تعليق على قانون النوع / محمد بن محمد الأمين بن الطالب ابراهيم

جمعة, 08/05/2020 - 18:41

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وبعد فهذا تعليق على القانون الجبتي قانون النوع نصحا وإعذارا  لأمة لعبت بها الاهواء والفتن تتعاقب عليها موجات الإلحاد والسخرية من الدين والسمر على ذلك في ظل غياب العلماء والدعاة الصادقين الصادعين بملة إبراهيم والله المستعان فأقول وبالله التوفيق :
تمهيد 
يشتمل قانون النوع على اللبس بين الحق والباطل {{ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب }}
يظهر الدعوى الإبليسية تحت عنوان العدل والعناية بالحقوق وهوفي حقيقته صورة متكاملة من الدين الغربي تتدخل في الأحكام الإلهية وتخصص منها وتعمم وتصف الفاحشة بالأوصاف الموهمة وتسوي بينها وبين ماشرع الله عز وجل فهي تعتمد على العلاقة الجنسية وجعلها في متناول المرأة واختيارها، لتحررها من قيود الولاية والعناية والرقابة الشرعية وتمنعها من الزواج المبكر لتتمكن من غزوها وهي في ريعان شبابها وطيشها وتعرضها للفساد الأخلاقي وتزين لها فتنة العلاقة في جو من الحداثة والمعاصرة تلبس لها المعاصي والآثام ثوب المدنية وكأن حرية المرأة في علاقتها بالرجل مدنية وحداثة وعدم حريتها في الخروج والاختلاط رجعية وتخلف من الموروث الديني هكذا يريد قانون النوع 
وأنى لحفيدات خديجة وعائشة وحفصة وفاطمة من الاصغاء لمثل هذه الترهات إن  الصيحات الدعائية للدين الأوربي ينمقها العلمانيون بين الفينة والأخرى ليفسدوا على الناس دينهم وأخلاقهم وقيمهم 
{{ودوا لوتكفرون كماكفروا فتكونون سواء }}
نعم لقد تجاوز السفلة حدودهم فلماسكت العلماء عن تعطيل الشريعة وتبديلها بدءو يتفنون في التشريعات الشاذة المبنية على آراء شذاذ الآفاق من الكفرة فانظر أيها المسلم إلى جملة من مواد هذا القانون 
[المادة الأولى: الهدف
 يهدف هذا القانون للعمل ضد العنف القائم على النوع.]
هذه المادة التلبيسية جاءت لتحلل الزنا الاختياري وممارسة العلاقة الجنسية بالتراضي عن طريق المادة سبعة 
[المادة: 7 الاغتصاب
 الاغتصاب كل فعل أدى إلى اختراق للفرج أو المخرج أو الفم مهما كانت طبيعته، مرتكب كل شخص دون رضاه بعنف أو إكراه أو تهديد أو مفاجأة.]
انظر إلى الشرط القانوني الكفري الدال على أنه جاء من آراء سفلة البشر حيث قالوا دون رضاه متى كان التشريع يناط بالرضى {{ولواتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن }}
وعليه فهذا القانون يحل ماحرم الله بحيث لوتم التراضي بين مومسة وتافه يكون الأمر لايعاقب عليه لأنه وقع عن تراض وربما عن طلب ورغبة وشوق ومحبة فرحم الله شيخنا العلامة آب فخر شنقيط حين هاجم سفلة المشرعين المضاهين لله في حكمه بصواعق من الوحي المنزل من عند الله بأسلوب قرآني منقطع النظير يذكر آية فيها بعض صفات الله ثم يخللها بسخريته من العلمانيين والبرلمانيين بمقارنة صفاتهم الدنيئة بصفات من  ينازعونه في التشريع كقوله :
(فهل في الكفرة الفجرة المشرعين؛ من يستحق أن يوصف بأن له غيب السماوات والأرض، وأن يبالغ في سمعه وبصره لإحاطة سمعه بكل المسموعات وبصره بكل المبصرات، وأنه ليس لأحد دونه من ولي؛ سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً. ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: {{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }}فهل في الكفرة الفجرة المشرعين من يستحق أن يوصف بأنه الإله الواحد، وأن كل شيء هالك إلا وجهه، وأن الخلائق يرجعون إليه؛ تبارك ربنا وتعاظم وتقدس أن يوصف أخس خلقه بصفاته. ومن الآيات الدالة على ذلك؛ قوله تعالى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} فهل في الكفرة الفجرة المشرعين النظم الشيطانية؛ من يستحق أن يوصف في أعظم كتاب سماوي بأنه العلي الكبير؛ سبحانك ربنا وتعاليت عن كل ما لا يليق بكمالك وجلالك. 
......وكلام الشيخ بديع ويطول إلى قوله 
وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ أي بقولهم: ما ذبحتموه حلال، وما ذبحه الله حرام؛ فأنتم إذاً أحسن من الله، وأحل تذكية؛ ثم بين الفتوى السماوية من رب العالمين؛ في الحكم بين الفريقين في قوله تعالى: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُون}
فهي فتوى سماوية من الخالق جل وعلا؛ صرح فيها بأن متبع تشريع الشيطان المخالف لتشريع الرحمن؛ مشرك بالله")اهـ (أضواء البيان 7/49-54)
ومع هذا يواصل قانون النوع في تضييق العلاقة الشرعية ويتدخل في أحكام العليم الخبير وكأنه جاء لمحاربة العفة وكيان البيت المسلم فهو تشريع شيطاني يفرق بين المرء وزوجه 
[المادة: 11 الضرب والجروح
يعاقب من شهرين إلى 5 خمس سنوات سجنا كل زوج سبب بإرادته ضربا وجروحا أو مارس العنف على قرينه، سواء كان بدنيا أو معنويا، أو نفسيا.]
 ويتطاول شياطين الانس والجن على سلطان الزوج الغيور فيحاولوا زعزعة أمن الرعية بدعوتهم للخروج على ولي الأمر وسلطان العصمة الذي قال عنه الصادق المصدوق (لوكنت آمرًا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) فأي حرية للمسلمة في غير طاعة زوجها 
[المادة: 19 منع ممارسة الحريات العامة
يعاقب من سنة إلى سنتين حبسا كل زوج يمنع أو يقيد شريكه عن ممارسته لحرياته العامة.]
وبنظرة خاطفة لهذه الديباجة القانونية التي تنتهك حرمات الله وتنازعه في حق التشريع وقبلها الكثير يعلم المسلم أن الكفر قد استحوذ على أذناب الغرب من طواغيت العرب وعندها يتذكر حكم الله ويستنير بوحي الله ويستمسك بالحق قال الله تعالى :
{{ومن لم يحكم بماأنزل الله فأولئك هم الكافرون}}
{{أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون }}
وقد صرح علماء هذه الأمة الأخيار بكفر المتحاكم لغير الشريعة والمحلل ماحرم الله والمحرم ماأحل الله ونقلوا الإجماع على ذلك 

١-قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:(والانسان متى حلَّل الحرام المجمع عليه وحرَّم الحلال المجمعُ عليه أو بدَّل الشرع المجمعُ عليه كان كافراً مرتداً باتّفاق الفقهاء). مجموع الفتاوى، جـ3 صـ267.
-وقال أيضا : والشرع المنزّل من عند الله تعالى وهو الكتاب والسنّة الذي بعث الله به رسوله ، فإنّ هذا الشرع ليس لأحد من الخلق الخروج عنه ولا يخرج عنه إلاّ كافر». مجموع الفتاوى جـ11، صـ262.
٢-قال العلامة ابن كثير رحمه الله :
فمن تـــــرك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدّمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين». البداية والنهاية، جـ14، ص119. 

٣-قال العلامة آب ابن اخطور:
 (ولما كان التشريع وجميع الأحكام، شرعية كانت أو كونية قدرية، من خصائص الربوبية، كما دلت عليه الآيات المذكـورة، كان كل من اتبــع تشـريعاً غير تشــريع الله قد اتخذ ذلك المشرِّع رباً، وأشركه مع الله) (أضواء البيان) 7/ 169
وقال أيضا:
-كل تحاكم إلى غير شرع الله فهو تحاكم إلى الطاغوت قال تعالى :{{ يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقدأمِروا أن يكفروا به}} انظر (أضواء البيان) 7/ 165

فهل في علماء الأمة الشنقيطية اليوم من سيواجه العلمانية بالحقيقة المرة ويبين للدولة كفر قوانينها الوضعية بصراحة لايخشى إلاالله أم أنهم سيبررون ويتخلفون عن المقارعة ولوبالحجة في حاكمية الله عزوجل 
وتلك حروب من يغب عن غمارها 
ليسلم يقرع بعدها سن نادم 
وقد تعودت أمة الاسلام تخلف العلماء عن هذه المعارك المهمة وقديما قيل في حقهم من لم يحمل هم الدين فهو على الدين هم وياليته يتخلف فقط لكن كثيرا منهم سيخرج يبرر ويلتمس الأعذار ويطالب بالاعتدال حتى لاتكون شريعة ولايتبع دين سبحان الله. 
ومن يحمي الأصاغر عن مراد
إذا جلس الأكابر في الزوايا
فنسأل الله عز وجل أن يبرم بهذه الأمة أمر رشد ولئن عدم أهل شنقيط من ينزل أحكام الله على حقيقتها في هذا الزمان فلقد كان الشيخ آب رحمه الله نبراسا يحتذى بنهجه حيا وميتا فلازالت كلماته حية توقظ مشاعر الأمة لتنتفض نحو الحق بعيدا عن تلبيس فقهاء التدليس 
قال العلامة   محمد الأمين الشنقيطي في تفسير قوله تعالى: {{ولا يشرك في حكمه أحدا}}
(وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم  وسلم؛ أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحي مثلهم ). أضواء البيان ٤/ ٦٦ 
وأخيرا هذه نصيحة للمسلمة : أوصيك بالكفر بالقوانين الوضعية الجبتية الطاغوتية والالتزام بالكتاب والسنة والحذر من الدعوات الغربية الماجنة ولايغرنك تزييفهم للباطل العدالة والحرية والمساواة فماهو إلاالكفر والإلحاد والزندقة فعليك بالحياء والستر والاستمساك بالوحي المنزل من عند الله {{آلله خير أماتشركون }}
وأوصيك بالزواج المبكر فإن أسوتك عائشة بنت الصديق تزوجت بسيد ولد آدم وعندها من العمر ست سنين ودخل بها وهي بنت تسع فكانت أحب النساء إليه فهل ترضي وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظالم للمرأة لماتزوجها وهي صغيرة وكان مع هذا يهجر ويؤدب وآلى من نسائه شهرا فما خرجن عن طاعته طواعية لله ورسوله وحفاظا على العصمة والعفة فهل يرضاك منهج سلفك الصالح أم تختارين طريق الملحدين من العلمانيين والديموقراطيين  الجهلا {{بئس للظالمين بدلا}}
وصدق فخر المالكية عبد الوهاب البغدادي حين قال :
وإن ترفع الوضعاء يوما
على العظماء من عِظم البلايا
إذا استوت الأسافل والأعالي
فقد طابت منادمة المنايا

وكتبه إيمانًا واحتسابًا محمد بن محمد الأمين بن الطالب ابراهيم

تصفح أيضا...