ولد عمير يكتب عن حصيلة السنة المنصرمة واستشراف العام الجديد

جمعة, 03/01/2020 - 11:52

نستسلم مرة أخرى لمظهر من مظاهر العولمة المهيمنة لنزف تمنياتنا الخالصة إلى بعضنا البعض...
مع بداية سنة 2020 يجب علينا أن ننظر إلى الأمام لنطوي صفحة سنة كانت مليئة بالأحداث المفصلية التي دونت في التاريخ.. منها على الخصوص الإنتخابات التي مكنت من تداول سلمي للسلطة هو الأول من نوعه بين رئيسين منتخبين و ما نتج عن ذلك من فتح أبواب الأمل أمام البلد و المجتمع.

لقد شهدت الأشهر الأخيرة من 2019 البدء في حكامة جديدة تطبعها الرزانة و التعاطي الإيجابي مع الأحداث و الإشكالات التي تواجه البلد ككل. و كان محركها و عنوانها البارز هو الإنصاف.

وفي أواخر 2019 و كاطلاقة للمأمورية الجديدة شهدت البلاد تحولا كبيرا في التعاطي مع الشأن العام كانت ثمرته "تطبيع العلاقات" بين الفرقاء السياسيين و البدء في أخلقة العمل السياسي وتطهيره من الشبهات التي جعلته موضعا للشكوك الأمر الذى فتح الأبواب أمام التيارات الشعبوية الخطيرة بالنسبة لمجتمع يأمل في ترسيخ الديمقراطية.

كما كان انطلاق السنة الدراسية عنوانا لرسم ملامح الإصلاح الذي يراد منه إرساء مدرسة جمهورية قادرة على تكوين أجيال جديدة قوية و محصنة باستطاعتها التعاطي مع عالم مضطرب و غير مستقر البقاء فيه مرهون باستيعابه العقلاني و بسرعة التكيف.

وزيادة على ذلك شهدت أواخر السنة قفزة نوعية فى مجال ارساء دعائم دولة متصالحة مع مواطنيها وذلك باستحداث مندوبية مهمتها تحقيق تكافل اجتماعي يضمن قسطا وافرا من الإنصاف و لذلك سميت "تآزر"..

ولم تكن الصحة كانت هي الأخرى بمنأى حيث كانت عنوانا من العناوين الكبرى لانطلاق قطار المأمورية المحمل بالإصلاحات الجوهربة. لقد عرفت الأشهر الأخيرة من 2019 شن حرب ضروس على الأدوية المزورة ضمن حملة وطنية تستجيب لمطلب شعبي قديم.

...2020 تطل علينا و كلنا يتطلع إلى المزيد من الآمال ..

أمل ترسيخ التعاطي السياسي الحضري والفعل الديمقراطي الحقيقي، الذي يأخذ فى الحسبان كل وجهات النظر و يفتح ذراعيه لكل الفرقاء. ومن شأن تطبيع العمل السياسي أن يدفع إلى "التمهين" و يجعل المجتمع أكثر إهتماما بالإنتاج، كما أنه سيحد من التجاذبات التي أصبحت تهدد تماسك النسيج الإجتماعي.

أمل متابعة و تكثيف الإصلاحات حتى تحدث القطيعة مع المسار القديم وتقويم اعوجاجه ليصبح أكثر تجاوبا مع حاجيات المواطن البسيط في تحقيق عيش سليم و كريم.

أمل إحياء بعض الفضائل و القيم  و الأخلاق الإنسانية التي ورثناها منذ قرون و التي جعلتنا فخورين بانتمائنا الحضاري العربي الإفريقي الإسلامي.
أمل غرس القيم الفضيلة التى تعيد الإعتبار للحقيقة في روايتنا للأخبار، للإنصاف في تعاملنا البيني، للعدالة في أحكامنا، للنزاهة في تسييرنا، للرزانة و التأني في أفكارنا..

و كل عام و أنتم بخير  

تصفح أيضا...