ملاحظات عضو باللجنة المكلفة باعادة خطاب حزب ال UPR / جدو ولد خطري

خميس, 21/11/2019 - 14:27

تلكم كانت ملاحظاتي كعضو للجنة الحزبية المكلفة بإعادة كتاب الخطاب السياسي موجهة إلى رئيس اللجنة . 

السيد رئيس اللجنة المكلفة بالخطاب السياسي 

إن إلقاء نظرة خاطفة على مقترح الإعلان السياسي الصادر عن اللجنة المكلفة بإعادة كتاب الخطاب السياسي يمكن من إبداء  الاستنتاجات الموضوعية  التالية :
- أننا لم نبتعد حتى الان رغم محاولة تغيير الخطاب عن تبني نظرة " عبادة الفرد" الذي يصل إلى دفة الحكم و نحاول تخليده في السلطة بالطرق المتاحة .
- ان الهدف من إنشاء الحزب هو أن يشكل إطارا سياسيا و بوتقة تنصهر فيها جهود الفاعلين السياسين لتحديد معالم مشروع المجتمع الموريتاني الأصيل الذي يصبو الحزب إلى تجسيده ضمن برامجه السياسية و الثقافية و التنموية و لا يمكن أن تقتصر مهمة الحزب على دعم مرشح معين أو تخليده في السلطة خرقا للترتيبات الدستورية .
- أن الخطاب السياسي لم يتغير منذ عقود من الزمن بحيث لم يعد للناخبين الذين ينتظرون أن تتحقق بعض الوعود التي ترددت خلال عدة حملات إنتخابية على مسامعهم أمل في أن ينعموا  بالإنجازات المذكورة .
- أن المواطن على دراية واسعة بالاستثمارات و القروض الأجنبية و الاستغلال المفرط للثروة السمكية و المعدنية دون أن يعود ذلك بزيادة في دخل الفرد أو تحسين للغطاء  الصحي أو إرتفاع لمستوى التعليم أو تضييق للهوة بين الأغنياء و الفقراء .
- أن المواطن على إطلاع واسع بالدور التاريخي للموريتانيين في نشر الإسلام و الثقافة العربية في ربوع هذه القارة لكنه يدرك أيضا ان إستمرارية هذا الإشعاع تتطلب تكثيف بعثات العلماء و الوعاظ و المرشدين و فد يستغرب في نفس  انقطاع بعض الجهود التي تؤمن استمرارية هذا الإشعاع و التساهل الغير مبرر في التعامل مع موجات العلمانية الدخيلة على مجتمعنا .
- أن الذين يرسمون الخطوط العريضة للخطاب السياسي للحزب يجب أن يكونوا متشبثين بمحتوى هذا الخطاب ، حيث نلاحظ غالبا أن النقد اللاذع للسياسة المتبعة يصدر عن المشرفين على الترويج لهذه السياسة و هو ما جعل المواطن العادي يدرك أن القيادة العليا للحزب و الدولة لا تتشاور مع معاونيها المقربين و لا تشاركهم في الرأي و انها هي التي تجسد الحزب و بالتالي يزول بزوالها عن السلطة .
- أن المواطنين يدركون تمام الإدراك التحسن الذي طرأ على البنية التحتية و على جاهزية القوات المسلحة و على تامين الحدود لكنهم يبحثون أيضا عن إنجازات تؤثر على حياتهم اليومية بصورة إيجابية .
- أن الخطاب السياسي يحب أن يتسم بالصدق مع المواطن أينما كان في دينه ، في ورشته في مدرسته في منشأته الصحية ... و أن يثمن الخدمات الفعلية التي تقدمها الدولة و الا يعِد الا بما يمكن إنجازه، وان يساهم كذلك في نشر القيم الديمقراطية التي تنظر إلى الموظف كخادم المرفق العمومي.
- أن يعترف عند الاقتضاء ببعض الظلم الذي أرتكب في السابق و ان يعد بتكريس الجهود للتغلب عليه .
أن يحارب الأفكار و التيارات المعادية للوحدة الوطنية و ان لا يترك المفسدين و أكلة المال العام و مرتكبي الجرائم في حق الشعب يفرون بدون عقاب .
سيدي الرئيس ،
إن إرساء قواعد دولة العدل و المساواة وترسيخ مفاهيم الإنصاف المستمدة من شريعتنا الغراء يجب ان  تكون المنظومة الضابطة  لأهداف حزبنا ، و أن يظل هذا الحزب حزب مبادئ غير مرتبط بمؤسسه الأول و ان كانت الإسهامات الإيجابية لجميع المواطنين مطلوب التنويه بها دون إستثناء . 
و الله ولي التوفيق . 
أخوكم 
جدو ولد خطري 
عضو اللجنة .

تصفح أيضا...