وكيل الجمهورية بنواكشوط الغربية يكتب :حَوْلَ زيادة طاقة استيعاب السجون..

اثنين, 20/05/2019 - 15:52

حَوْلَ زيادة طاقة استيعاب السجون..
وفق آخر إحصاء للسكان: 2013، يبلغ عدد سكان موريتانيا: 3.387.886 نسمة، ووفق إحصائيات جنائية دولية عشرية، يصل معدل السجناء في العالم إلى 144 سجينا، لكل مائة ألف من السكان، ويشير ذلك إلى أن موريتانيا قد تحتاج ـ مستقبلا ـ سجونا تستوعب حوالي: 4.700 سجينا..
وفق آخر المعلومات الرسمية تبلغ الطاقة الاستيعابية للسجون الموريتانية: 3.100 نزيلا، بينما يبلغ عدد السجناء الفعلي الآن، حوالي: 2600 سجين، ويجعلها ذلك من الدول القليلة التي وفرت طاقة استيعابية احتياطية، مع الإشارة إلى وجود صعوبات يطرحها توزيع السجون جغرافيا..
تشير المعطيات السابقة إلى أن معدل السجناء في موريتانيا، عند حوالي 78 سجينا، لكل مائة ألف نسمة، ويؤشر ذلك ـ وفق المعايير الدولية ـ لمعدلات جريمة منخفضة، حتى الآن..
تلجأ الدول باستمرار، إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لسجونها، في إطار سياسات مكافحة الجريمة، ومعالجة مشاكل الاكتظاظ..
في 2016 أعلنت وزارة العدل الفرنسية، عن خطة لمكافحة التطرف داخل السجون الفرنسية، وتوسيع طاقتها الاستيعابية، يتم في إطارها بناء 16.000 زنزانة انفرادية، بعد أن وصل عدد السجناء إلى ما يقارب 70 ألفا، وهو ما يتجاوز القدرة الاستيعابية لسجون فرنسا بنحو 11 ألفا، وفق إحصائيات لمكتب إدارة السجون الفرنسية..
في 2019 أعلنت وزارة العدل في بريطانيا عن خطة لبناء أربعة سجون جديدة، تستوعب عشرة آلاف سجين، في أفق 2020، وبمعايير جديدة، أكثر رفاهية، من بينها استبدال القضبان الحديدية في النوافذ بزجاج مقوى..
في 2019 أيضا، أعلنت المديرية العامة للسجون ومراكز الاحتجاز، التابعة لوزارة العدل التركية، أنه تم التخطيط لبناء 193 سجنا جديدا خلال 5 سنوات بعد الزيادة الكبيرة في أعداد النزلاء، ووفق المعلومات المعلنة، فإن 126 سجنا من هذا العدد في مرحلة الإنشاء، و 23 سجنا في مرحلة المناقصة، و 35 سجنا في مرحلة المشروع، و 9 سجون في مرحلة التخطيط..
تطبيقُ أقصى معايير العدل، وتنفيذ أرقى سياسات الإصلاح، لن يؤدي إلى القضاء على الجريمة، ولا إلى إغلاق السجون..
في بريطانيا تم تجريب سجن بمعايير رفاهية كبيرة، لكن تلك الرفاهية لم تؤثر على سلوك السجناء، ولم تحل دون تعاطيهم للممنوعات، والاعتداء على حراس السجن..
في أبهى أيام العدل، وأنقى عهود الصلاح، والإصلاح، احتاجت الدولة الإسلامية الراشدة، إلى السجون، فاشترى عامل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمكة نافع بن عبد الحارث ـ باسم عمر ـ دارا، من صفوان بن أمية، واتخذها سجنا..(انظر صحيح البخاري ـ كتاب الخصومات ـ باب الربط والحبس في الحرم)..
وبنى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه سجنا في الكوفة، عاصمة خلافته، وكان لابن الزبير بمكة سجن: عارم..
قال الإمام الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار: <<..والحاصل أن الحبس وقع في زمن النبوة، وفِي أيام الصحابة والتابعين، فمن بعدهم، إلى الآن، في جميع الأعصار، والأمصار، من دون إنكار، وفيه من المصالح ما لا يخفى..>>..(المجلد الرابع ـ ج 9 ـ ص 201 ـ ط دار الفكر 1994)..
أ. ع. المصطفى

تصفح أيضا...