الشيخ عبد الله بن بيه شيخ السلم ورائد  السلام /أحمد النحوي

سبت, 14/12/2019 - 17:22

 
إن الكتابة عن سماحة معالي  الشيخ عبد الله بن بيه توفر لصاحبها فرصة لسياحة ماتعة مانعة في مآثر ومناقب  رجل وصفه أحد العارفين به بأنه رجل قرآني في سمته وفي أخلاقه المحمدية التى  فتح بها قلوب الملايين حول العالم .

تعود بنا ذاكرة التاريخ الموريتاتي الجامع إلى عقود  خلت حيث يذكر الرئيس المؤسس المختار ولد داداه ،رحمه الله ،  في مذكراته"موريتانيا على درب التحديات  " ما مقتضاه "إنه كان مهموما بإيجاد أطر  ناطقة بالعربية  لتتحمل معه بناء دولة لا زالت في المهد،فوجد ضالته في شاب متوقد الذكاء محظري التكوين عربي الثقافة لفت انتابهه أثناء زيارته لإحدى المدارس في جولة داخلية، فلم يكن ذلك الفتى  سوى  الشيخ عبد الله  بن بيه ". عين الرئيس المختار رحمه الله الشيخ عبد الله بن بيه في عدة وزارات ومناصب فكان أداء الشيخ فيها دوما استثنائيا متقنا ،كان رجل دولة متعففا عن المال  العام ساعيا لخدمة بلاده ..
نيقول عنه الشيخ محمد الحافظ النحوي (وزير الإعلام 1977 وعمره أنذاك 24 سنة) أنه كان أول من أخبره باختياره لحقيبة وزارة الاعلام حيث كان الشيخ عبد الله بن بيه وزير دولة مشرفا على عدة وزارات   منها الإعلام فقال عنه الشيخ النحوي أنه كان  يتسم  "بانضباط  منقطع النظير ،وبعفة عن المال العام ،وبقدرة كبيرة على احتواء الجميع رغم اختلاف المشارب والغايات مع علم موسوعي  وتواضع جم   "
ترى  هل دار  في ذهن الرئيس المختار رحمه الله وهو الذي كان يختار رجاله بعناية وبحصافة  أن ذلك الفتى المتوقد ذكاء وعلما سيتحول في غضون عقود إلى رمز عالمي للسلم والسلام ينافح عن قيم  الإسلام  الصحيحة ؟
بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المختار ولد داداه رحمه الله وحكومته ، اهتم  الشيخ عبد الله بن بيه بفضاء آخر ليس غريبا عليها  هو فضاء العلم والتجديد ،فضاء  يتجاوز حدود البلد فكانت كتبه وأفكاره ودراساته ودروسه خير ملهم ومعلم لآلااف الشباب حول العالم وذلك بفكره المقاصدي وبرؤيته الثاقبة التي تجاوزت نظرة الفقيه التقليدي وبجمعه بين علم شرعي أصيل وبين ثقافة معاصرة متجذرة مدعمة بأدوات وبلغات العصر ،فوجدت المجتمعات المسلمة في أوروبا غايتها ونهلت من معين علمه. 
بهذا كله وقبل  هذا وبعده بهمته العالية وبأخلاقه المحمدية كان معالي الشيخ بن بيه  محط اهتمام وتكريم وتقدير من معظم  زعماء  العالم وصنف ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرا في العام ...
قبل سنوات  أطلق معالي الشيخ دعوته الشهيرة وجملته الأشهر والتي لخصت منهاجه في دعوته الكبرى للسلم فكانت من  جوامع كلم العلماء ،حيث يقول الشيخ   "لنعلن الحرب على الحرب لتكون النتيجة سلما على سلم  "
وبهذه الجملة استشهد رئيس أكبر دولة في العالم في محفل دولي ليكون الشيخ عبد الله بن بيه أول عالم مسلم يستشهد بعلمه رئيس أمريكي في محفل دولي...
 
انشأ معالي الشيخ رفقة  دعاة سلم آخرين وبرعاية كريمة من قيادة دولة الامارات العربية المتحدة منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ،ليكون منصة لنشر قيم السلام ولتفكيك الخطاب المتطرف ولدعوة أولي بقية من دعاة العلم والفكر والسلام من الديانات  الأخرى إلىى ميثاق عالمي لوقف حمامات الدم في العالم  .. 
فكان إعلان مراكش لحقوق الأقليات الدينية في  العالم  الإسلامي أولى ثمارات هذا المنتدى المبارك ،و قد حرص معالي الشيخ على أن يكون الإعلان مؤصلا ومبنيا على وثيقة المدينة المنورة التي كانت أول دستور يراعي قيم المواطنة في العالم ...
جاءت قوافل السلام   التي قادتها ثلة من "أولي بقية من أهل الفكر والسلام "كما يطلق عليهم الشيخ عبد الله بن بيه في تعبير دقيق ثمرة أخرى من ثمار المنتدى وقد  قاد هذه  القوافل  قادة دينيون مسلمون ومسيحييون ويهود ..
كان حلف الفضول الجديد آخر هذه الثمار المباركة هذا الحلف الذي يستمد أصوله من حلف دار عبد الله بن جدعان والذي قال عنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ما معناه  أنه لو دعي  له في الإسلام لأجاب. 
على حلف الفضول الجديد وقع أكثز من 500 من القيادات الدينية المؤثرة في العالم من الديانات المتتسبة للعائلة الإبراهيمية..
حلف الفضول الجديذ هو حلف لدعاة السلام والسلم حلف لوقف الحروب ولوقف نزيف الدم ولدعوة إنسانية جامعة تحترم لكل دين خصوصيته وتفشي لغة التسامح في عاصمة التسامح وفي عام التسامح تحت رعاية كريمة من قيادة دولة الامارات العربية المتحدة ...
كانت تلكم عناوين محدودة من مآثر الإمام المجدد الشيخ عبد الله بن بيه وسأختم بمقولتين أجدهما يلخصان الكثير من المعاني أولاهما حين قال وزير الشؤون الدينية  الباكستاني في مداخلته في الملتقى السادس لمنتدى تعزيز السلم   "أن باكستان كلها على نهج معالى الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه  " هذه المقولة تعكس حجم القبول والحب الذي يحظى به منهج معالي الشيخ في العالم الإسلامي ولها أكثر من دلالة فالوزير يمثل  أكثر من 200 مليون مسلم 
الوققة الثانية مع داعية من ابريطانيا قال  لي وهو يتحدث عن معالي الشيخ بتأثر كبير "سيفخر أحفادنا بنا لأننا جالسنا رمزا عالميا كالشيخ عبد الله بن بيه ".
ومع هذا العطاء والتألق والتميز والرمزية العالمية لا زال معالي الشيخ عبد الله بن بيه يحرص على مبدأ التشاور والانصات ويزيد على ذلك فلا يكاد يلتقي شخصية علمية أو بحثية إلا طلب منها النصح ..تلك أخلاق محمدية وصفات ربانية يمنحها الله لمن شاء من عباده فيضع له الحب والقبول بين   الخلق... 
"ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ۚ والله ذو الفضل العظيم"
حفظ الله معالي الشيخ وأبقاه شيخا للسلام ورائدا للسلم ومنافحا عن قيم الإسلام الصحيحة ...
أحمد النحوي 
دكتور باحث بكلية الحقوق جامعة محمد الخامس
[email protected]

تصفح أيضا...