خطر الفرح بالانتصار على كورونا /محمد بن محمد الأمين بن الطالب إبراهيم

أحد, 12/04/2020 - 13:09

خطر الفرح بالانتصار على كورونا ونسبة نعمة دفع البلاء لحكومة أو رئيس 

 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وبعد فإننا في هذه الأيام نشاهد نوعا من الإعجاب بالأسباب وقلب الحقائق ونسبة الفضل لغير أهله وهذا ممايدل على صغر النفوس وقلة العلم وضعف الإيمان  وماتعوده البعض من عدم نسبة الأسباب لمسببها حقيقة فظهر طغيان الطبيعة والمادة على حياتنا مماقد يكون سببًا في عقوبة أخرى وعليه فيجب الحذر والحيطة في مثل هذا لكي لاتتوالى المصائب والمآسي عباد الله علينا إذا أنعم الله علينا بالحفظ من الوباء أن نحمده ونشكره على عظيم نعمته وعطاءه  لاننسب ذلك لأسباب مادية ولالرئيس أووزير ، كمايحاول البعض جعل القضية من إنجازات الرئيس والحكومة ويسارع البعض للتملق بدلًا من شكر الله فيخرج المسكين المسمى الرئيس عند قوم وكأنه في مصارعة أو مغالبة مع الفيروس قد انتصر فيها وينسب الفضل لنفسه وإنجازاته وهذا محض العجب والكبر والكذب وقد حكى الله عن سلف الظالمين نسبتهم الأمر لأنفسهم وبين عاقبته الوخيمة 
قال الله عن قارون 
{{قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا }} 
وحكى الله عن سلف الصالحين ساداتنا من الأنبياء وأتباعهم نسبة الأمر له سبحانه مع مابذلوا من الأسباب
 قال الله  {{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }} بل بين القرآن فضل هذه المنزلة مع بذل جميع الأسباب فذكر القرآن في معرض المدد الإلهي لغزوات المسلمين {{.....وماالنصر إلامن عند الله العزيز الحكيم }} وعليه فقد يعاقب الله القوم بعدم نسبة النعم له وإظهار التجبر والانتصار الوهمي كمايفعل الكفار اليوم انتصرنا وتم التغلب على الفيروس {{فخسفنا به وبداره الأرض ..}}نتاج المرح والجهل والكبرياء وعدم شكر النعم 
وقد حذر العلماء من الفرح الزائد عند النعم وزوال النقم ونسبتها للنفس 
قال آد :
والبطر المرح جدا والمرح 
فسره الملح بشدة الفرح 
وهذا يذكرني بصالحي المجتمع هذا من صلاحنا وبركتنا عندماييسر الله سبحانه ويمتن بفضله ونعمته والسحاب جاءت من بركة بني فلان والجدب جاء من منع بعض الصالحين وهكذا هلم جرا ..... فالمنهج المعوج وان اختلفت مقدماته تتحد نتيجته بالشرك والضلال أوكفر النعم {{كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم }} 
وعليه عباد الله علينا أن نكثر من شكر الله والثناء عليه بماهو أهله سبحانه وتعالى فنحكم شرعه ونبرأ من كل القوانين الجبتية ونوالي أولياءه ونبرأ من أعداءه فنعمة دفع البلاء لايقدر عليها غيره وكذلك نعمة العطاء وقد تبين ذلك من خلال بطشه وانتقامه من عتاة الكفرة والمجرمين بفيروس صغير لايرى بالعين المجردة فأظهر سبحانه التحدي بقدرته بأصغر مخلوقاته لأعتى عباده فنسأل الله أن ينجينا بفضله ويحفظنا بحفظه من صروف البلاء وعلينا جميعا أن نخر للأذقان حامدين شاكرين مسبحين على ماأولانا الله عز وجل من عظيم نعمته وعطاءه فاللهم لك الحمد كماينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك حمدا يوافي نعمك ويكافئ مزيدك .
وكتبه إيمانًا واحتسابًا محمد بن محمد الأمين بن الطالب إبراهيم

تصفح أيضا...