كيف أثّر العزل المنزلي على النساء والرجال بطرق مختلفة؟

جمعة, 12/06/2020 - 11:35

غيّر العزل المنزلي المفروض لمكافحة وباء كورونا عادات ملايين البشر لكن بشكل مختلف بين النساء والرجال، حيث لا يعيشون ملازمة المنزل بالطريقة نفسها.

وترى الناشطة النسوية الفرنسية الكولومبية فلورانس توما في حديث مع وكالة فرانس برس أن "العزل له مغزى مختلف بين الرجال والنساء اللواتي عزلن على مدى قرون".

وتضيف أستاذة علم النفس الاجتماعي والمديرة السابقة لكلية علم النفس في جامعة بوغوتا الوطنية، أن هذا الحجر الذي استمر لأشهر عدة كان مأساويا لكثير من النساء مع مزيد من العنف الأسري.

في كولومبيا، تلقى الخط الساخن للإبلاغ عن حالات العنف الأسري اتصالات تزيد بنسبة 175% عن الأيام العادية منذ بدء العزل يوم 25 مارس/آذار الماضي، أي أكثر بثلاث مرات تقريبا من 1595 حالة سجلت في الفترة نفسها من العام 2019، بحسب أرقام رسمية.

وتضيف توما، وهي رائدة في النشاط النسوي في كولومبيا حيث تقيم منذ العام 1967، "الأمر صعب جدا على الرجال كذلك، لأنه أمر جديد بالنسبة إليهم". وأسست توما في كولومبيا "مجموعة المرأة والمجتمع" في 1985 للدفاع عن قضايا المرأة.

لكن العالمة وهي أم لولديْن، ترى في العزل تأثيرا إيجابيا بالنسبة للرجال لا سيما أنهم أدركوا حجم الأعمال المنزلية غير المدفوعة الأجر التي تقوم بها النساء.

النساء في الحجر المنزلي

وفيما يتعلق بتأثير العزل على النساء، أكدت توما أن العزل غيّر حياة النساء والرجال كثيرا، لكن العزل له معنى مختلف للرجل منه للمرأة التي عزلت على مدى قرون.

وأضافت "كان من الضروري جدا عزلنا بسبب الجائحة، وهو شعور منفصل بالنسبة إلينا من أن نرسل مجددا إلى الدائرة المنزلية، والنساء مثلي في سن السابعة والسبعين غير معتادات على التكنولوجيا، فلا يمكنكم تصور معاناتي عندما أعطي دروسا لطلاب في الطب عبر هذه الوسائل".

الرجال في الحجر المنزلي

بالنسبة للرجال يفترض أن يكون الأمر صعبا جدا، فهو جديد بالنسبة إليهم، فلطالما كان الرجال دائما في الخارج، فهم يتكلمون ويُستمع إليهم وهم يشغلون الشارع خلافا للنساء، بحسب توما.

وقالت توما: اليوم ومع بدء سماع صوتنا مع حركة "أنا أيضا" (مي تو) على سبيل المثال وعندما بدأ الآخرون يصغون إلينا، يطلب منا مجددا أن نصمت ونبقى في الداخل!

وأضافت "ربما لا يراود كل النساء الشعور نفسه مثلي، لكنني أنتمي إلى جيل ناضل لكي يكون له اعتبار في الشارع وليكون له صوت، ناضل من أجل أن يتمكن من الخروج والسهر من دون أن تكون المرأة برفقة رجل بالضرورة".

آثار سلبية

أشارت توما إلى وجود آثار سلبية أخرى للعزل، فعلى صعيد النساء كانت له آثار مأسوية بسبب عدم توفر أمور حيوية على صعيد الصحة مثل الإجهاض، لكن قبل ذلك، هناك العنف، فالعنف داخل العائلات ازداد ثلاث مرات، ولم تتخذ أي إجراءات سياسية أو توعوية للنساء.

آثار إيجابية

في المقابل نبهت توما إلى وجود آثار إيجابية، خصوصا عندما نرى أن الرجال أدركوا على الأرجح معنى "اقتصاد الرعاية"، أي تخصيص ساعات من العمل غير المدفوع الأجر لرعاية الآخرين ورفاههم ولتدبير المنزل.

وختمت الناشطة قائلة "أمضت النساء وقتهن في تنظيف العالم على مدى قرون، وأظن أن الرجال أدركوا ذلك الآن قليلا، حتى ابني نيكولا اتصل بي في اليوم الثالث من العزل وسألني: أمي كيف أنظف المراحيض؟ أرى أن ثمة إيجابيات".

 

الجزيرة نت

تصفح أيضا...