رحلة البحث عن الكولونيا.. سلاح الأتراك في مواجهة كورونا

أحد, 15/03/2020 - 11:58

منة جميل-إسطنبول

منذ إعلان الحكومة التركية تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا مساء الأربعاء الماضي، جاءت نصيحة الأطباء باستخدام المعقمات والكحوليات بينها الكولونيا التي تزيد نسبة الكحول فيها على 70%، فعاد للكولونيا التركية مجدها، وباتت السلعة الأكثر رواجا ونفادا من الأسواق.

وبعد انتشار أخبار تفيد بنفاد الكولونيا من جميع الأسواق التركية، كواحدة من أكثر الأسلحة الفعالة وقليلة التكلفة في الوقاية من الفيروس المستجد، خاضت الجزيرة نت رحلة لاقتناء زجاجة كولونيا.

توجهنا إلى السوق الرئيسية بمنطقة "بشكتاش" في الجانب الأوروبي بمدينة إسطنبول، واتضح أن فيروس كورونا قد قضى بالفعل على زجاجات الكولونيا، وبات الرد الأشهر للعاملين في متاجر أدوات التجميل والعطور أن العثور على زجاجة "ربما يكون مستحيلا".

وقالت "ميناس" إحدى العاملات في سلسلة محلات شهيرة لمنتجات التجميل في إسطنبول إن "الكولونيا نفدت من جميع الفروع، وحتى المخازن، وعرض المزيد من الزجاجات إن تمكنت الإدارة توفيرها، فلن يكون إلا بحلول الاثنين، أي بعد انتهاء عطلة نهاية الأسبوع".

وأضافت للجزيرة نت "لم نشهد أبدا هذا الإقبال على الكولونيا، عادة يتهادى الأتراك هذه السلعة خلال الأعياد لارتباطها بالتقاليد التركية القديمة، إلا أن هذا الإقبال غير مسبوق ولم نستعد له أبدا".

وأشارت إلى أن الزبائن يبحثون عن أي نوع وأي حجم في ظل الظروف الحالية، لافتة إلى أنه في السابق كان الذوق التركي يفضل "كولونيا البرتقال والليمون واليوسفي (ماندرين)".

 

وأضاف أن الفرع لا يمتلك أي نوع من معطر الكولونيا في مخازنه، مشيرا إلى أن ذلك الوضع بات "سمة عامة في تركيا، ولا يعرف الموعد الذي سيتزود فيه الفرع الذي يعمل فيه بمزيد من معطرات الكولونيا".اختفاء الكولونيا
وعلى النهج ذاته، اختفت "الكولونيا" من سلسلة متاجر ألمانية شهيرة في تركيا، وقال أحد العاملين -رفض ذكر اسمه- أن فرع المتجر في بشكتاش "كان يعرض يوميا 200 زجاجة كولونيا" منذ إعلان أول إصابة بكورونا في البلاد.

وعن الأنباء التي تفيد بارتفاع أسعار الكولونيا تزامنا مع الظروف الحالية، أشار إلى أن المتاجر الكبرى "تلتزم بالسعر الأصلي للمنتج وربما تقوم بالتخفيضات لكثرة السحب".

غير أنه في المقابل، قال إن ارتفاع السعر "ربما يكون في المتاجر الصغيرة، التي تحاول استغلال الظرف لتحقيق مبيعات لا يمكنها تحقيقها في الأيام العادية".

هدية المحبين والزملاء
ولندرة عطر الكولونيا في تركيا حاليا، أصبح إحدى الهدايا القيمة بين المحبين والأصدقاء والزملاء.

وقالت سميرة محمد، فتاة فلسطينية، إن الكولونيا حاليا "من الهدية التي سعدت باقتنائها والحصول عليها من أحد زملاء العمل".

وأضافت "لم أجد في الأسواق أي زجاجة كولونيا، فسعدت عندما أهدانا أحد الزملاء زجاجات كولونيا عندما وجدها متوفرة قرب مكان سكنه".

وفي السياق، باتت المطاعم التركية تهتم بشكل شبه دوري وعلى مدار الساعة بإمداد الزبائن بكميات من الكولونيا حفاظا على الصحة العامة، وترحيبا بهم، وإمدادهم بمنتج ربما لم يستطيعوا اقتنائه في الفترة الحالية لقلة توفره.

6.5 أطنان كولونيا في يوم
هذا الإقبال غير المسبوق على شراء الأتراك للكولونيا، رصده أيضا موقع شبكة "سي أن أن" الأميركية، في نسخته التركية، حيث عنون الجمعة الماضي "6.5 أطنان كولونيا في يوم واحد".

ونقل الموقع عن الأخوين حازم وناظم بيوكسيميتشي (49 عاما)، يديران متجرا لبيع الكولونيا في مدينة قيصري (وسط تركيا) عمره أكثر من 100 عام، أن المتجر باع نحو "6.5 أطنان من الكولونيا خلال يوم واحد".

وأضاف أحد الأخوين أن إنتاج الكولونيا في البلاد ربما يتأثر سلبا على خلفية انتشار فيروس كورونا، كون جزء كبير من المادة الخام لهذا المنتج "يأتي من الصين وإيران وإيطاليا".

وأشار حازم بيوكسيميتشي إلى أن المتجر باع خلال فبراير/شباط الماضي، أي بعد ظهور فيروس كورونا المستجد، 15 طنا من الكولونيا على أقصى تقدير، في محاولة لتوضيح الإقبال الشديد الذي تشهده تركيا على عطر الكولونيا بعد وصول الفيروس إليها

جاء ذلك بموجب تعميم صدر الجمعة عن وزير الداخلية سليمان صويلو، في إطار التدابير المتخذة للحد من انتشار الفيروس المستجد.وعلقت السلطات التركية اعتبارا من صباح السبت السفر مع ألمانيا وإسبانيا وفرنسا والنمسا والنرويج والدانمارك والسويد وبلجيكا وهولندا، بسبب فيروس كورونا.

وسبق أن اتخذت تركيا قبل أيام قرارا مماثلا بوقف السفر من وإلى الصين وإيران والعراق وكوريا الجنوبية وإيطاليا.

والجمعة، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس في البلاد إلى خمس إثر تسجيل ثلاث حالات جديدة.

المصدر : الجزيرة

تصفح أيضا...