خلاف " عزيز " و " غزواني " : عام من الصمت و الصبر و أسبوع من التسخين و التصعيد (قراءة لأبرز الإشارات)

اثنين, 02/12/2019 - 12:09

خاص ـ مراسلون / لم تكن علاقة الصديقين الرئيسين السابق محمد ولد عبد العزيز و الحالي محمد ولد الغزواني في أحسن أحوالها خلال المأمورية الثانية عموما و خلال العام الأخير خصوصا

فإذا كان عزيز قد ترك لغزواني الجيش :تفاصيله و استخباراته و علاقاته حسب ما يمليه اتفاق سابق و مقتضيات الثقة و الحكم فإنه كان يوجه له إشارات ليست ودية تتعلق بإقالات صعبة لمقربيه الذين كان سببا في تعيينهم و هذه بعض الأمثلة السريعة : محمد محمود ولد محمد  الأمين الذي أقيل مرتين أحدهما من الحزب و الأخرى من سفارة السعودية ، وزير التعليم و الدفاع السابق ولد آدي ، مسعودة بنت بحام ، مكفولة بنت آكاط .. و غيرهم

و لكن العام الأخير شهد إشارات أوضح رصدها مراقبون و متابعون للشأن الموريتاني بعضها كان قبل اعلان الرجل الترشح و جزء آخر بعده و خلال الحملة و بقية بعد النجاح و قبل التنصيب و هذه بعض المآخذ التي يحكيها هؤلاء الملاحظون :

 

قبل إعلان الترشح

 

  1. أول الإشارات السلبية هي مبادرات الولايات المتعلقة بالمأمورية الثالثة و التي أثارت حفيظة السفارات الغربية ـ الأمريكية ـ خاصة

 

2- محاولة إثارة إشكال عرقي من خلال  تصريح  " الساموري ولد بيه " و أحد الأشخاص غير المعروفين و ما تضمن من تلويح بالحرب الأهلية  بين فئات المجتمع  و من ثم مسيرة محاربة الكراهية ، لقد  فهم الأمر  أنه محاولة لخلق ظروف تدعو للاستمرار بانتخاب ـ المأمورية الثالثة ـ أو من دون انتخاب ـ التمديد ـ

 

3 ـ محاولة المأمورية الثالثة من خلال النواب التي رُفضت دوليا و اصطدمت محليا بواقع صعب فاجأ ولد عبد العزيز  فلم تستطع أن يتجاوز عدد موقعيها  27 نائبا بينما رفضها أولا 86 نائبا من الاتحاد من أجل الجمهورية لوحده و حينما اشتغلت ماكنة ولد الغزواني و أصدقائه  العسكريين و الدوليين معززة بالرفض البرلماني قرر الرئيس ولد عبد العزيز التراجع ليساعده غزواني بنفسه أو من خلال رئيس الحزب الحاكم حينها  ـ في حفظ ماء وجهه من خلال جمع توقيع صوري مفاده ( وقع حتى نتراجع ) و بيان التراجع الرئاسي قيد التحرير حتى وصل الموقعون 102..."القصة المعروفة "

 

بعد الترشح و قبل النجاح

 

  1. جاءت أول الإشارات هذه المرة من غزواني من خلال عبارته " أما أنا .." بما يفيد أنه مختلف عن صديقه و قد لاقت ارتياحا واسعا في مختلفا الأوساط و لكن غضبا و تحفظا من الصديق عزيز

 

2- أما ثاني الإشارات فجاءت من خلال خرجة المساء " امرشح راصو ...." و التي اضطر إلى تفسيرها بعد ذلك بيومين " أنه ترشح من نفسه و نحن ندعمه "

 

3- ثالث الإشارات محاولة ترشيح الدكتور مولاي ولد محمد الأغظف التي قرأت أنها في الوقت بدل الضائع و رغم كثير المحاولات و الإيعازات استسلمت في النهاية و أعلن فشلها في منزل الوزير

 

4- الدعم الخفي لمرشحين اثنين أحدهما تربطه صلة بأحمد ولد عبد العزيزمن خلال زوجاتيهما  الأختيين و الثاني تربطه صلة في السر قديمة لا يوجد ما يؤكدها ...

 

5- التحفظ على الأموال التي جمعت و التقتير في انفاقها حيث قيل إنها تجاوزت عشرات ملايين الدولارات و لم ينفق منها إلا القليل ، ليتدخل مبادرون خاصون ينفقون على الحملات الخاصة  و على الإعلام دون أي علم أو تنسيق مع الحملة المركزية وسط تخاذل مشهود تحدث الجميع عنه...

 

كان الهدف من النقاط 2 ، 3 ، 4 ، 5 هو جر ولد الغزواني إلى شوط ثان و مواجهته بواقع آخر حيث يعتقد أنه لن يكون رئيسا صوريا " بو " و قد كان توقعهم في محله ـ الأحداث الحالية ـ .

 

إشارات ما بعد النجاح

 

  1. أولى هذه الإشارات هو فخ وقع فيه ولد الغزواني نفسه خلال العشاء المتابع لاعلان النتائج حينما خاطبه عزيز أن يعلن نجاحه و لم يفرج حينها  إلا عن 80 % ليكون الأمر موضوع جدل لم يكن ضروريا

 

2- عسكرة نواكشوط و إذكاء الأحداث و تضخيمها من خلال الشائعات ـأنه توفي فيها أشخاص كي يتم اجهاض النجاح ـ

 

3-  قطع الانترنت غير المبرر و هو ما أثار الرعب في أوساط المواطنين  ،

وحيث أن العلاقة حينها ما يزال ظاهرها وديا و الغضب على المآخذ صامتا تمكن الطرفان من حلحلة المشكل و التقدم إلى الخطوات القادمة التنصيب

 

4- رابع الإشارات حصلت في اجتماع مجلس الوزراء إبان شهر يونيو  و كانت من خلال رفض الطلب الذي تقدم به وزير الإسكان الناني ولد اشروقه من  أجل منح "منظمة مكافحة توحد الأطفال" قطعة أرضية ب 10 آلاف متر مربع لتشييد فضاءات و مسارح للأطفال تساعدهم في التغلب على المرض ، لقد رفض ولد عبد العزيز المنح و بدل 10 آلاف سمح بإعارة 5 آلاف فقط

 

أما الخلافات الجديدة المتعلقة أساسا بصفقات الغاز و ملفات اقتصادية  و إن ظهرت عن طريق الملف السياسي فقد تصاعدت بسرعة من خلال التسخين و بث الشائعات من المخابرات و من الخلايا الإعلامية المجابهة لها ، لكن" مراسلون" لم تتأكد من أي تصعيد أمني باستثناء ما حصل من تحويلات في كتيبة الأمن الرئاسي رغم كثرة الروايات و السيناريوهات ..

 

و أما حقيقة أن الرجلين لم يعودا كما كانا فهو أمر مؤكد و قد ظهر إلى العلن سياسيا و إجرائيا و كل المؤشرات تقول إنه لم يعد هناك ما يجمع الرجل في الأمد القريب.. 

ذلك مشهد من واقعنا الحالي لا يختلف عن ما  نقرأه من  سنن الزمن و تقلب أحوال القلوب و إرادات الرجال 

 

وإذا الدنيا كما نعرفها .. وإذا الأحباب كلٌّ في طريق

 

 

 

تصفح أيضا...