وجوه مرّت بالجحيم.. أطباء وممرضون ينشرون صورهم أثناء مواجهة كورونا

ثلاثاء, 28/04/2020 - 12:00

تسعى حكومات العالم الآن للتخفيف من سياسات العزل الصحي والتمهيد لعودة الحياة الطبيعية لشعوبها، وربما يتجه العالم للتأقلم مع فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحين القضاء على الفيروس بالعلاج أو اللقاح، لكن من الآن وحتى الوصول إلى تلك المرحلة، سيظل العاملون بالقطاع الطبي يواجهون قسوة انتشار الفيروس ويقدمون التضحيات بوضع أنفسهم على المحك لإنقاذ المرضى.

نشر أطباء وممرضون صورا لهم بعد العمل لساعات طويلة يوميا، وارتداء زي العزل وأقنعة الوجه التي سببت لهم جروحا وكدمات بوجوههم خلال قيامهم بدورهم في إنقاذ المرضى، وهو ما سبب لهم متاعب وضغوطا نفسية، فدفعهم ذلك إلى أن يوجهوا نداءاتهم للناس بالحفاظ على إجراءات الوقاية والبقاء بمنازلهم.

لحظات مؤلمة
نشرت إيمي غولد، ممرضة بالعناية المركزة بمستشفى دونكاستر وباسيتلو التعليمي في مدينة إيست ريتفورد بإنجلترا، صورة لوجهها المرهق والمصاب بالكدمات بسبب الضغط الناتج عن ارتداء معدات الوقاية الشخصية لما يقرب من 13 ساعة في اليوم، في محاولة منها لإقناع الناس بالبقاء داخل منازلهم.

وصفت إيمي وجهها المليء بالكدمات والبقع الحمراء على وجنتيها وأنفها بـ"الوجه الذي يمر بالجحيم"، لتنقل حجم المعاناة التي تمر بها بسبب عملها لمدة 65 ساعة في الأسبوع خلال أزمة فيروس كورونا، وطلبت من متابعيها عبر صفحتها على فيسبوك أن يتذكروا وجهها قبل التفكير في الخروج من المنزل.

وذكرت إيمي أنها لم تتمكن من رؤية عائلتها لمدة شهر، وتضع حياتها على المحك لإنقاذ الآخرين، وتطلب من الناس البقاء في منازلهم حتى لا تزيد الإصابات، وتتمكن هي والفريق الطبي من الحصول على قسط من الراحة بعد هذه المعاناة التي يواجهونها في سبيل الحفاظ على حياتنا.

وتحكي عن لحظاتها في الإمساك بأيادي المرضى الذين يحتضرون وبعدت المسافات بينهم وبين ذويهم بسبب المرض، فكانت تحاول الوجود معهم حتى لا يكونوا بمفردهم في لحظاتهم الأخيرة. وبالرغم من كل تلك الصعوبات واللحظات المؤلمة التي تمر بها، عبّرت عن فخرها للوجود في صفوف محاربة كورونا، وتعهدت بمواصلة القتال، وقالت "هذا هو الوجه الذي سيستمر مهما كان".

إيمي ليست بمفردها، فهناك العديد من الأطباء والممرضين حول العالم الذين شاركوا بصور وجوههم المرهقة بعد ساعات عمل طويلة لمواجهة فيروس كورونا.

لست بطلا
نشر الطبيب نيكولا سغاربي (35 عاما) الذي يعمل بوحدة العناية المركزة بمستشفى باجيوفارا في مدينة مودينا بإيطاليا، صورة له بعد العمل لمدة 13 ساعة متواصلة، وارتداء معدات الوقاية التي تسببت في إصابة وجهه بكدمات وجروح.

وقال سغاربي عبر صفحته على فيسبوك "أنا لست بطلا ولا أشعر بذلك، أنا شخص عادي يحب وظيفته، وأفتخر الآن أكثر من أي وقت مضى بعملي، وتقديم كل ما لدي مع باقي العاملين بالقطاع الطبي من أطباء وممرضين وعمال نظافة وغيرهم".

ولهذه الأسباب عبر سغاربي عن أنه لا يحب التقاط الصور الذاتية "السيلفي"، ولكنه التقط هذه الصورة بعد خلع جميع أجهزة الحماية، وأوضح سبب ذلك لشبكة "سي أن أن" قائلا "لقد التقطت هذه الصورة لسببين، أولا حتى أرسلها إلى زوجتي لأخبرها أنني انتهيت من العمل مصابا بكدمات طفيفة وفي طريقي للمنزل. وثانيا حتى أريها لابنتي البالغة من العمر سنة واحدة، عندما تكبر وأخبرها بكل هذه اللحظات".

ومن إيطاليا أيضا، كشفت صورة نشرتها الممرضة إليسيا بوناري عبر حسابها على إنستغرام، الإرهاق الذي تشعر به إليسيا ووجهها المصاب بالجروح وآثار وسائل الوقاية، بسبب ارتداء القناع لساعات عمل طويلة.

وصفت إليسيا المعاناة التي يمر بها العاملون في القطاع الطبي عند ارتدائهم زي العزل، وقالت "أنا متعبة جسديا بسبب أجهزة الحماية، وبمجرد أن أرتدي زي العزل لم يعد بإمكاني الذهاب إلى الحمام أو شرب المياه لمدة 6 ساعات".

وتابعت عبر حساب إنستغرام "أخشى أن القناع لم يلتصق بوجهي بشكل جيد، أو ربما قمت بلمس وجهي عن طريق الخطأ بقفازات ملوثة أو ربما لم تغط العدسات عيني تماما"، وهو ما يسبب لها مخاوف نفسية خلال عملها يوميا.

وعبّرت عن مخاوفها التي تواجهها كل يوم بسبب عملها في الطوارئ والإرهاق النفسي الذي تشعر به، وقالت "أشعر بالتعب النفسي وكذلك زملائي الذين كانوا في حالتي نفسها منذ أسابيع، ولكن هذا لن يمنعنا من القيام بعملنا كما نفعل دائما. سأستمر في رعاية المرضى لأنني فخورة وأحب عملي. وما أطلبه من كل شخص يقرأ هذا الآن هو البقاء في المنزل وعدم إحباط الجهود التي نبذلها"، وحصلت صورتها على تفاعل كبير ومليون إعجاب.

تصفح أيضا...