إنطلاق القاطرة ... أمل أمة / جدو ولد خطري 

اثنين, 02/12/2019 - 22:22

قبل أيام قليلة أسدل الستار على الاحتفالات المخلدة لذكرى التاسعة و الخمسين لإستقلال الوطني بطعم خاص و بحضور وطني عززت شموليته جو الوئام و الأمل الذي خيّم مثل ذلك على المهرجان السنوي للمدن القديمة في شنقيط ، و قد أصبحت موريتانيا بتاريخها الحافل بالأمجاد و إشعاعها الثقافي و اقتصادها ذي الآفاق الواعدة ملكا لجميع شرائح شعبها دون تمييز و لم يعد حكرا على أحد ، فقد مجدت المقاومة بالفكر و القلم لأول مرة إلى جانب المقاومة المسلحة المغوارة و أصبح الجمع الغفير الحاضر لإحتفالات أگجوجت يشعر بوجود رباط جديد من الوئام و الأمل يجمعه و يلزم أغلبيته و معارضته للعمل سويا لبناء الوطن الواحد كل حسب الدور المنوط به و فقا لبرنامج " تعهداتي" المعلن خلال الإستحقاقات الرئاسية الأخيرة .
لقد شعر الفقراء و المهمشون و المقصيون و العاجزون عن الدفاع عن أنفسهم لنيل حقهم بميلاد الدولة المركزية الحديثة ، دولة القانون و هي أم للجميع تحمي المظلوم و تعلم الجاهل و تكفل الفقير و تعالج المريض و تبني أواصر الوحدة و المحبة و توزع بعدالة صارمة ثروات البلد الضخمة بين مواطنيه .
إن هذا النوع من المؤسسات الإجتماعية المتخصصة و المتنوعة و التي ترعى مصالح المجتمعات و الأفراد هو الذي مكن الدول المتقدمة من إرساء قواعد ديمقراطيتها الصلبة بحيث لم يعد الفرد بحاجة إلى  اللجوء إلى قبيلته التي كانت تأويه و تحميه و تؤآزره هو و ذويه عند الإقتضاء ، هكذا تحل الدولة محل القبيلة عندما توفر للمواطن الحماية و التعليم و الصحة و تأمنه ضد مختلف المخاطر و تنسيه إنتماءه الأسري و العشائري الضيق ، هكذا يتبلور مفهوم الدولة العصرية و يولد أمل في بزوغ أمة موريتانية بالمعنى الصحيح يوحدها دينها الإسلامي و تاريخها المجيد الحافل بالإشعاع الثقافي و مقاومتها للإحتلال و المسخ الثقافي .
لقد إنطلقت اذا المسيرة الكبرى لتجسيد الإلتزامات الواردة في " تعهداتي " برنامج السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في جو من الوئام و السلم الإجتماعيين و يجب أن تتضافر جهود الجميع حتى تتغلب على عقبات الإرث الثقيل و تضع القطار على السكة لبلوغ الأهداف السامية و تحقيق أمل الأمة لهذا العقد الانتخابي .

تصفح أيضا...