نوبة قلق أم هلع؟ أعراض متشابهة لاضطرابات نفسية مختلفة

خميس, 13/02/2020 - 14:37

"أنا مصاب بنوبة هلع"، هل ترددت الجملة على أذنك من قبل؟ هل قابلت أحد المصابين بنوبات الهلع Panic Attack، أو صادف أن جالست أحدهم أثناء مروره بتلك النوبة، لابد أن صادفت شخصا على الأقل من 11% من البالغين الذين يصابون بها كل عام، بحسب تقديرات منظمات الصحة النفسية، على الأغلب، من صادفته مصابا بنوبة الهلع قد يكون امرأة، إذ إن معدلات إصابة النساء بها تفوق الرجال بضعفين.

لكنك ربما لا تعرف أنك قد صادفت شخصا يعاني من نوبة قلق Anxiety Attack، أو قد صادفتك أنت شخصيا ولم تعرف، لارتباطها الشديد بمتاعب جسدية حقيقية ناجمة عنها، وليس العكس، هنا ستعرف الفرق بين نوبة الهلع ونوبة القلق، وأعراضهما وكيف تنجو بنفسك وبمن حولك من أن تكون رقما إضافيا في النسبة التي ترتفع كل عام.

بحسب التقرير الوارد للنشرة الطبية الأميركية، فإن نوبة الهلع غير مرتبطة بأسباب مسبقة، وتنتاب صاحبها على حين غرة، فلا علاقة لها بمرض نفسي سوى اضطراب الهلع، بينما ترتبط نوبات القلق دائما بمحفز، كالأمراض النفسية، إذ تصبح نوبة القلق عرضا لمرض آخر، مثل الوسواس القهري والصدمات.

رعب قديم يتجدد
للأشياء القبيحة خصوصية أكثر من نظيرتها الجميلة، هكذا الحال مع تلك النوبات، وحدها الذكريات السيئة تترك أثرها، منزوية في ذاكرة أجسادنا، وفي كل مرة تظهر فيها من العدم، يصيبنا الهلع، ويصاحبه العديد من الأعراض، مثل وخزات في الصدر، ودقات قلب متسارعة، وهبات ساخنة أو الشعور بالبرودة القاتلة، وغثيان، وتنميل في الأطراف، وضيق في التنفس، وألم في المعدة، وتعرق شديد.

نوبات الهلع ترتبط غالبا بالاكتئاب، فلا يوجد مريض اكتئاب لم يمر بنوبة هلع، عشرة دقائق أو أكثر قليلا، إذا لم يكن قد عرف تشخيصه بعد، فقد يبحث في كل مرة عن سبب ما يحدث له، كخشية أن يكون مصابا بأحد أمراض بالقلب، أو آلام بالمعدة، بعد أن يتأكد الطبيب من خلو المريض من تلك الأمراض، يصبح هنا دور الطبيب النفسي واضحا ومحددا، لكي يعرف المصاب لماذا تفاجئه نوبات الهلع.

علاج نوبات الهلع
يتلخص علاج نوبات الهلع في نوعين، علاج دوائي يعتمد على مضادات الاكتئاب ومضادات القلق، وعلاج نفسي، ومنه العلاج بالمواجهة الذي يقلل الشعور بالخوف، من خلال تعرض المصاب في خياله تدريجيا للحدث الذي تسبب في شعوره بحالة الهلع لأول مرة، وربما يحدث هذا في الواقع، ويتكرر العلاج، حتى يعتاد المصاب بنوبة الهلع على الموقف، فتقل نسبة تعرضه لنوبات الهلع تماما.

ويساعد العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج النفسي الداعم، في تجنب المواقف التي تسبب نوبات الهلع، والانتباه للمخاوف غير الحقيقية، وكيفية علاجها من خلال التنفس البطيء أو تقنيات الاسترخاء الأخرى.

نوبات القلق
بعكس نوبات الهلع، التي لابد لها من سبب محدد سابق، فإن نوبات القلق هي جزء من التفاصيل اليومية للمصاب بها، فهو لا يكاد يعرف ماهية السبب الذي أدى إليها، فربما يكون قلق من مرض، أو رهاب اجتماعي، أو قلق من انعزال أو تعرض لخطر، وربما تحدث نوبة القلق قبل حدث مهم في حياتك، وربما بلا سبب واضح. 

هجمات القلق غير معرفة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، ومع ذلك فإن الدليل عرف القلق بأنه سمة من سمات عدد من الاضطرابات النفسية الشائعة، وتشمل أعراضه الإجهاد، والاضطراب والخوف، والتعرق، وزيادة ضربات القلب، الشعور بالإعياء والدوار، القشعريرة أو الهبات الساخنة، ألم في الصدر، وهي الأعراض المتشابهة مع نوبات الهلع، لذا يختلط الأمر على البعض في اكتشافها.
 

فروق يمكن اكتشافها دون طبيب
رغم التشابهات بين نوبات القلق والهلع، فإن هناك فروقا واضحة بينهما، لكنها رغم وضوحها، تحتاج لطبيب نفسي لكشفها.

يمكن القول إن نوبة القلق مرتبطة بحدث مرهق وخطير، أما نوبة الهلع لا تكون بسبب ضغوطات خارجية، لكن غالبا تنبع من الداخل وترجع عادة للاكتئاب.

للقلق درجات، شديدة ومتوسطة وخفيفة، وهو يحدث في الجزء الخلفي من المخ المسؤول عن القيام بالنشاطات اليومية، أما نوبات الهلع فتنطوي على أعراض مزعجة وشديدة.

ومن الملاحظ أيضا نوبة الهلع تحدث فجأة وبشدة، أما نوبة القلق فأعراضها الجسدية تحدث تدريجيا.

المصدر : مواقع إلكترونية

تصفح أيضا...