم يعتادوه في أعيادهم، حيث سارت الاحتفالات على نحو خجول أقرب إلى العدم، فلا زحمة في الشوارع ولا مظاهر فرح تعلو الوجوه.

وفي ظل انتشار فيروس كورونا المستجد وفرض الحجر الصحي المنزلي على المواطنين، ألغت إيران ومختلف القوميات كالأفغان والطاجيك والآذريين والأكراد الاحتفالات بحلول رأس السنة الجديدة وفق التقويم الهجري الشمسي، وهو الموعد السنوي لإجازة المدارس والمؤسسات ورحلات المواطنين.
 

احتفال عن بُعد
يقول مجيد البالغ من العمر 45 سنة في حديثه للجزيرة نت "لأول مرة لا أحتفل مع أهلي في لحظة انتقال السنة، ونتواصل أنا وزوجتي مع أهالينا عبر تطبيقات إلكترونية فلا يمكننا زيارتهم بسبب المخاوف الصحية، وكذلك بسبب منع الشرطة من دخول السيارات التي تختلف أرقامها عن أرقام سيارات مدن المقصد".

وأضاف مجيد، بكت زوجتي ليلة أمس بسبب شعورها بالوحدة وبُعدها عن الأهل وعدم إمكانية خروجها من المنزل، في حين تصوم جدتي وترجو من الله أن تنتهي هذه المحنة ويختفي المرض، لتعود الحياة إلى رونقها وطبيعتها.
 

تقاليد النوروز
جرت العادة ضمن تقاليد عيد النوروز القديمة بتنظيف البيوت وتغيير المستلزمات المنزلية بحسب الحاجة، وكذلك شراء الملابس والذهاب إلى الحلاق وتزيين مائدة العيد بالقرآن والشموع والمرآة والورود والمكسرات والحلويات، وكذلك الأسماك الصغيرة ذات اللون الأحمر.

أما الجانب الجوهري من العيد فيكمن في زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء، وكذلك في الرحلات السياحية، حيث سافر في العام الماضي حوالي 20 مليون مواطن في الداخل الإيراني خلال إجازة عيد النوروز، التي تمتد لأسبوعين، بحسب رئيس منظمة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة علي أصغر مونسان.

لكن خاب ظن الكثير من المواطنين في الاحتفال برأس هذه السنة، إلى جانب تضرر الكثير من أصحاب المحال التجارية مثل مكاتب السفريات والفنادق والمطاعم والملابس والحلويات والمستلزمات المنزلية.
 

نواب البرلمان
وفي محاولة لتجاوز هذه الأعباء، اقترح بعض نواب البرلمان الإيراني ضم أيام عطلة النوروز إلى أيام أخرى في السنة مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني يتردد في إمكانية تطبيق هذا المقترح.

في المقابل، دعا بعض المسؤولين إلى تغيير النظرة إلى الإجازات السنوية وتحويلها من نقمة إلى نعمة عبر استثمارها واعتبارها فرصة للحد من انتشار هذا الفيروس ضمن بقاء المواطنين في منازلهم. 

من جانب آخر، نشر مواطنون عبر تغريداتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وسما بعنوان #عيد_ما_بعد_از_شكست_كرونا أي "عيدنا بعد هزيمة كورونا"، لتأجيل احتفالات العيد والسفر بعد مكافحة الوباء، وتشجيع الآخرين على البقاء في المنازل.
 

سنة صعبة
تقول أستاذة مرادي، موظفة في إحدى البنوك الحكومية للجزيرة نت، لقد بدأنا السنة الجديدة في نوروز الماضي بخبر السيول والزلزال والحصار والتضخم والاحتجاجات وقطع الإنترنت، ونختمها بخبر اغتيال الجنرال سليماني والتوتر مع الولايات المتحدة الأميركية وسقوط الطائرة الأوكرانية وانتشار فيروس كورونا في البلد.

وأضافت مرادي للجزيرة نت "لقد مرت على الإيرانيين سنة صعبة، انخفض فيها دخل الكثير من العائلات في ظل هذه التوترات وتوالي الأزمات، وأتمنى بألا تتكرر مثل هذه الأمور في السنة الجديدة، ونحن كمواطنين لا نريد إلا الخير والأمان لجميع البشر، عسى أن تحمل لنا السنة الجديدة البركة والرحمة".

دعاء النوروز
تبدأ رأس السنة الجديدة وعيد النوروز لهذا العام في إيران في الساعة السابعة و19 دقيقة و37 ثانية من صباح اليوم الجمعة 20 مارس/آذار، ضمن اجتماع عائلي حول مائدة "هفت سين" يقرأ فيه الجميع هذا الدعاء الخاص بهذه المناسبة باللغة العربية، راجين المولى عز وجل تفريج همومهم وتغيير أحوالهم في السنة الجديدة:

يا مُقلبَ القلوبِ والأبصار/ يا مُدبرَ الليلِ والنَهار

يا مُحولَ الحولِ والأحوال/ حَوّل حالَنا إلى أحسنِ الحال. 

المصدر : الجزيرة

تصفح أيضا...