سلطان : نعيش بداية مرحلة تاريخية فاصلة

اثنين, 02/03/2020 - 09:09

نص خطاب رئيس حزب الاتحاد من اجل الجمهورية المهندس سيدي محمد ولد الطالب اعمر الملقب سلطان خلال اطلاقه حملة مخرجات المؤتمر الثاني لل UPR

بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله عليه و سلم 

-الإخوة أعضاء المكتب التنفيذي

- الإخوة أعضاء المجلس الوطني

-إخوتي أخواتي مناضلي  الحزب

-أيها السادة والسيدات

إن حزبنا العتيد الاتحاد من اجل الجمهورية الفخور والمعتز بكم مناضلين وأعضاء في الهيئات القيادية والقاعدية، هو اليوم جاهز ومؤهل أكثر من أي وقت مضى للقيام بما يلزم خدمة للوطن والمواطن.

لقد تمكن حزبنا في مؤتمره الثاني 28-29 دجمبر 2019 من توضيح الرؤية وتصحيح المسار واقتلاع جذور أزمة داخلية ليس لها من داع، فأثبت الحزب جدارته بثقتكم أيها المناضلون الأعزاء وثقة النخب المعبأة والملتزمة داخل صفوفه  وكذلك منتخبيه محليا وجهويا ووطنيا، بفضل هذا التلاحم  الرائع وبدعم وحماس والتزام شباب الحزب ونسائه، وثراء وخصوبة أفكار وتحليلات أطره تبلور خط سياسي بمقاربات ونهج جديد استقطب كل الخيرين من النشطاء في الساحة السياسية.

وكان الارتباط الوثيق بين البرنامج السياسي والانتخابي لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مع رؤية الحزب الجديدة حافزا ومحركا قويا للديناميكية الداخلية للحزب، وعامل جذب واستقطاب لقوى سياسية وطنية معتبرة ولشخصيات هامة بحكم التجربة الميدانية والوزن السياسي.

فحزبنا اليوم ببرنامجه وهيئاته يكاد يكون نموذجا لإجماع وطني غير مسبوق وهو بالتأكيد من التجليات الرائعة للوحدة الوطنية القائمة على المشترك الواسع والكثيف، والرافضة للأكاذيب والحقد والمغالطات، ومن هنا أؤكد لكم أيها المناضلون الوطنيون الشرفاء أن وحدة شعبنا واستقلال بلادنا وحوزتها الترابية مصانة ومؤمنة.

وأن أعداء الوطن المنحرفين سيعلنون قريبا إفلاسهم ويتوارون عن الأنظار خجلين في أنفسهم وضمائرهم، فالكراهية والعنصرية والتطرف والإلحاد والشذوذ الذي أبى البعض إلا أن يشحذه سبيلا لأغراض غير شريفة، تجارة بائرة عجزت الشرذمة التي تتجرعها عن تسويقها داخليا فلجأت إلى سوق إبرام الصفقات والمآمرات الدنيئة.

لقد تمكن بعض تجار الفتن ومروجيها عبر العالم من تفكيك دول وشعوب وتفجير صراعات وحروب في أقاليم شتى من العالم، ولربما تكون بعض أيادي هؤلاء التقت بجيوب أولئك على بساط الاستهداف والتآمر والخيانة.

ولكنهم نسوا أو تناسوا جميعا أن البلد المستهدف هذه المرة عصي على مثل هذه الأساليب، رغم خطورتها البالغة، فموريتانيا الراهنة المنبثقة من صلب دولة "المرابطون"، ومن مدن تاريخية عريقة مفعمة بالحضارة ونشر السلم والتسامح، ظلت دوما موحدة متماسكة حول مثل وقيم روحية وثقافية راسخة وخالدة، وهي اليوم دولة مؤسسات تصون الحقوق وتشجع المشاركة الشعبية الواسعة في تدبير الشأن وتحارب الفوارق الاجتماعية، ولا يعي البعض أن استغلال المنظومة الديمقراطية ومناخ الحريات لإثارة الفتن وتشويه الواقع والتاريخ ليس بضار سوى أصحاب الوزر, وخاصة في ظل دولة قانون لا يماثل حرصها على الحرية والديمقراطية سوى صرامتها في وجه أعداء الأمة.

إن قافلة الإصلاح والأمل والتنمية والنهوض بدأت بالفعل مع البدء في تنفيذ برنامج "تعهداتي" بإشراف من فخامة رئيس الجمهورية نفسه، وكذلك انطلق معها على بركة الله برنامج الحزب المرافق لمسيرة السيد الرئيس والهادف إلى تعميم توجهات الحزب وخياراته وقراراته والاتصال بالقواعد والهيئات الحزبية.

نحن مصممون على الاستماع إليكم والتشاور معكم داخل الوحدات القاعدية والفروع والأقسام والاتحاديات، لإطلاعكم على النتائج الهامة لأشغال المؤتمر الثاني العادي للحزب، والتي لن تكتمل ما لم يتم استعراضها وتحليلها، وتقويمها معكم ومن طرفكم جميعا، ومن اجل ذلك ستنطلق بعثات الحزب إلى مختلف الولايات بغية الإصغاء إلى آرائكم بدقة وأمانة.

إننا نسعى أيضا من خلال ذلك إلى رصد الأوضاع العامة للسكان في جميع أنحاء البلاد وتحديد المشكلات الرئيسية لكافة المناطق والتجمعات السكانية بهدف الدفع بالسلطات إلى التحسين من ظروف الحياة اليومية للمواطن، حيث يتنزل البرنامج الشامل لتوزيع الأعلاف الذي ستنفذه الحكومة قريبا على كافة التراب الوطني، في إطار الشروع المتسارع لتطبيق برنامج تعهداتي.

إن تراكم التأثيرات المختلفة لضعف الإدارة وندرة الموارد وسوء الحكامة أدى إلى تردي الظروف المعيشية وتدني مستوى الخدمات العامة وزيادة الفوارق، ولم ينعكس التحسن النسبي في المؤشرات الماكرو اقتصادية بفعل الطفرة في العائدات خلال السنوات الأخيرة على الحياة اليومية للمواطن العادي وللأسف.

ولما كنا في حزب الاتحاد من اجل الجمهورية نركز اهتمامنا على المواطن وهمومه  اليومية في الصحة والتعليم والماء، والكهرباء، والطاقة المنزلية، وأسعار المواد الاستهلاكية، والتشغيل، ومستوى الأجور، والتأمين، والأمن، فإننا نعتقد أن مفعول السياسات التنموية الماضية لم يحظ بالمستوى المطلوب من العناية، وأن الحكامة الاقتصادية ظلت تحتاج إصلاحات هامة مرفوقة بإصلاح إداري شامل وواع.

إن الأمل معقود على الآفاق الواسعة لبرنامج "تعهداتي" حتى يتسنى بروز طبقة متوسطة تتسع باستمرار، وتقليص دائرة الفقر والقضاء على الغبن والإقصاء، وتحقيق المساواة، وبناء دولة العدل والحق والقانون، ومعالجة الاختلالات البنيوية في المجتمع، وتلك التي رافقت الدولة الناشئة في النظم والمؤسسات.

إنها بحق مسيرة وطنية جامعة انطلقت في مثل هذا اليوم 1 مارس من السنة الماضية 2019.

لقد كان خطاب فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لإعلان الترشح نداء وطنيا غير مسبوق خاطب العقل والضمير والوجدان، فتداعت قوى الشعب ونخبه إلى الالتحام خلفه، فتجددت الآمال وتحققت المصالحة وتبلورت ملامح التجديد، ونضجت الرؤية وتبددت الشكوك وانزاح القلق، واستشعر المواطن أفقا من التحولات العميقة المستندة إلى تحليل موضوعي للتاريخ، وإلى مقاربة جديدة للسلطة والحكامة تتسم بالقدرة على الاستماع للآخر، وعلى التشارك والوسطية والاعتدال والثقة والقيم المعززة والمحصنة بوحدة وطنية راسخة الجذور غذتها روح الانفتاح والتشاور مع أطراف الطيف السياسي المختلفة.

ومن دواعي الارتياح الكبير سرعة الانتقال من القول إلى الفعل مع البدء في تنفيذ ورشات برنامج "تعهداتي".

إخوتي المناضلون أخواتي المناضلات..

نحن نعيش بداية مرحلة تاريخية فاصلة، هي بداية ونهاية في الوقت ذاته، بداية لعهد جديد من العدل والإنصاف والتنمية والرفاه والقوة والمناعة، عهد جديد من تحقيق الذات والهوية وتوطيد الوحدة الوطنية وصيانة الشرف واستلهام دروس تاريخنا المجيد، ونهاية كل ما سوى ذلك من ظلم وغبن وتهميش وإقصاء وفرقة وذل وهوان وفقر وهشاشة وفساد وانحراف وتزوير.

إن موريتانيا المتصالحة مع نفسها والتي تحتفظ بكل ما هو مفيد وبناء من ماضيها القريب والبعيد، لترفض بقوة وصرامة الجوانب المظلمة والهدامة من ذلك الماضي، وهي موريتاني التي ندعوكم جميعا إلى الانخراط الحي في المسار الوطني التاريخي لمواصلة تشييدها قوية متقدمة، لاسترجاع دورها وإشعاعها العلمي والثقافي حتى تعبر بأمان إلى غد مشرق يفتخر به أجيالها.

وعلى بركة الله أعلن انطلاقة البعثات الحزبية للتحسيس حول مخرجات المؤتمر وبرنامج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني إلى كافة ولاياتنا الداخلية.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الرئيس المهندس : سيدي محمد الطالب أعمر

تصفح أيضا...