بين المحمدين خلاف أم  سحابة صيف؟ / الدكتور أحمد النحوي

اثنين, 02/12/2019 - 09:35

لم يشغل الناس شاغل في الأيام  المنصرمة كما شغلهم الحديث عن خلاف بين الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وسلفه الرئيس  محمد ولد عبد العزيز، شائعات كثيًرة وأحداث متلاحقة حدثت في هذا الأسبوع كان الثابت فيها أن الرئيس محمد ولد الغزواني لم يقبل الإساءة لرفيق دربه وترك حبل الود موصولا بينهما رغم أن سلفه أعلن  أنه سيتصدى له في حالة ماحاول السيطرة على الحزب. 
فهل يستحق الحزب أن تفرط في علاقة عمرها أربعين عاما؟ ،فقط لكي تكون مرجعية لحزب يعرف  الرئيس السابق  قبل غيره أن ولاءه لمن هو في السلطة فقط وأنه نسخة طبق الأصل  من أحزاب السلطة التي سبقته  وآخرهم الحزب  الجمهوري الذي ملأ الدنيا وشغل الناس...قبل أن يتحول إلى سر اب
 لا أصدق أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز حاول الانقلاب على رفيق دربه فهو يعرف قبل غيره أن الرئيس محمد ولد الغزواني قاد الجيش لعقد من الزمن وأنه ممسك بالمؤسسة العسكرية ويحظي بثقتها المطلقة ،ثم إن الرئيس عزيز أذكى من أن يحرق جميع أوراقه في لحظة تهور عابرة .
رغم صداقتهما وزمالتهما إلا أن المحمدين بينهما فوارق كثيرة في تعاملهما  ،  وستبدو  هذه الفوارق واضحة في أسلوب حكمهما .،
يتمتع محمد ولد عبد العزيز  بجرأة كبيرة على اتخاذ القرارت والمضي فيها حتى لو كانت غير محمودة العواقب وبهذه الصفة فقط استطاع أن  يحصل على ما حصل  عليه منذ انقلابه الأول إلى اليوم... 
النقطة الثانية أن  عزيز غير مبال  بكل من حوله يستوى في ذلك مقربوه والعاملون معه ومعارضوه ، سبق أن نادى على أحد كبار معاونيه   بعبارة شهيرة كانت سبب استقالته ، وأطلق نفس العبارة على سفير دولة أجنبية طرده من مكتبه وأما أوصافه للمعارضة فهي معروفة سارت  بها الركبان .
أما الرئيس محمد ولد الغزواني فيقول المقربون منه إنه  شخص هادئ رزين يكاد  يظن من لا يعرفه أن هدوءه يعكس ضعفا أو خوفا ،غير متسرع في اتخاذ قراراته ،أخلاقه العالية مكنته من أن يرسم لو حة إجماع كتلك التي رأينا في عيد الاستقلال.
هناك خلاف بين الرفيقين ،هو في جوهره خلاف على ممارسة السلطة فعزيز يريد ان يكون "عمليا "رئيسا يدير الدولة عن طريق الحزب ،والرئيس غزواني يريد أن  يمارس صلاحياته كاملة وأن ينجز  ما وعد به الشعب  
من تعهدات دون أن يتدخل له في ذلك أحد 
لن يسمح الرئيس غزواني بالإساءة لرفيق دربه وسيحفظ له الود ما أمكنه ذلك ،ذلك ما تقوله تريية الرجل وتكوينه وفي نفس الوقت لن يقبل أن يكون  واجهة له .. 
أما الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز فهو أمام خيارين إما أن يترك عنه ممارسة السياسة ويعيش معززا مكرما كبفية الرؤساء ،وإن اختار ممارسة السياسة والتصعيد فالكرسي لا يتسع إلا لواحد  وقديما قال عبد الملك بن مروان" إن الملك عقيم ....
الأيام القادمة  ستكشف إن  كان الخلاف بين المحمدين  "سحابة صيف "أم خلاف قطيعة

تصفح أيضا...