السودان : مشاكسات خطيرة وتطورات متصاعدة بين الشيوعي وقوى التغيير ..

جمعة, 15/11/2019 - 01:08

الشيوعي يهاجم حمدوك وقحت ويقول برنامجها الاقتصادي سيورث البلاد القحط .. والاخير يطالبه بالخروج من التحالف

تبادل الحزب الشيوعي وقوى التغيير خلال الايام الماضية الاتهامات والتصريحات الحادة في وقت يعاني المواطن السوداني من مشاكل اقتصادية خانقة للمعيشة اليومية وسط احاديث عن ثورة مضادة يحيكها النظام السابق بدعم دول اقليمية تسعى لاعادة نظام الاخوان الى سدة الحكم مجددا في الوقت الذس سقوم الحزب الشيوعي منذ اشهر باطلاق تصريحات متناقضة كان اولها رفضه المشاركة في توقيع الوثسقة الدستورية والمجلس السيادي قبل ان يعدل عن تلك الفكرة ثم عاود الهجوم على قوى التغيير والمجلس السيادي والقوات المسلحة بشكل عشوائي .
وتبدت ملامح خلافات قوية بين أحزاب تحالف” الحرية والتغيير” إثر هجوم متبادل بين قوى رئيسية فيه على رأسها حزب الأمة والشيوعي من جهة، والمؤتمر السوداني والشيوعي من جهة أخرى.
وهاجم الشيوعي الدكتور عبدالله حمدوك وقوى التغيير معتبرا بان برنامجها الاقتصادي سيورث البلاد القحط .
وكثف الحزب الشيوعي نيران هجومه علي برنامج قوي الحرية والتغيير الإقتصادي ووجه انتقادات حادة لادارتها للاقتصاد خلال الفترة الانتقالية،وأكد أن تنفيذه سيحول البلاد إلى قحط ووصف وزير مالية حكومة الثورة بالرجعي وأشار إلي أنه لن يخدم البلاد وأكد أنه تسبب في زيادة اسعار الدولار. ووصف القيادي بالحزب صديق كبلو،في مؤتمر صحفي بدار الحزب يوم الأربعاء اعتماد البرنامج على استيراد القمح بدلاً من زراعته بأنه حديث غير مسؤول، وقال من لا يملك غذاء شعبه ليس حراً ودعا إلى ضرورة إعادة النظر في المصروفات الحكومية، ووقف الصرف من موارد البلاد على مؤسسات تتبع للنظام السابق.
ودعا كبلو إلى التخلص من القوات العسكرية بخلاف الشرطة والجيش والمخابرات، وأوضح أنها تمثل عبئاً على الدولة وإهدار للمال العام بمنصرفات إضافية.وأشار كبلو إلى أن النظام المصرفي في السودان يحتاج إلى مكنسة”،واكد أن الإصلاح الجذري للإقتصاد لا يتم إلا بإصلاح الجهاز المصرفي.من جانبه إنتقد القيادي بالشيوعي كمال كرار، سياسات وزير المالية بحكومة الثورة إبراهيم البدوي وقال إن تفكيره رجعي ولن يخدم البلاد، وأوضح أن تصريحه بأن السودان بحاجة لـ5 مليار وإلا سينهار الإقتصاد، كان سلبياً وبسببه وصل الدولار لـ80 جنيهاً، وإشارات سالبة للعالم ليمارس الضغط الإقتصادي على البلاد لصالح دوله.
من جهته قال الناطق باسم الحزب فتحي فضل، إن حزبه لن يخرج من التحالف وسيبقى مستقلاً داخله، واتهم جهات لم يسمها بالسعي للوقيعة بينه وبقية مكونات قوى الحرية والتغيير.
وصف النظام المصرفي الإسلامي في السودان، بأنه الممول الأكبر للفساد، واوضح أنه أضر بالصناعة والزراعة ولا يدعم إلا العقارات والسيارات، ولا يصلح للدول النامية.

من جانبها علقت قوى التغيير على تصريحات الشيوعي المتكررة بالابتعاد عن المنطقية وطالبت احزاب بقوى التغيير بانسحابه من التحالف .
ودعا الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني خالد عمر سلك، الحزب الشيوعي الى الخروج من تحالف قوى الحرية والتغيير حتى يكون الشيوعي متسقاً مع خطاب سكرتيره محمد مختار الخطيب، الذي اتهم حلفائه بالخيانة وفق جريدة التغيير.

وقال سلك، في ندوة سياسية بجامعة الخرطوم نظمها ” مؤتمر الطلاب المستقلين لخطيب موجود في تحالف الحرية والتغيير، ويتهم رئيس الوزراء نفسه، عبد الله حمدوك، ويتهم الحرية والتغيير بأنها خونة وعملاء” وزاد ” الشيء الوحيد لكي تتسق مع خطابك لأنهم حلفاء وعملاء اخرج من التحالف وامضي كون تحالفك بدلاً أن تقول لهم تباً لك” وتدور داخل تحالف الحرية والتغيير حرباً شرسة بين مكوناته الأساسية متمثلة في الحزب الشيوعي من جهة، والمؤتمر السوداني، وحزب الأمة القومي ، من جهة أخرى. ويتهم الشيوعي حليفيه بقيادة خط الهبوط الناعم وتحويل مسار الثورة عن طريقها، وشن الخطيب هجوماً كذلك على رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك، واتهمه بالمشاركة في مؤتمر سري ترعاه مؤسسة ” تشاتم هاوس” البريطانية وتعمل ضد السودان، مثلما اتهم دول السعودية والامارات العربية المتحدة بدعم العسكريين لوقف تحقيق أهداف الثورة السودانية. وكان رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، رد بعنف على تصريحات الخطيب، واتهم الحزب الشيوعي بالسلفية والتخلف ودعم الدكتاتوريات.

وفي ذات السياق واصل الأمين العام للمؤتمر السوداني، طريق التصعيد مع الشيوعيين، ووصف الحزب بالدكتاتورية، وقال ” الماركسية اللينينية ضد الديموقراطية البرجوازية” وأضاف” لينين قال إن الانتقال من الدولة الرأسمالية الى الدولة الاشتراكية تتم عن طريق القمع ولم يقل عن طريق الديموقراطية” مشيراً ” أن الفكرة الشيوعية ضد الديموقراطية” وذكر سلك، أن الممارسة تثبت ذلك، فالأحزاب الشيوعية حكمت بالقمع والحزب الشيوعي السوداني أيضا نفذ انقلابين عسكريين، وأن سكرتيره أكمل أكثر من أربعين عاماً إلى أن توفى”.
في غضون ذلك طالب الحزب الشيوعي السوداني، بضرورة إصدار ميزانية مؤقتة مع إعادة تبويب أولويات الصرف ومراجعة أوجه الصرف الأمني، وحصره في في حدود الـ2% من الناتج المحلي الإجمالي، وشدد على استرداد الأموال المنهوبة من قبل منسوبي النظام السابق ومصادرتها ومصادرة أموال المؤتمر الوطني.

ورسم الحزب على لسان القيادي بالحزب، صديق كبلو، خارطة طريق لمعالجة القضايا الاقتصادية للمرحلة الانتقالية، حيث ترتكز الخارطة على وقف التدهور الاقتصادي ومحاصرته وتحقيق التوازن الداخلي والخارجي، ومحاصرة الضائقة المعيشية وتخفيف وطأتها وتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين.

كما طالب بحصر الشركات التابعة للمؤتمر الوطني والأجهزة الأمنية والجيش والدفاع الشعبي والشرطة والشركات المملوكة لرموز المؤتمر الوطني، وتم تمويلها من أموال الشعب السوداني.
في سياق متصل شن مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة في السودان، الأربعاء هجوماً عاصفاً علي قوى إعلان الحرية والتغيير – الذراع الحاكم حاليا،، وتوقع ان تسبب المشاكسات بين مكوناتها في فشل الحكومة الانتقالية واستقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، كما رفض الاتهامات الموجهة الى السعودية والامارات.

وأشار الفاضل للتناقضات البرامجية بين مكونات “الحرية والتغيير”، قائلا:” في الوقت الذي يرى فيه حمدوك ووزير ماليته أن الحل يكمن في تبني برامج الاصلاح الاقتصادي المطلوب من المؤسسات الدولية فان بيانات لحزب البعث والحزب الشيوعي ترفض هذا التوجه بل وتشكيلات داخل تجمع المهنيين ذات الرؤي الاشتراكية ترفع شعار “لن يحكمنا البنك الدولي”.

وتابع “في نهاية المطاف سيجد رئيس الوزراء نفسه أمام خيارين إما ان يجلس كما المتفرج أو يذهب” ويقول الفاضل إن حمدوك سيختار المغادرة.

واتهم الفاضل الحكومة الانتقالية بالتقاعس عن حسم القضايا التي من شأنها معالجة الأزمة الاقتصادية وعلى رأسها استعادة الاموال المنهوبة بواسطة قيادات النظام المعزول.
وتصاعد الحديث حول تقديم حمدوك استقالته من رئاسة الوزراء الامر الذي نفته مصادر رسمية خلال الساعات الماضية نفى المستشار الصحفي لرئيس مجلس الوزراء، البراق النزير الوراق، الانباء المتداولة بشكل واسع خلال الساعات القليلة الماضية حول تقديم رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبد الله حمدوك استقالته من منصبه .

وقال الوراق وفقًا لما نقلته وكالة الانباء سونا، ان رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك يمارس مهامه بشكل طبيعي ولا صحة لما يتردد في الوسائط عن استقالته مشيرًا الى ان مايتردد عبر الأخبار والصور المفبركة لا يتعدى الشائعات المغرضة .

وقبل ايام جدد رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي تأكيده على مساندة الحكومة الانتقالية، دون أن يستبعد تعثرها بسبب ما أسماه “جسامة التحديات”، مصوباً انتقادات لاذعة إلى قوى حليفة وصفها بالاستهتار والمزايدة.
وقال المهدي في كلمته بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف إن النظام الانتقالي في السودان يواجه “تحديات هائلة” بسبب ” التركة المثقلة من إخفاقات أمنية واقتصادية ودبلوماسية، تركها النظام السابق”، وأشار الى أن من بين هذه التحديات “محاصصة بعض القوى المعارضة تسلقاً، وظهور قلة كفاءتها واستهتارها بتصريحات كأنها معدة لإثارة ردود فعل مضادة”، وانتقد المهدي الحزب الشيوعي قائلا إنه” يتصرف باستهتار من ناحية الحرص على المشاركة، ومن ناحية أخرى إطلاق قذائف في كل الاتجاهات”،ودمغ المهدى قوى مسلحة في المعارضة قال إنها تعمل على تحويل ملف السلام الى مزاد سياسي بدلا عن توحيد موقفها لتثمير فرصة تاريخية نادرة لتحقيق استجابة قومية تزيل أسباب النزاع.
وأضاف “بعض حلفائنا في الحرية والتغيير لم يراجعوا أخطاء كثيرة ارتكبت بل زادوا الطين بلة بإقصاء قوى سياسية شاركت في الثورة، وتستحق المشاركة في المرحلة الانتقالية”.
وقال المهدي إنه “مهما كانت التحفظات فنحن ندعم مؤسسات الحكم الانتقالي ونجهز أنفسنا لمواجهة الغلاة ودعاة الردة في كل المستويات وفي الأحياء وفي المحليات وفي العواصم، ونشد من أزر مؤسسات الحكم بالتأييد وبالنصح”.
وأردف” في حالة تعثر المسيرة بسبب جسامة التحديات فإن العلاج هو القفز إلى الأمام كما حدث في جنوب إفريقيا، وفي تشيلي، وفي أسبانيا، نحو انتخابات عامة حرة تستثنى من المشاركة فيها أحزاب النظام السابق.

تصفح أيضا...