"تنبيه" منصة قطرية مبتكرة للتعرف على الأخبار الزائفة

ثلاثاء, 12/11/2019 - 19:22

في ظل مشهد إعلامي متسارع وتسبُب ثورة التكنولوجيا بطريقة غير مباشرة في تسطيح الفكر وترسيخ الجهل، نجحت جامعة حمد بن خليفة عضو مؤسسة قطر في ابتكار برنامج إلكتروني "منصة تنبيه" (https://www.tanbih.org/) لتقييم الأخبار والمواد الإعلامية لأهم وسائل الإعلام العالمية بهدف الحماية من الأخبار الزائفة والدعاية.

"تنبيه" التي تعتمد على 18 معيارا في تقييم وتحليل الأخبار، ليست مجرد تكنولوجيا تعتمد على الذكاء الاصطناعي فقط، إنما تهدف إلى بناء الفكر الناقد والتحليلي لدى الإنسان نفسه والتوعية المجتمعية، والتصدي لظاهرة انتشار الأخبار الزائفة بوتيرة كبيرة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، والتي تعد الأخطر في العصر الحديث.

مهام 
ويعتبر بريسلاف ناكوف العالِم بمعهد قطر لبحوث الحوسبة التابع لجامعة حمد بن خليفة أن "تنبيه" تهتم في المقام الأول لمساعدة الأشخاص على كيفية التعرف على الأخبار الزائفة قبل إعادة نشرها مجددا عبر وسائل التواصل المختلفة.

ويقول مبتكر المنصة للجزيرة نت إن هناك أربعة أمور مهمة في عمل المنصة هي جمع الأخبار، التركيز على المصدر وليس الخبر نفسه، اتجاه المصدر في الحديث عن الخبر، وأخيرا إعطاء الاهتمام للعالم العربي.

وتعمل "تنبيه" حاليا على تحليل الأخبار بوسائل الإعلام بالعربية والإنجليزية فقط، لكن ناكوف يؤكد أن خوارزمية النظام لا ترتبط كثيرا بلغات محددة، وأن المنصة يمكن تدريبها للاستخدام على أي لغة، خاصة أن كل لغة لها اهتمامات خاصة ومختلفة عن الأخرى.

ويشير ناكوف إلى أن المنصة تحدد الأخبار الزائفة عن طريقة الأخبار نفسها من خلال ردود الفعل في مواقع التواصل والتعليقات عليها، فضلا عن طريقة الحديث بموقع يوتيوب التي يكون فيها استجداء عاطفي للجمهور، بالإضافة إلى تناول الموضوع نفسه سواء من ناحية سياسية أو قانونية أو إنسانية.

وقد يكون انتشار الأخبار الزائفة جزءا من طبيعة الإنسان الذي يحب معرفة ما هو مثير ونادر، لكن هناك عناصر كثيرة متورطة في هذا الأمر منها سهولة الوصول إلى عائدات الإعلانات عبر الإنترنت، وزيادة الاستقطاب السياسي، وشعبية وسائل الإعلام الاجتماعية، وتحقيق الشهرة وغيرها من الأمور.

معايير المنصة
وترتكز المعايير 18 للمنصة على أساليب الخداع، ومنها الخداع التمويهي والحجج الواهية والمغالطة الصورية والتبسيط السببي المفرط والتشويش والغموض المتعمد والاحتكام لرأي دون تقديم أدلة داعمة والتشكيك في مصداقية الشخص أو الشيء والمبالغة أو التقليل.

كما تأخذ المعايير بعين الاعتبار أساليب الضغط ومنها الإهانة أو الوصم واللغة المشحونة سواء كانت إيجابية أو سلبية والديكتاتورية بتقديم خيارين باعتبارهما الاحتمالات الوحيدة، واللجوء إلى التخويف لدعم فكرة، والشعارات القائمة على النداءات العاطفية، والصيغة المبتذلة لإنهاء الفكرة، ومسايرة التيار والتشهير بالأفكار والتكرار في تقديم الرسالة نفسها عدة مرات.

ويوضح ناكوف أن المنصة تعتمد في تحليل الأخبار على الكثير من المعايير منها الكلمات المستخدمة وسياقاتها، وما إذا كان النص يعتمد أسلوبا عاطفيا أو أسلوبا ذاتيا، وما إذا كان النص يحتوي على تناقض بمحتواه، أو محاولات فرض رأي، ومدى ارتباط عنوان الخبر بالنص، وتحديد المواضيع التي تناقش بوسائل الإعلام وردة فعل المتابعين لها، وما إذا كانت تعتمد كمرجع يعتمده الناس لدعم مواقفهم.

تطوير مستمر
وتعد "تنبيه" في تطوير مستمر لنظامها بوضعه الحالي، لتتعامل بشكل أفضل مع اللغة العربية وحسب المتغيرات والمتطلبات في العالم، وذلك بالتعاون مع شبكة الجزيرة الإعلامية.

وتظهر المنصة ما يسمى "البروباغندا" في الكثير من المصادر الإعلامية ذات المصداقية، وتحددها بصورة واضحة بالمقالات المستخدمة، لكن في بعض الأوقات قد تظهر هذه "البروباغندا" في الأحاديث الخاصة بالأشخاص خلال هذه المواضيع، لا في تناول الموضوع.

بدوره، يرى مجد عبار مدير تطوير الأعمال والتسويق التجاري بمعهد قطر لبحوث الحوسبة أن العالم بات في حاجة اليوم للتحقق من الأخبار الزائفة في ظل تزايد وانتشار هذه الظاهرة التي باتت تتعلق بحملات التضليل المنهجي ومحاولات التأثير على الرأي العام.

ويقول للجزيرة نت إن منصة "تنبيه" لا تعمل على الخبر بحد ذاته وإنما على مصدر الخبر ومصداقيته وانتمائه، وهل هو يميني أو يساري أو متطرف، وغيرها من الأمور التي قد تتحكم في صياغة الخبر. 

ويضيف أن المنصة تغطي عدة مجالات، منها الحوسبة الاجتماعية وتحليل البيانات والتي تمكنها من التحقق من الأخبار بشكل فوري، وكذلك تقنيات اللغة العربية التي تعد وسيلة مهمة في تحليل البيانات والنصوص على مختلف الأخبار سواء بوسائل الإعلام أو مواقع التواصل.

ومعهد قطر لبحوث الحوسبة جزء من جامعة حمد بن خليفة التابعة لمؤسسة قطر، وهو واحد من ثلاثة معاهد أبحاث وطنية بالدولة، ويقدم أبحاثا تطبيقية في أربعة مجالات رئيسية: تقنيات اللغة العربية، تحليل البيانات، الحوسبة الاجتماعية، والأمن السيبراني.

 

المصدر : الجزيرة نت

تصفح أيضا...